استبعدت قيادات فلسطينية في حديثها لـ"
عربي21" أن يتوصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، لاتفاق نهائي حول القضية الفلسطينية، وقالت إنه "لا يؤمن بالسلام"، ولا "بقيام" دولة فلسطينية، وكل هدفه "ابتزاز" القيادة الفلسطينية لمزيد من التنازلات.
وكان صحفي إسرائيلي كشف عن "اتصالات سرية" بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الفترة الواقعة بين عام 2010 – 2011، التي "اتفق خلالها "على جميع القضايا مع تأجيل قضية
القدس لوقت لاحق"، وذلك بعد توقف
المفاوضات العلنية بين الجانبين في تشرين الأول/ أكتوبر 2010.
فيما كشفت إذاعة "صوت إسرائيل"، عن عقد لقاء سري في القدس المحتلة، الأسبوع الماضي، بحث فيه الطرفان السبيل للعودة إلى المفاوضات، مقابل التزام الطرف الإسرائيلي باستئناف تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية.
واتفق الطرفان على مواصلة اللقاءات وترتيب عقد لقاء بين نتنياهو وعباس، وفق الإذاعة.
رواية "يسخاروف".. ودور "بيريز"
من جانبه، أكد الصحفي الإسرائيلي، آفي يسخاروف، في تقرير له نشر على موقع "والا" الإسرائيلي، الخميس الماضي، 12 شباط/ فبراير الجاري، أن "الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيريز، لعب دور الوسيط في تلك المفاوضات السرية، حيث عقد الأخير عدة لقاءات مع عباس في العديد من المدن الأوروبية".
وبحسب يسخاروف، استضافت العاصمة الأردنية عمّان "عدة مقابلات"، اقترب الطرفان (بيريز وعباس) خلالها من التوصل لما أسماه "اتفاقا مهما وتاريخيا" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مع تأكيد الصحفي أن "نتنياهو كان على علم بكل ذلك".
وأشار كاتب التقرير إلى أن هذه المفاوضات التي "توصلت لكثير من الحلول" لا تجبر إسرائيل على الموافقة عليها، لأن بيريز "لا يمثل الحكومة الإسرائيلية، ويمثل نفسه فقط "، كما قال.
فتح.. وحملة نتنياهو الدعائية
من جانبها، نفت حركة "فتح" على لسان عضو اللجنة المركزية، جمال محيسن، وجود أي محادثات "سرية" مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن عباس لم يتوصل "لاتفاق مع (إسرائيل)، التي يقودها العنصري نتنياهو"، على حد وصفه.
وقال لـ"
عربي21" إن "نتنياهو رجل إرهابي لا يؤمن بالسلام مطلقا، ولا بوجود دولة فلسطينية، وما هذا الحديث عن محادثات سرية والتوصل لاتفاق لحل الدولتين إلا جزء من الحملة الدعائية لنتنياهو، حتى يدافع عن نفسه أمام المعسكر الصهيوني، الذي يتهمه بالفشل في التوصل لتسويه سياسية مع الفلسطينيين".
حماس: عباس ملك المفاوضات السرية
من جهته، شدد القيادي في حركة "حماس"، يحيى موسى، على أن عباس "لا يمكن أن يعيش دون تفاوض، سواء كان علنيا أو سريا؛ لأنه يؤمن أن التفاوض هو السبيل الوحيد للوصول لتسوية للقضية الفلسطينية".
وأكد لـ"
عربي21" أن "سياسيات عباس واحدة لا تتغير، فهو ملك المفاوضات السرية، وهو رجل نخبوي لا يؤمن بالجماهيرية، ويجب أن يعمل دائما في الظلام"، مؤكدا أن التفاوض مع الاحتلال "لم يتوقف في أي لحظة، وإذا توقف علنا فهو ينشط سرا".
ويرجع موسى عدم توصل عباس لاتفاق مع الاحتلال؛ لأن "الثمن الذي يريده الاحتلال دائما يتغير لمزيد من التنازلات"، موضحا أن المشكلة "ليست عند عباس، وإنما عند الاحتلال الذي يعمد لابتزاز القيادة الفلسطينية لمزيد من التنازلات".
ويرى القيادي في حركة "حماس" أنه ما لم تبادر الفصائل الفلسطينية في "إيجاد موقف قوي يوقف عباس مكانه، لا يمكن أن يتغير هذا الحال الذي يهدد مستقبل القضية الفلسطينية".
الشعبية: نرفضها سرية وعلنية
بدوره، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول، رفض حركته لأي مفاوضات ولقاءات مع الاحتلال الإسرائيلي، سواء كانت سرية أو علنية، أو بأي شكل كانت، وبغض النظر عن صحة ما نشر.
وفي حديثه مع "
عربي21"، دعا إلى "ضرورة مغادرة كل مسار المفاوضات الثنائية، والعودة لبحث وطني ينجز استراتيجية وطنية متوافق عليها، مهمتها ضبط ونظم كل التحركات وأشكال النضال التي يخوضها الشعب الفلسطيني من خلال قيادة تعكس الشراكة الحقيقية".
وأضاف: "لا يجوز المساومة على أي من الحقوق الفلسطينية أو إضعاف تلك الحقوق في أي مشاريع أو قرارات تقدم لمجلس الأمن وغيره"، مستبعدا "موافقة" نتنياهو على قيام دولة فلسطينية، كما أشار الصحفي الإسرائيلي.