قالت الكاتبة
المصرية صباح حمامو، إن
صفقة طائرات
رافال التي تعتزم القاهرة شراءها من
فرنسا هي الصفقة الأولى التي تبيعها فرنسا من هذا النوع من الطائرات، بعد فشل مستمر لبيع ولو "طائرة واحدة" منها بعد ثلاثة عقود من بدء تطويرها وعِقد واحد من بدء استخدامها في فرنسا في عام 2004.
وأشارت الكاتبة بمقالتها في موقع"ساسة بوست" إلى أن الجيش الفرنسي فقط هو من استخدمها، وكانت لديه خطة لشراء 11 طائرة سنويًا وكانت تأمل أن تبيع ولو صفقة واحدة من هذه الطائرة بحلول عام 2019، قبل أن توافق مصر على الصفقة بصورة متسرعة في 2015.
ولفتت إلى أن البرازيل رفضت شراء الطائرة "رافال" وفضلت عليها طائرات "غربن" السويدية، بالرغم من أن رئيس فرنسا فرنسوا هولاند قام شخصيا بالترويج لها في زيارة رسمية له للبرازيل في كانون الأول/ ديسمبر 2013.
وأضاف أن البرازيل ستدفع 4.5 مليار دولار أمريكي مقابل 36 طائرة سويدية (أي 125 مليون دولار مقابل الطائرة الواحدة) بينما سبقت المغرب البرازيل في رفض "رافال"، حين رفضت صفقة قوامها 24 طائرة في عام 2007 برغم العلاقات المغربية الفرنسية القوية.
وقال إن مصر سوف تشتري 24 طائرة "رافال" مقابل 5.2 مليار يورو (5.9 مليار دولار)، ما يعني أنها سوف تدفع 245 مليون دولار للطائرة الواحدة.
وفيما يأتي النص الكامل للمقال:
ثماني حقائق حول صفقة "رافال" التي أذلت أعناق الرجال
الخبر: مصر توقع الاثنين 16 فبراير 2015 صفقة لشراء أسلحة فرنسية تتضمن 24 طائرة "رافال"، إضافة إلى فرقاطة بحرية. يوقع عن الجانب المصري الرئيسُ، وعن الجانب الفرنسي وزير الدفاع جان-إيف لودريان..
هذه ثماني حقائق هامة عن الطائرة "رافال":
1- الصفقة هي الأولى التي تنجزها فرنسا من هذا النوع من الطائرات بعد فشل مستمر لبيع ولو "طائرة واحدة"، منها بعد ثلاثة عقود من بدء تطويرها وعِقد واحد من بدء استخدامها في فرنسا في عام 2004.
الجيش الفرنسي فقط هو من استخدمها، وكانت لديه خطة لشراء 11 طائرة سنويًا (من الشركة المصنعة داسو للطيران Dassault Aviation) لدعم برنامج تصنيع هذا النوع من الطائرات، ثم تراجع وقرر شراء 26 طائرة خلال الست سنوات القادمة (أي قلص خطة الشراء من 11 إلى 4 طائرات سنويا).
استخدمتها فرنسا في أفغانستان عام 2007، وفي ليبيا عام 2011، ثم في مالي عام 2013 (بعض التقارير أوردت أن فرنسا شنت حربها على مالي لإقناع الهند بإتمام الصفقة). فرنسا كانت تأمل في أن تبيع ولو صفقة واحدة من هذه الطائرة بحلول عام 2019، قبل أن توافق مصر على الصفقة بصورة متسرعة في 2015.
2- البرازيل رفضت شراء الطائرة "رافال" وفضلت عليها طائرات "غربن" السويدية، بالرغم من أن رئيس فرنسا فرنسوا هولاند قام شخصيا بالترويج لها في زيارة رسمية له للبرازيل في كانون الأول/ ديسمبر 2013.
سوف تدفع البرازيل 4.5 مليار دولار أمريكي مقابل 36 طائرة سويدية (أي 125 مليون دولار مقابل الطائرة الواحدة).
المغرب سبقت البرازيل في رفض "رافال"، حين رفضت صفقة قوامها 24 طائرة في عام 2007 برغم العلاقات المغربية الفرنسية القوية.
3- الهند تدرس منذ "ثلاث" سنوات شراء 126 طائرة من النوع نفسه (رافال) مقابل 22 مليار دولار أمريكي للصفقة. لم تتم الصفقة حتى الآن وهناك معارضة في الهند لإتمامها.
(للمعارضة سببان، الأول اقتصادي وارتفاع ثمنها عن الطائرات المنافسة في السوق، والثاني سياسي بعد أن جمدت فرنسا صفقة سلاح كان من المقرر إتمامها مع روسيا، وحالت المشكلة الأوكرانية دون إتمام الصفقة بعد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي).
وفقا لتصريحات للرئيس الفرنسي، فقد وضعت كلٌّ من ألمانيا والولايات المتحدة ضغوطا كبيرة عليه من أجل أن يجمد الصفقة، ما حدا بالهند – التي يجمعها مع روسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا والصين تجمُّع "دول البركس"- إلى إبداء الامتعاض والتأرجح (كيلا يقع لها موقف مشابه من تجميد صفقة بعد إتمام الاتفاق).
