سياسة عربية

قطر في إعلام مصر: شتائم واتهامات بالعمالة للموساد

يقود المذيع أحمد موسى الحملة الإعلامية الشرسة ضد قطر - يوتيوب
تتعرض قطر -قيادة وشعبا- لحرب غير مسبوقة في الإعلام المصري، وصلت إلى حد توجيه الشتائم والسباب لها، واتهامها بأنها عبرية، وعميلة للموساد، وذليلة لأمريكا، وحتى الخوض في أعراض حكامها.
 
وقال مراقبون إن الحملة التي يشنها الإعلام المصري على قطر، تتم ببصمات أمنية ومخابراتية من نظام حكم عبدالفتاح السيسي، بدليل أن من يتزعمها إعلاميون وصحفيون معروفون بأنهم أدوات في أيدي المخابرات المصرية، وأنهم يخضعون لتوجهاتها.
 
وأشار المراقبون إلى أنه لوحظ عقب بيان المملكة العربية السعودية، إبان حكم العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله، الذي طلب فيه من مصر التعاطي الإيجابي مع الجهود القطرية لتنقية الأجواء بين البلدين، أن الإعلام المصري التزم وقتها بجانب الثناء على قطر وقيادتها، غير بعيد عن توجيه مباشر من السيسي، الذي صرح في أحد لقاءاته مع الإعلاميين المصريين بأنه اضطر إلى الاعتذار عن تجاوز الإعلام القطري بحق القيادة القطرية.
 
ومع التوتر الأخير في العلاقات بين البلدين، الذي نشب إثر اتهام المندوب المصري لدى جامعة الدول العربية لقطر بدعم الإرهاب، عقب تحفظها على توجيه غارات مصرية على أهداف داخل ليبيا، وقيام قطر بسحب سفيرها من مصر احتجاجا، حتى  انفتح صنبور الإعلام المصري مشوها لسمعة قطر، ومسيئا إليها، دون رادع.
 
كاريكاتير "اليوم السابع"
 
فقد نشرت صحيفة "اليوم السابع" -الأربعاء- "كاريكاتيرا" يسخر مما اعتبرته الصحيفة "سيطرة الإدارة الأمريكية على قرار النظام الحاكم في قطر، وزيارة أميرها الشيخ تميم بن حمد، للبيت الأبيض، برسم يظهر فيه الرئيس الأمريكي يتحدث في مؤتمر صحفي لأحد الصحفيين، قائلا له: "إحنا سحبنا أميرنا من قطر للتشاور"!
 
وفي تقرير آخر بعنوان: "كاريكاتير.. أمير قطر فى أمريكا لمباحثات "الخلوة الشرعية"، ونشرته أيضا "اليوم السابع"، يظهر اثنان من موظفي "البيت الأبيض"، ويقول أحدهما للآخر: "غير اليافطة بسرعة.. سمو الأمير وصل أمريكا"؛ فتظهر اليافطة، ومدون عليها: "البيت الأبيض.. خلوة شرعية".

 


مقال تحريضي في "المقال" ذات التمويل الإماراتي
 
ومن جهته، كتب الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه الأربعاء، مقالا بجريدة "المقال"، التي تصدر بتمويل إماراتي، بعنوان "القزم القطري الذي يغذي الوحش الداعشي".
 
وتساءل الفقيه فيه: "ما العلاقة بين دويلة صغيرة وتنظيم دموي؟ وهل نكون مخطئين إذا نظرنا باستهزاء إلى هذه الدويلة المارقة؟ ومن يكلف قطر بدور السائس الذي يلقم العلف للوحش؟ ولماذا تقوم قطر بكل الأدوار التي لا تريد القوى الكبرى القيام بها؟".
 
وحرض الفقيه على قطر قائلا: "نحن لا ننظر إليها سخرية وهزءا، لما نتظاهر به من عظمة كاذبة، لكي ننسى دورها المخرب، وأموالها المجلوبة من النفط  التي تنفقها على دعم الإرهاب، وإعلامها الذي يعلن الحرب على كل قيم الخير والأمن والسلام في المنطقة، ويزرع الفتنة بين الأشقاء، ويدك بمعاوله مفاهيم التضامن والتعاون العربي، فهو دور يجب أن لا ننساه، ولا نغفر ما يعنيه من إجرام، لكي نحاسبها عليه في يوم من الأيام، وتدفع الثمن جزاء ما جنته يداها".
 
واستطرد: "لا أقصد الشعب فهو قليل العدد، خرج من طور البداوة متطلعا للالتحاق بالعصر الحديث، مغلوب على أمره، وإنما أقصد الفئة الضالة التي تتولى الحكم والإدارة، وتضع نفسها في خدمة السيد صاحب الأمر والنهي، ورب النعمة عليها".
 
