وصفت تغريدات تناقلها خبراء ومراقبون بريطانيون، ونشر بعضها موقع "هافينغتون بوست"، رئيس النظام السوري بشار
الأسد بالشخص الواهم والكذّاب أو الواهم بالكذب؛ بسبب إنكاره استخدام جيشه للبراميل المتفجرة. جاء هذا في حديثه مع مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" جيرمي بوين.
وينقل الموقع قول الأسد: "أنا على دراية بالجيش. إنهم يستخدمون الرصاص والصواريخ والقنابل. لم أسمع باستخدام الجيش للبراميل، أو ربما، أواني الطهي."
ويبين التقرير أنه عندما واجه بوين الأسد بتقارير منظمة هيومان رايتس الأمريكية، قال إنها "طفولية"، مؤكدا أنه "لا توجد أسلحة تلقى دون تمييز. حين تطلق النار، فأنت تصوب، وحين تطلق النار.. حين تصوب.. تصوب باتجاه إرهابيين من أجل حماية مدنيين. مرة أخرى، إذا كنت تتحدث عن الضحايا، فهذه حرب. لا توجد حرب دون ضحايا". ولكن بوين أصر على أن هذه الهجمات تحدث.
ويشير الموقع إلى أن المراسل بوين كتب فيما بعد مدونته، معلقا على تصريحات الأسد، قائلا إنها "رد وقح"، حيث قال إن مجرد ذكره لأواني الطبخ، إما تعبير عن "القسوة أو محاولة لأن يبدو مرحا، أو إشارة لعدم صلة الأسد بما يجري حوله".
ويجد التقرير أن رد الأسد كان سخيفا لدرجة دفعت الزميل الزائر لمعهد بروكينغز الدوحة تشارليس ليستر، لكتابة تغريدة قال فيها إن النظام السوري قتل العشرات في بلدة دوما يوم أمس، مستخدما
البراميل المتفجرة. وكتب صحافي بريطاني، اسمه إليوت هيغنز، أن الأسد عندما أنكر استخدام البراميل المتفجرة فهو "إما كان واهما أو كذابا أو واهما كذابا"، ولدى هيغنز العديد من أشرطة الفيديو، حيث كتب في تغريدته "سيشعر السوريون بالفرح أن أشرطة الفيديو هذه لم تحدث في بلدهم".
وكتبت مراسلة "هافينغتون بوست" في الشرق الأوسط، صوفيا جونز تغريدة قالت فيها: "إنكار الأسد سقوط البراميل المتفجرة هي مثل إنكاره أن السماء لونها أزرق، والأدلة في كل مكان".
ويذكر الموقع أن الأمم المتحدة قد أصدرت قرارا في شباط/ فبراير العام الماضي، دعت فيه الأطراف كلها للتوقف عن استخدام القنابل في المناطق المأهولة بالسكان. ولكن هيومان رايتس ووتش قالت في تموز/ يوليو إن الأسد لا يزال يستخدم القنابل، وقالت إنها وثقت 650 هجوما بالبراميل المتفجرة على مواقع المقاتلين في مدينة حلب.
وينقل التقرير عن مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومان رايتس ووتش، سارة لي ويستون، قولها إنه بعد شهر بقي مجلس الأمن مراقبا الحكومة السورية وهي تنتهك القرار بهجمات البراميل المتفجرة. واتهم مدير المنظمة في أوروبا أندرو سترويلم الأسد بالكذب، وكتب في تغريدة: "ينكر الأسد أنه استخدم البراميل المتفجرة في مقابلة (بي بي سي)، إنه يكذب".
ويلفت الموقع إلى أن خبراء ومحللين يرون أن مقابلة الأسد مع "بي بي سي" ليست مهمة، فهي مجرد عناوين أخبار، وهو لم يقل جديدا. وكتبت مغردة حوارا ساخرا على التويتر، جاء فيه "الأسد: لماذا تبخرت المعارضة المعتدلة؟.. بوين: لأنك قتلتها".
ويفيد التقرير بأن الأسد استبعد في المقابلة الانضمام إلى التحالف الذي يستهدف "إضعاف وتدمير"
الدولة الإسلامية، حيث أجاب عن سؤال لبوين "لا، بالطبع لا نستطيع، وليست لدينا الرغبة ولا نريد، لسبب واحد بسيط؛ لأننا لا نستطيع التحالف مع دول تدعم
الإرهاب."
ويختم "هافينغتون بوست" تقريره بالإشارة إلى أن رئيس النظام السوري شدد على أنه لا يعارض التعاون مع دول أخرى بشأن تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه أكد رفضه الحديث مع مسؤولين أمريكيين؛ "لأنهم لا يتحدثون لأي أحد، إلا إذا كان دمية"، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى زعماء المعارضة الذين تدعمهم دول غربية وخليجية.