تداولت مصادر إعلامية مقربة من جبهة النصرة مقتل قائدها العسكري العام في قصف لقوات التحالف الدولي على اجتماع لقيادتها في سلقين بريف إدلب شمال سوريا.
وقالت المصادر إن أبا همام الشامي، المعروف بـ"فاروق السوري"، قتل في قصف قوات التحالف، بالإضافة لعدد من قيادات الصف الأول، منهم أبو عمر الكردي -أحد مؤسسي جبهة النصرة- وأبو البراء الأنصاري، وأبو مصعب الفلسطيني، دون أن يتسنى التأكد فيما إذا كان زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني بين المصابين في الاجتماع.
وكتب محمد فيزو، أحد عناصر جبهة النصرة، على صفحته في "تويتر": "اللهم تقبل شيخنا وأميرنا أبا همام العسكري وإخوانه أبا مصعب الفلسطيني وأبا عمر الكردي وأبا البراء الأنصاري".
ونفى فيزو الأنباء التي تحدثت عن مقتل زعيم جبهة النصرة أبي محمد الجولاني في الغارة ذاتها، مؤكداً أن الجولاني لم يصب بأذى، كما أشاعت قناة دنيا السورية.
على ذات الصعيد، وبعد ساعات من إشاعة الخبر حول مقتل السوري، وتأكيد ذلك من خلال حسابات مقربة من جبهة النصرة، عادت حسابات أخرى لتشكك في الأمر، بل وصل الحال ببعضها حد تأكيد أنها لم يقتل، وإنما أصيب فقط، الأمر الذي سيتأكد خلال الساعات المقبلة من خلال بيان رسمي للجبهة، أو من خلال نشر تفاصيل الهجوم وأسماء الذي قتلوا أو أصيبوا فيه.
ويعد فاروق السوري أحد أبرز رموز جبهة النصرة، وتنظيم القاعدة بشكل عام، حيث شارك في مرحلة "الجهاد الأفغاني"، قبل أن ترسله قيادة "القاعدة" إلى العراق إبان الغزو الأمريكي.
ووفقاً لمؤسسة "البصيرة" الإعلامية التي بثت كلمة مصورة لـ"السوري" روى فيها تفاصيل لقائه بقيادات تنظيم الدولة حول وقف إطلاق النار بين التنظيمين.
وبثت "البصيرة" مقطع من إصدار "واقع الأمة الإسلامية" الذي بثته مؤسسة "السحاب" لمدرب عسكري ملثم أثناء دورة تدريبية قالت إن الملثم هو "فاروق الشامي" أثناء مشاركته في معسكر المطار في مدينة قندهار.
وأوضحت "البصيرة" أن الشامي سافر إلى أفغانستان عام 1998، والتحق بمعسكر الغرباء بقيادة "أبو مصعب السوري"، قبل أن يلتحق بمعسكر "الفاروق"، ومن ثم تأهل للمشاركة في معسكر "المطار" المحصور بالقوات الخاصة لتنظيم القاعدة فقط، حيث تخرج من المعسكر بحصوله على المرتبة الثانية من بين عشرات المقاتلين.
كما تقلد فاروق السوري عدة مناصب في أفغانستان بعد مبايعته زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مصافحةً، حيث عين أميراً على منطقة المطار في قندهار، ومسؤولاً في مكتب "المجاهدين السوريين" في أفغانستان.
وفي عام 2003، انتقل "فاروق السوري" إلى العراق بأمر من قيادة التنظيم في "خراسان"، حيث مكث فيها أربعة شهور، تواصل خلالها بشكل مباشر مع أبي مصعب الزرقاوي، وأبي حمزة المهاجر اللذين كلفاه بإعطاء دورات عسكرية للقيادات الجهادية في العراق.
وذكرت مؤسسة "البصيرة" الإعلامية أن المخابرات العراقية اعتقلت "فاروق السوري" وسلمته للسلطات السورية التي أفرجت عنه بعد مدة لعدم ثبوت شيء ضده، قبل أن يُعتقل في لبنان لمدة خمس سنوات.
ورغم تاريخه "الجهادي" الحافل، الذي امتد إلى أكثر من خمسة عشر سنة، إلا أن "فاروق السوري" لم يكشف عن هويته سوى في فيديو شهادته ضد قيادات تنظيم الدولة إبان الاقتتال بين الفصائل السورية المعارضة وتنظيم الدولة.
وقال "السوري" إنه التقى بالرجل الثاني في تنظيم الدولة "أبو علي الأنباري"، والمسؤول العسكري في التنظيم حينها "عمر الشيشاني"، مؤكداً أنهما أعطياه المواثيق والعهود بوقف إطلاق النار.
وأكد "السوري" أنه وبعد أقل من 24 ساعة من اتفاقه مع عمر الشيشاني بدأ تنظيم الدولة بتفجير السيارات المفخخة في مقرات الفصائل السورية، متسائلاً: "لا أعلم من هو صاحب القرار في الدولة، رغم قول الأنباري لي إن قراره يسري حتى على أبي بكر البغدادي".
يشار إلى أن وسائل إعلام أجنبية أثارت في اليومين الماضيين الشكوك حول نية جبهة النصرة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة بهدف التوحد مع عدة فصائل كبيرة مثل "أحرار الشام، وجبهة أنصار الدين".
واستهدف طيران التحالف الدولي مواقع لجبهة النصرة في ريفي إدلب وحلب عدة مرات، وكان آخرها استهدافه مراكز تابعة لها قرب مدينة سلقين الحدودية قبل أيام.
بدوره، قال متحدث باسم التحالف لوكالة رويترز إن "التحالف لم ينفذ ضربات جوية في محافظة إدلب السورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية"، لكن مصادر أخرى قالت إن القصف نفذته طائرة دون طيار، ما يعني علاقة التحالف والأمريكان تحديدا بالعملية.