ووصف الكاتب قطر بأنها دمية، وأنها "ليست إلا مخلب قط في يد القوة الكبرى"، مؤكدا وجود علاقة بين حكومة قطر والموساد، وأنه "من أرضها انطلقت كل الحملات العسكرية على دول الجوار"، واصفا دورها في المنطقة بأنه "قذر، وضالع في العمالة والفتنة والخيانة، مقابل الرضا عنها، وإبقاء هذه الفئة في الحكم"، وفق قوله.
 
أحمد موسى ذراع السيسي الإعلامية يقود الحملة
 
في سياق متصل، أجرى الإعلامي القريب من السيسي، أحمد موسى، مداخلة هاتفية مع الدكتور زكريا سالم، الذي قدمه الأول باعتباره "خبير مكافحة الإرهاب الدولي"، قال فيها إن أمير قطر تميم بن حمد أمير قطر تجمعه علاقة بشاب بريطاني يدعى "مايكل هورد"، وفق تعبيره!!
 
وزعم زكريا أن صديق الشيخ تميم، نشر مذكراته أول أمس، وذكر خلالها المشاجرة التي وقعت بين تميم ومايكل هورد، في أثناء تواجد أمير قطر في أحد البارات، بعد أن أعجب بعدد من الشباب، فوجد هورد أنه سيخسر الأموال التي سيحصل عليها، فتدخلت على خلفية المشاجرة الشرطة والمخابرات الإنجليزية لمنع نشر هذه الفضيحة في صحيفة فايننشال تايمز، فيما عرضت الحكومة القطرية على صحيفة التايم (!)، دفع 50 مليون جنيه إسترليني.. لمنع نشر الواقعة، على حد زعمه.
 
يُذكر أن "تايم" مجلة أمريكية تصدر من واشنطن، وليست صحيفة إنجليزية. كما أن أمير قطر لم يغادر إلى بريطانيا قبل توجهه إلى واشنطن.
 
وقد استكمل أحمد موسى حملته على قطر، فاستضاف عبر برنامجه "على مسؤوليتي" بقناة "صدى البلد"، ضابط الشرطة السابق، والصحفي الحالي نبيل شرف الدين، الذي تلفظ بألفاظ نابية على الهواء ضد قطر قائلا: "قطر بنت الو...".
 
ثم وجه كلامه لرئيس تحرير صحيفة العرب القطرية: "يا عبد الله العذبة أنت إبن..".
 
ثم عاد موسى، ليكتب في جريدة الأهرام، الأربعاء، مقالا بعنوان: "قطر العبرية"، قائلا: "من يتابع وسائل الإعلام لهذا الكيان القطري يتأكد أننا أمام دويلة فقدت صوابها ورشدها، لأنها تتآمر على مصر لخدمة مصالح وجماعات وتنظيمات إرهابية، وأيضا لحساب دول تريد أن تحول مصر إلى ساحة فوضى، واقتتال داخلي، ليعطيها حق تفكيك الجيش، مثلما فعلت مع العراق، وما زالت تفعل في سوريا"، وفق مزاعمه.
 
وأضاف موسى: "تدفع هذه الدويلة المليارات لعناصر الإرهاب وتؤوي السواد الأعظم من قيادات تلك المنظمات، ومنذ سنوات طويلة وندق ناقوس الخطر حول الدور التآمري لنظام حمد بن خليفة ومعه حمد بن جاسم ممن كانت بداياتهما مع فتح أراضي هذه الدويلة التي تعوم على بركة من الغاز، وتتعامل بدفاتر الشيكات، لإيواء قيادات إرهابية منذ التسعينيات، وعقب انقلاب حمد على والده خليفة، وزاد حجم المؤامرة عندما ارتمى في حضن إسرائيل، والولايات المتحدة، وأصبح الأداة الطيعة لهما ينفذ ما يخططان له، وأصبحت قطرائيل هي الخنجر الذي يطعن به العرب من مصر إلى السعودية والإمارات وليبيا وسوريا وغيرهم".
 
واستطرد موسى: "أكره النظام القطري وحكامه من حمد بن خليفة ونجله لأنهما حولا الدويلة واختطفاها من الحضن العربي، لترتمي وسط الصهاينة والأمريكان. لكن الشعب القطري لا يدفع ثمن سياسات حكامه الذين تحولوا إلى سماسرة يتاجرون بأموال الشعب القطري وقوت يومه، واستولت أسرة آل ثاني على عائدات البترول والغاز لصالحها في حين يحظى المواطن القطري بالفتات، بينما الأسرة الحاكمة توزع أموال القطريين وتبعثرها في مشروعات لا طائل منها، وجزء كبير يرسل لدعم الإرهاب"، وفق مزاعمه.
 
 زيارة ناجحة لأمير قطر إلى واشنطن
 
وكان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني اختتم الثلاثاء محادثات ثنائية في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أكد الأخير في أعقابها وجود توافق رؤى بين بلديهما بشأن قضايا الشرق الأوسط، ومن بينها الأزمة السورية ومساعي التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، كما لأن المحادثات تناولت مكافحة تنظيم الدولة.
 
ومن جهته، أكد أمير قطر توافق الرؤى مع أوباما، بما في ذلك دعمه لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.