قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن
اليمن ينزلق نحو
الحرب الأهلية، بعد أشهر من سيطرة الجماعة الشيعية الحوثية على العاصمة صنعاء، وأشارت إلى تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذا الصدد.
وتبين الصحيفة أن الأمين العام تحدث في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال إن "اليمن ينهار أمام أعيننا، فيما يقف العالم يتفرج".
ويشير التقرير إلى أن الفوضى عمت العاصمة، بعد خروج الآلاف إلى الشوارع للتظاهر ضد الحوثيين، فيما نظمت تظاهرات في مناطق أخرى من البلاد، وفي الوقت ذاته قامت البعثات الدبلوماسية بإغلاق أبوابها.
وتوضح الصحيفة أن هناك تقارير أشارت إلى أن المتمردين المدعومين من إيران توجهوا نحو الأقاليم الجنوبية والشرقية، مما أدى إلى ردة فعل من الجهاديين وزعماء القبائل، وزاد في حالة الفوضى قيام تنظيم
القاعدة بالسيطرة على قاعدة عسكرية في جنوب البلاد.
ويذكر التقرير أن المبعوث الأممي جمال بن عمر حذر الأطراف المتنازعة من أن البلاد تخرج عن السيطرة، وقال: "نعتقد أن الوضع خطير جداً، وأن اليمن يقف على حافة حرب أهلية". وكانت محاولات بن عمر للتوصل إلى تسوية سياسية في الأسبوع الماضي قد فشلت، وألقى باللوم على الأطراف السياسية اليمنية التي تحاول فرض إرادتها على الآخرين.
وتلفت الصحيفة إلى أن الحوثيين الذين جاءوا من شمال اليمن، قاموا بحل البرلمان بقرار فردي، وأعلنوا عن مجلس رئاسي.
ويفيد التقرير بأن الحوثيين يواجهون معارضة من القبائل السنية ومقاتلي القاعدة، وكذلك من الحركات الثورية الشبابية التي ظلت تظاهرتها حتى الآن سلمية. ويضاف إلى هذه العوامل عامل آخر، وهو الحركة الانفصالية الجنوبية، التي تطالب بالانفصال عن الشمال.
وتنقل الصحيفة عن إبراهيم الشريقة من معهد بروكينغز في الدوحة قوله: "هناك مصادر متعددة ومختلفة لمقاومة الحوثيين".
وترى "فايننشال تايمز" أن انهيار السلطة المركزية في اليمن سيؤثر على الاستقرار في اليمن، وكذلك على موقف تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي له وجود في المناطق البعيدة عن المركز.
ويتوقع التقرير أن يتم تهديد ناقلات النفط، التي تنقل يومياً عبر مضيق باب المندب أربعة ملايين برميل نفط في اليوم. وقال الشريقة: "لو اندلعت حرب أهلية فهذا يعني ولادة دولة فاشلة جديدة مثل الصومال، وإغلاق مضيق باب المندب".
ويرى المحللون أن توسع النزاع في اليمن محتمل؛ فقد شن المعارضون للحوثيين في الأيام القليلة الماضية سلسلة من الهجمات ضدهم في العاصمة، وتعرضت نقاط التفتيش التي أقامها
الحوثيون للحرق، مما أدى إلى عمليات انتقالية.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى انتشار العنف في أنحاء البلاد مع تقدم الحوثيين في المناطق الريفية مثل البيضاء، التي تقع جنوب شرق البلاد. وأعلن
الجهاديون يوم الخميس سيطرتهم على معسكر تابع للفرقة الـ19 في بيهان، التي تبعد 300 كم عن العاصمة، وأعلنت جماعة أنصار الشريعة في اليمن مسؤوليتها عن الهجوم.