4- مصر سوف تشتري 24 طائرة "رافال" مقابل 5.2 مليار يورو، (5.9 مليار دولار)، ما يعني أنها سوف تدفع 245 مليون دولار للطائرة الواحدة.
5- صفقة الهند في شراء الطائرات – لو تمت – (126 طائرة بسعر 22 مليار دولار) تعني أن الهند سوف تدفع 175 مليون دولار للطائرة.
(ملحوظة جانبية: نتيجة 2+ 6+7 = الهند تدفع 175 مليون في الطائرة، ومصر تدفع 245 مليون، والبرازيل تدفع 125 مليون).
(ملحوظة واجبة: يمكن مراجعة رقم 245 مليون دولار ثمن البيع لمصر، لأن بيانات الصفقة لا تبين ما إذا كانت الـ5.9 مليار دولار تشمل سعر الفرقاطة التي تشتريها ضمن الصفقة أم لا).
6- قبل أن تعلن البرازيل رفضها كانت قد أمضت اثني عشر عاما كاملة، بدءًا من 2001 تدرس الصفقة التي تود بها تحديث قواتها الجوية واستبدال الطائرات الجديدة بأسطولها من الطائرات الميراج.
(لم يتسنَ الوقت لي للقراءة عن حال الأسطول الجوي المصري وعن حاجته لمثل هذه الطائرات الآن).
(3+ 8 = الهند تدرس شراء الصفقة منذ عام 2012 ولم تتم بعد 3 سنوات. البرازيل قضت 11 عاما لدراسة صفقة ترفضها، بينما مصر تقبل بالصفقة وتمولها "بقرض" في خلال ستة أشهر فقط).
7- مصر بالأساس لم تكن عميلا محتملا لفرنسا لشراء هذا النوع من الطائرات. بعد فشل صفقة البرازيل قال أولاند إنه كان "فشلا متوقعا"، وقال وزير دفاع فرنسا جين يافس دورين: "الهند ودول الخليج عملاء محتملون لنا".
8- مصر سوف تحصل على قرض بقيمة 15 من ثمن الصفقة لدفعها للشركة المصنعة، سوف تحصل عليها من بنوك فرنسية بضمان "قسم ضمان التصدير الفرنسي" Coface التابع لهيئة الخزانة الفرنسية (التابعة بدورها لوزارة الاقتصاد الفرنسية) – وزير الاقتصاد الفرنسي يعارض الصفقة ولكن وزير الدفاع الفرنسي يدعمها.
وتساءلت الكاتبة:
* – لماذا تشتري مصر نوعًا من الطائرات رفضته دول العالم و"قللت الدولة المصنعة له" من استخدامه؟ (لو كانت طائرات جيدة لاشترى الجيش الفرنسي منها المزيد، أو على الأقل لأبقى على خطة الشراء الأساسية).
* – لماذا تتسرع مصر في شراء صفقة سلاح لا تملك ثمنها؟ لتحديث أسطولها الجوي في صفقة تعادل مجموع احتياطيها النقدي في بعض الأحيان؟
* – إذا كانت انتخابات مجلس الشعب تقرر موعدها – بغض النظر عن فاعليته غير المحتملة – فلماذا لا يتم الانتظار حتى يكون هناك مجلس شعب ينظر في الصفقة في جدواها الاقتصادية والسياسية؟ (المعلومة الضعيفة المتاحة هنا أن مصر تريد الفرقاطة الفرنسية التي تشتمل عليها الصفقة لـ"تزين" بها حفل افتتاح قناة السويس في آب/ أغسطس القادم، ياله من سبب!).
* – إذا كان الشراء سوف يتم بضمان من البائع نفسه (وفقا لتقرير لموقع أخبار الدفاع Defence News: إذا لم تتمكن مصر من تسديد فاتورة الصفقة، نظرًا لحالة اقتصادها الضعيفة، فإن الخزانة الفرنسية هي التي ستدفع) فما هو الثمن الذي سيدفعه الجيش المصري مقابل ذلك لفرنسا؟
* – مصر ليست في حرب محتملة مع عدو تحتاج إلى هذه الطائرات لقتاله، لأنه وفقًا لرئيسها الحالي، فإن عدوها الوحيد الذي دخلت معه حروبًا سابقة في قرابة النصف قرن الماضي – الكيان الصهيوني – تعيش معه الآن حالة "سمن وعسل".. فلماذا لا يتم الالتفات للمشاكل الداخلية الأكثر إلحاحا: التعليم؟ المجاري؟ مياه الشرب؟ المستشفيات؟
وختمت الكاتبة مقالها بالقول: "ليس لديّ شك في أن (الحكومة) التي تمثل نظام مبارك سوف تتم الصفقة، ولن يوقفها مقالة هزيلة من شخصية ضعيفة مثل كاتبة السطور، كان كل دورها أن تكتب المقال، وقد كتبته".
وأضافت: "أتذكر مقولة الناشر الأمريكي وليام راندولف هارست: (الحرب بزنس ناجح، الحرب رائجة).
وأستبدلها بمقولة: (الإرهاب بزنس ناجح، الإرهاب رائج) – بذريعة محاربته تتم الصفقات، وترتكب المذابح وتباع الأوطان".