أثنت الحكومة
العراقية على دور
إيران في العراق، وذلك خلال احتفال نظمته الحكومة السبت لتكريم أُسر عناصر مليشيات إيرانيين قتلوا في العراق، وتم منحهم أوسمة.
وحضر أفراد من عائلات المقاتلين الإيرانيين وعسكريون ووفود رسمية، الاحتفال الذي أقيم في بغداد لتكريم مقاتلي "سرايا الخراساني"، وهي مليشيا عراقية شيعية جرى تشكيلها في عام 2013 للقتال إلى جانب النظام في كل من سوريا والعراق، استجابة لدعوة المرشد الأعلى علي خامنئي.
ومع تصاعد المعارك في شمال وغرب العراق، وخصوصا مع تنظيم
الدولة، ينظر كثير من
الشيعة العراقيين الآن إلى إيران باعتبارها حليفهم الرئيس، وتزيد ثقتهم بشكل متنام في المليشيا التي تدعمها إيران وتولت زمام الأمور منذ أصبح الجيش العراقي على شفا الانهيار العام الماضي.
وقال حامد الجزائري نائب قائد سرايا الخراساني لتلفزيون "رويترز": "القوى الإيرانية والحكومة الإيرانية والمجاهدون الإيرانيون هم الذين دعمونا منذ البداية، وما زال دعمهم، ودماؤهم تختلط بدمائنا. أما الأمريكان ومن لف لفهم فكانوا مجرد إعلام ويدعون أنهم يدعمون الحركة ضد الإرهاب وضد التخريب في العراق، ولكنهم ما جاءوا إلا لأخذ الأموال وسلب ثروات العراق"، بحسب تعبير الجزائري.
وعُلقت في بغداد في الآونة الأخيرة صور للقائد العسكري الإيراني الراحل الجنرال حامد تقوي ومقاتلين آخرين قتلوا في العراق.
ولاقى تقوي حتفه في شمال العراق في كانون الأول/ ديسمبر. وتقوي مقاتل مخضرم شارك في الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988، وكان عضوا في الحرس الثوري الإيراني.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر عاد تقوي إلى العراق للمشاركة في هجوم لميليشيا شيعية في جلولاء والسعدية قرب الحدود الإيرانية. وحقق تقوي نجاحا بخطة وضعها لمواجهة تنظيم "الدولة" في المدينة.
وقال مجيد تقوي، شقيق حامد تقوي، في الاحتفال: "احنا نفتخر بشهادة (مقتل) أخينا الكبير المجاهد السيد حامد تقوي، وإن شاء الله نرجو من المسلمين أن يرحموا شعب العراق المظلوم ضد داعش الدامية. إن شاء الله ينهضوا وإن شاء الله الله يوفقهم. واحنا نفتخر بوجود شهادة أخينا العزيز. إن شاء الله الله يوفقهم يا شعب العراق الباسل. انهضوا إن شاء الله الدواعش جبناء وخوائف. انهضوا عليهم وإن شاء الله شردوهم"، بحسب تعبيره.
وأرسلت إيران تعزيزات للعراق بحجة المساعدة في صد تقدم تنظيم الدولة نحو بغداد، بناء على طلب من الحكومة العراقية وزعماء شيعة.
وقال المعلق السياسي أحمد الشريفي: "نُثَمن هذا الجهد سواء كان للجمهورية الإسلامية كدولة أم للشعب الإيراني، على هذا الموقف النبيل لدعمهم شعب العراق بهذا الجهد، سواء كان في مجال الإعلام أم في مجال السياسة أم حتى في المجال العسكري. ونحن لاحظنا أن القيادات الميدانية التي وصلت كانت مؤثرة جدا في إدارة المعارك، وساهمت كثيرا في توظيف الجهد وتوفير الطاقات، وربما كان الكثير من الإنجازات التي تحققت ما كان لها أن تتحقق إلا بفضل ودور.. المرجعية وقيادات الحرس الثوري".
وإلى جانب سرايا الخراساني، فإن هناك مليشيات شيعية أخرى عديدة، منها "عصائب أهل الحق" و"كتائب بدر" و"كتائب حزب الله"، وكلها مدعومة من إيران.
وفي حين قوبل الدور الإيراني بالتقدير، فقد تعرض الدور الأمريكي للانتقاد في الاحتفال والاتهام بدعم تنظيم الدولة وإمداده بالسلاح.
وقال الشريفي: "الولايات المتحدة كانت جزءا لا يتجزأ من المؤامرة. واليوم داعش تستلم دعما لوجستيا عبر الجهد الجوي من قبل الولايات المتحدة. ولم يكن للولايات المتحدة دور لا على مستوى الدعم العسكري تسليحا وتدريبا ولا حتى الحضور في الميدان، وإنما كان دورها كما وصفناه سلبيا"، بحسب تعبيره.
ويقدر مسؤولون عراقيون وأكراد عدد المستشارين الإيرانيين في العراق بما بين مئة وعدة مئات. وهذا يقل كثيرا عن نحو ثلاثة آلاف ضابط أمريكي يتولون تدريب القوات العراقية.
وانتقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الآونة الأخيرة "بطء" التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، في تقديم الدعم العسكري للجيش العراقي.
وسيطر التنظيم العام الماضي على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا. وينفذ تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية على مواقع التنظيم في البلدين، ويقدم الدعم العسكري للقوات العراقية.