تهافتت عشرات الشتائم من قبل الموالين على معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري، عماد الأصيل، عقب تصريحات الأخير التي قال فيها إن المواطن السوري "دخل مرحلة الفقر، ولكنه لم يدخل مرحلة الجوع بعد"، معلناً من خلالها دخول "الأمن الغذائي" في مناطق سيطرة النظام حالة الانهيار الحقيقي.
واعتبر المؤيدون للحكومة أن خطاب معاون وزير التجارة موجه إليهم، مستندين بذلك على معرفتهم برفع النظام السوري مسؤوليته الغذائية عن المناطق الخارجة الثائرة ضد نظام الحكم، التي يفرض عليها حصارا من الأساس، مانعاً دخول الطعام والشراب إليها.
تصريحات الأصيل واجهت عشرات الانتقادات اللاذعة، طالت هيبة معاون الوزير وكافة وزراء الأسد وحكومته، حيث عقب أحد الموالين على تصريحات الأصيل قائلاً: "لا أنت دكتور ولا أنت أصيل"، في حين قالت ندى العلي من اللاذقية معقبة على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بحكومة النظام السوري: "صح النوم يا سعادة معاون الوزير قال فقر قال، والله من يسير خلفكم عام آخر يا حكومتنا الموقرة رح يضطر يبيع أولاده ليعيش".
معاون وزير التجارة الداخلية أوصل رسالته إلى الموالين لحكومته حول مدى النقص الحاصل في خزينة الدولة، رغم الانتقادات الكبيرة له ولكافة وزرائها، إلا أنه طمأن الجالية الواقفة مع نظام الحكم بقوله: "حتى الأن ما زلنا قادرين على تأمين مادة الطحين في كل صباح إلى الأفران".
إلا أن تبريرات الأصيل لم تخمد نيران الشتائم التي طالته وعائلته والحكومة التي يمثلها، بل ارتفعت وتيرتها على ما يبدو إلى درجة أعلى، حيث عقب هيثم ناصر من مدينة طرطوس الساحلية قائلا: "ما معك حق معالي الوزير، لشو الخبز بلا ما تقدموه، نحن صرنا بـ عام 2015، نستطيع العيش على الأندومي والشيبس، حكومة تنظير ومحسوبيات".
ولم تقف تصريحات الأصيل هنا فحسب، بل أعلن عجز حكومة النظام السوري من ضبط الأسواق الغذائية، وأنها أصبحت بأيدي سماسرة الدولار، مشيراً إلى أن أسعار المواد الغذائية تتحكم بكل شيء في المناطق التي تديرها حكومة الأسد.
في حين أعلنت مصادر مقربة من النظام السوري أن الأسعار دخلت مرحلة الهستيرية في مناطق الأخير، لتزداد أجور النقل فيها إلى نسبة 600%، لا يمكن للحكومة الصمود أمامها، وارتفاع أسعار مياه الشرب إلى نسبة 364%، والصحة إلى ما يزيد عن 375%، الأمر الذي يراه مراقبون اقتصاديون دخول اقتصاد الدولة السورية حالة "الموت السريري" تمهيداً إلى انهيار الاقتصاد بشكل كلي.
التصريحات النارية من معاون وزير التجارة الداخلية أجبرت وزير التموين في حكومة الأسد حسان صفية من الخروج بمبادرة اقتصادية، مقدماً عروضاً اقتصادية إلى الجانب الروسي الداعم لنظام حكم
بشار الأسد قائلاً: "
سوريا مستعدة لتصدير الحمضيات والفواكه والخضار والمنتجات القطنية والكونسروة، مقابل القمح والطحين من روسيا"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء "سانا".
إلا أن متابعين للوضع الاقتصادي في سوريا عن كثب، رأوا في هذه المبادرة مسعاً من وزير الحكومة لامتصاص غضب الموالين، وتهدئتهم عقب ما أحدثته تصريحات الدكتور الأصيل من نتائج كارثية لدى الطيف المحسوب على الحكومة، وأن المبادرة عبارة عن حقنة مهدئة ليست إلا، ولن تغير في الواقع شيئاً.