تواصلت لليوم الثاني على التوالي فعاليات
المؤتمر الاقتصادي الذي تستضيفه مدينة
شرم الشيخ المصرية، واستمرت معها المواقف الطريفة التي أثارت سخرية المتابعين.
اختتام المؤتمر بـ"سيرة الحب"
في خطأ تقني، أنهى التلفزيون الرسمي للدولة بثه لفعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، بإذاعة أغنية "سيرة الحب" للمطربة الراحلة أم كلثوم.
وظهر أثناء إذاعة الأغنية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهو يتحدث مع ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز، عقب انتهاء ورشة عمل حول مشروع قناة السويس الجديدة.
وأثار هذا الموقف سخرية الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، كما سبب إحراجا كبيرا لمسئولي التلفزيون المصري الذين نفوا مسئوليتهم عنه.
وقالت صفاء حجازي رئيسة قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري، إن الشركة المنظمة للمؤتمر هي المسئولة عن إذاعة الأغنية، موضحة أن التليفزيون يقوم فقط بنقل وقائع المؤتمر دون تدخل في محتواه.
ظهور حارس مرسي
ومن المشاهد الملفتة، كان ظهور الحارس الشخصي للرئيس محمد مرسي، الذي اختفى عن الأنظار منذ انقلاب يوليو 2013، حيث شوهد خلال المؤتمر خلف الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت.
وكان هذا الحارس يرافق الرئيس مرسي لمدة عام كامل، وانتشرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه رفض التخلي عن الرئيس مرسي وتم عزله من وظيفته والقبض عليه بسبب شجاعته ووفائه للرئيس، ليأتي ظهوره في المؤتمر الاقتصادي مكذبا تلك الإدعاءات.
توقف التفجيرات أثناء المؤتمر
وسخر معارضو النظام من المصادفة الغريبة في توقف التفجيرات المعتادة في مصر أثناء انعقاد المؤتمر، الأمر الذي أثار سخرية الكثيرين واعتبروه "حسا وطنيا للإرهابين" ووجهوا لهم الشكر والعرفان، لاسميا أن إعلاميين محسوبين على النظام أكدوا أن تفجيرات ستقع.
وكتبت حركة شباب 6 أبريل عبر صفحتها على "فيس بوك": "شكر خاص لكل المسئولين عن التفجيرات والقنابل لتقديرهم الظرف الوطني الحالي والتوقف عن نشر القنابل والمتفجرات".
وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: "إرهابيو مصر يبهرون العالم بحسهم الوطني العالي، ها هم يراعون ظروف البلد ويتوقفون عن أي نشاط، حتى ولو بالإبلاغ عن قنابل وهمية".
وأضاف الشاعر عبد الرحمن يوسف، "يا رب المؤتمر ما يخلص عشان التفجيرات مترجعش تاني!".
الحزب الوطني راعي المؤتمر
وكان الحزب الوطني المنحل ونظام الرئيس المخلوع حسني مبارك حاضرين بقوة في المؤتمر، ليس فقط من خلال العشرات من رجال الأعمال التابعين له الذين يشاركون في جلساته، بل أيضا في انعقاد المؤتمر داخل منتجع سياحي يمتلكه حسين سالم، رجل الأعمال المصري الهارب والصديق الشخصي لمبارك.
وأعرب سالم عن سعادته لتنظيم المؤتمر داخل منتجع "جولي فيل" الذي يمتلكه، والذي طالما استضاف اجتماعات مبارك في شرم الشيخ قبل ثورة يناير 2011.
ولم تتوقف مشاركة الحزب الوطني عند هذا الحد، بل إن الحكومة المصرية لم تجد مكانا أفضل من
مبنى الحزب المحترق في وسط القاهرة لتضع عليه ملصقا ضخما للترويج للمؤتمر.
مقاعد خالية حول السيسي
وكان من الملفت خلو المقاعد المحيطة بالرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر يوم الجمعة، بعد أن انسحب حكام وأمراء الخليج من الجلسة واحدا تلو الآخر ورافقتهم وفود بلادهم عقب إلقاء كلماتهم.
وغادر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، بعد أن ألقى كلمته وتوجه مباشرة إلى مطار شرم الشيخ الدولي عائدا إلى بلاده، كما غادر كل من نائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قاعة المؤتمر بعد إلقاء كلماتهم، وتوجهوا إلى مقر إقامتهم رغم تواصل أعمال المؤتمر.
فقراء في مؤتمر الأثرياء
وعلى الرغم من أن المؤتمر مخصص لدعم الاقتصاد المصري عن طريق الاستثمارات والتبرعات من الدول الغنية، إلا أن ذلك لم يمنع قادة الدول الفقيرة من الحضور، الأمر الذي أثار استغراب وسخرية الكثيرين.
وحضر المؤتمر دول تبحث عن من يساعدها اقتصاديا أو تعيش على المنح مثل الصومال ومالى ورواندا والسودان وإثيوبيا وتنزانيا والسلطة الوطنية الفلسطينية.
وبحسب تقارير صحفية، فقد حضر المؤتمر 89 دولة بينها 59 دولة أفقر من مصر، ومنها 10 دول من أكثر دول العالم فقرا.
قطر ترعى الإرهاب وتدعم مصر
وعلى الرغم من الخلاف السياسي الحاد بين مصر وقطر، واتهام القاهرة رسميا للدوحة برعاية الإرهاب، إلا أن هذا لم يمنع مصر من توجيه دعوة رسمية لقطر لحضور المؤتمر.
وشاركت قطر في المؤتمر بوفد يترأسه سلطان بن راشد الخاطر وكيل وزارة الصناعة والتجارة، كما أن البنك الأهل القطري كان أحد رعاة المؤتمر.
وسخر نشطاء من مشاركة قطر في المؤتمر فقال أحدهم: "هي قطر بتعمل إيه في المؤتمر الاقتصادي يا جماعة، مش دي برضه دولة راعية للارهاب، ولا هي جاية تستثمر في الإرهابيين؟".