قالت مصادر إعلامية محسوبة على تنظيم الدولة إن قواتها كبدت القوات العراقية على أطراف تكريت خسائر فادحة بالأرواح والآليات، كما أنها قصفت الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي بقذائف هاون من مختلف العيارات في منطقة الديوم.
وأشارت إلى أن مقاتلي التنظيم نفذوا هجوما على نقطة للقوات العراقية وسيطروا على عربتي "همر" و"جرافة".
وأعلنت المصادر عن استهداف تجمع للجيش بالأسلحة القنّاصة بعد عدة محاولات فاشلة للتوغل نحو مدينة تكريت عند منطقة الديوم، ما أدى إلى مقتل تسعة عناصر وتدمير دبابة "إبرامز" للجيش الشيعي بصاروخ "كونكورس" خلال المعارك شرقي تكريت.
من جانبه، قال وزير الدولة لشؤون المحافظات أحمد الجبوري، إن بطء تقدم القوات الأمنية العراقية في مدينة تكريت سببه العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم الدولة.
وقال الجبوري، لشبكة "رووداو" الكردية: "لا يمكن البت بالمدة الزمنية، سواء كانت يوما أم يومين أم ساعات، لإعادة تحرير مدينة تكريت من سيطرة داعش".
وعلل الجبوري، عدم استعادة مدينة تكريت رغم مرور أسبوعين منذ بدء العمليات العسكرية إلى "العبوات الناسفة المزروعة من قبل داعش ما يعيق تقدم القوات العسكرية، حيث نخشى إلحاق أي خسائر في الأرواح لجنودنا".
وأطلقت القوات العراقية عملية عسكرية واسعة مطلع آذار/ مارس الحالي، بغية استعادة المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في مدينة تكريت وضواحيها، ويساند القوات العراقية ما يسمى بقوات الحشد الشعبي.
وأنشأت قوات الحشد الشعبي بعد فتوى للمرجع الشيعي علي السيستاني، بالجهاد لتحرير العراق من تنظيم الدولة. ويتكون الحشد الشعبي من مليشيات شيعية كانت موجودة سابقا، مثل فيلق بدر وعصائب الحق وسرايا السلام، وانضم إليها آلاف من المتطوعين الشيعة.
وبين وزير الدفاع العراقي خالد العبادي وقتها أن قوات الحشد الشعبي منضبطة وتعمل بإمرة القيادات الأمنية، الأمر الذي شكك فيه مراقبون بعد أن ارتبط اسمها بعمليات خطف وابتزاز وإعدامات ميدانية، باعتراف الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي قال إن قوات الحشد الشعبي تقوم بعمليات ذبح واعتداء بغير حق على مواطنين عراقيين لا ينتمون لأي تنظيم مسلح. كما أنه دعا إلى عزلها.
استنجاد بالتحالف
بدوره، قال قائد عمليات محافظة
صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، لوكالة فرانس برس، إنه يأمل في أن تساهم قوات التحالف الدولي عبر الضربات الجوية في مساندة القوات العراقية التي تقاتل
تنظيم الدولة في مدينة
تكريت. مؤكدا أن "الأمريكيين لديهم أجهزة متطورة، ولديهم طائرة الاواكس (المخصصة للمراقبة)، وبإمكانهم تحديد الأهداف بالضبط، والمعالجات أيضا دقيقة". وأضاف إن "التقنية العالية للطائرات والأسلحة الموجودة (لدى التحالف تجعل)... أي معالجة من قبلهم ضرورية"، وذلك في تصريحات من جامعة تكريت (160 كلم شمال بغداد) التي تستخدمها القوات كقاعدة عسكرية.
وأكد الساعدي أنه طلب "منذ بداية العملية"، عبر وزارة الدفاع العراقية، توفير إسناد جوي من طيران التحالف، إلا أن ذلك "لم يتم". وردا على سؤال عن سبب ذلك، أجاب "أعتقد لجانب سياسي وليس عسكري".
ولم يشارك التحالف الذي ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا، في العملية التي بدأت في الثاني من آذار/ مارس لاستعادة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، وهي أكبر هجوم عراقي ضد تنظيم الدولة منذ سيطرته على مساحات واسعة من البلاد في حزيران/ يونيو 2014. وكانت الولايات المتحدة التي تقود تحالفا ينفذ ضربات جوية منذ الصيف ضد التنظيم في سوريا والعراق، أعربت عن "قلقها" من الدور الإيراني في تكريت، محذرة من أنه قد يؤدي إلى تباينات في التحالف الذي يضم دولا تتوجس من الدور المتنامي لإيران، لا سيما المملكة العربية السعودية.
إلا أنه سبق للتحالف أن نفذ ضربات لمساندة عمليات على الأرض شاركت فيها الفصائل المدعومة من طهران، لا سيما في منطقة جرف الصخر جنوب بغداد التي استعيدت السيطرة عليها في تشرين الأول/ أكتوبر.
وأوضح الفريق الساعدي أن "العملية تحتاج إلى أيام أكثر، حفاظا على البنية التحتية للمدينة، وللمحافظة على قطاعاتنا، ولعدم إعطاء خسائر لا مبرر لها"، مؤكدا أن "التقدم محسوب وبطيء". وأضاف "المجاميع الإرهابية استخدمت بكثرة العبوات الناسفة والمنازل المفخخة والسواتر الترابية المفخخة"، مشيرا إلى أن قواته تعتمد "على الكادر البشري لمعالجة العبوات، ولا توجد (لدينا) أجهزة ومعدات". وقدرت مصادر عسكرية عدد العبوات في المدينة بنحو عشرة آلاف.