أعلن وزير الداخلية العراقي، محمد الغبان، الاثنين، أن الحملة العسكرية لاستعادة مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، شمال البلاد، توقفت نتيجة سعي الحكومة لتقليل الخسائر في صفوف القوات الأمنية والمدنيين من المفخخات التي زرعها تنظيم الدولة.
ومنذ الجمعة الماضي، توقفت العملية التي بدأت قبل أسبوعين لطرد مسلحي "الدولة" من تكريت، إحدى المدن الكبرى التي سيطروا عليها صيف العام الماضي، فيما قال مسؤولون عراقيون خلال اليومين الماضيين إن القوات بانتظار وصول تعزيزات لاستئناف الهجوم واقتحام وسط المدينة.
وقال "الغبان" في مؤتمر صحفي بمقر الشرطة الاتحادية في قضاء "سامراء" إن توقف الحملة العسكرية يعود إلى "الحفاظ على أرواح المواطنين وعلى ما تبقى من البنى التحتية لهذه المناطق".
وأوضح أن سببا آخر يقف وراء ذلك، وهو العمل على تقليل الخسائر في صفوف القوات الأمنية جراء زرع "الدولة" المفخخات، التي وصفها بأنها "ورقة خاسرة".
واستعادة تكريت وبقية المناطق في محافظة صلاح الدين، خطوة لا بد منها قبل معركة أوسع لاستعادة مدينة الموصل معقل التنظيم في العراق.
ولم يحدد الوزير العراقي على وجه الدقة، موعد استئناف الحملة العسكرية، لكنه قال إنها "ستستأنف في وقت قريب وبحسب تقديرات القادة الميدانيين".
وأشار إلى أن تنظيم الدولة مُني بالهزيمة في صلاح الدين، وانهارت معنوياته أمام تقدم القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي".
ولفت إلى أن المسلحين محاصرون في منطقة ضيقة في تكريت، وأنه لا توجد هدنة معهم على الإطلاق.
وبين "الغبان" أن مهمة وزارة الداخلية، في الوقت الراهن تتركز في إعادة الأمن بالدرجة الأولى لهذه المناطق، وإعادة الخدمات لها من خلال عودة الدوائر الحكومية، سعيا لعودة الأهالي للمناطق المحررة.
ومطلع الشهر الجاري، بدأ العراق حملة عسكرية بمشاركة 30 ألفا من قوات الجيش والشرطة والفصائل الشيعية المسلحة، وأبناء العشائر السنية لطرد "الدولة" من محافظة صلاح الدين.
وتعمل القوات العراقية ومليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية، على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.
بدوره، قال أمين سر وزارة الدفاع الفريق أول الركن إبراهيم اللامي لرويترز "نحتاج إلى دعم جوي من أي قوة يمكنها أن تعمل معنا ضد الدولة الإسلامية."
ورفض اللامي قول ما إذا كان يعني دعما جويا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أم إيران التي تلعب دورا في الهجوم.
وغابت ضربات التحالف الدولي بشكل واضح عن العملية العسكرية الأكبر التي يشنها
الجيش العراقي والميليشيات الشيعية الموالية له منذ استيلاء تنظيم الدولة على نحو ثلث مساحة البلاد في الصيف الماضي.
اكتشاف مقبرة جماعية
في سياق متصل، قالت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي إنها أغلقت الاثنين، مقبرة جماعية شرق مدينة
تكريت مركز محافظة صلاح الدين، شمالي البلاد، بعد انتشال 13 جثة منها.
وكانت المقبرة الواقعة في منطقة قرى البو عجيل الأولى التي يتم نبشها في المناطق التي استعادتها القوات العراقية مؤخرا من تنظيم الدولة.
وقال موفد غرفة العمليات التابعة لأمانة مجلس الوزراء، في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن "فريق العمل الفني والطبي المتكون من معهد الطب العدلي في وزارة الصحة وقسم المقابر الجماعية في وزارة حقوق الانسان، أغلق المقبرة الجماعية التي وجدت في قرى البو عجيل شرق تكريت".
وأشار إلى استخراج رفات 13 ضحية من المقبرة، مضيفا أنه سيتم نقلها الى معهد الطب العدلي في بغداد لغرض مطابقة الطبعات الوراثية مع الطبعات المرفوعة من ذوي الضحايا والمفقودين، قائلا إن نتائج المطابقة ستظهر خلال 20 يوما حسب المصادر الطبية المرافقة للفريق.
وكانت المفوضية المستقلة لحقوق الانسان قد أعلنت أمس، في بيان لها، عن انجاز البصمة الوراثة لعوائل أكثر من 1600 مفقود من القوات الأمنية لتسهيل التعرف على هويات الضحايا في المقابر الجماعية.
وبحسب السلطات العراقية فإنها عثرت على 3 مقابر جماعية على الأقل في محافظة صلاح الدين يرجح أنها تعود لضحايا قاعدة "سبايكر" العسكرية في صلاح الدين.
وقتل نحو 1700 من طلبة قاعدة القوة الجوية في تكريت المعروفة باسم سبايكر في حزيران/ يونيو الماضي عندما أطلق مسلحو التنظيم النار عليهم من مسافات قريبة بدم بارد في أحد أبشع المجازر بالعراق، كما ظهرت في مقاطع فيديو تم نشرها على شبكة الانترنت.