مع اقتراب ساعة الصفر للانتخابات
الإسرائيلية ازدحمت عدد من الشوارع الخارجية في الضفة الغربية، التي تربط بين المدن والبلدات
الفلسطينية، بأشكال متعددة من الدعاية الانتخابية للقوائم المشاركة بانتخابات الكنيست الإسرائيلية، خاصة اليمينية والمتدينة منها.
وشوهدت عشرات اليافطات في مفارق الطرق في الضفة الغربية، خاصة القريبة من المستوطنات، كلها تحمل عبارات باللغة العبرية، وصور المرشحين ورموزها، إضافة إلى أعلام تلك الأحزاب والقوائم، في حين تركزت تلك الأشكال من الدعاية الانتخابية على مداخل مستوطنة "ارئيل" شمال الضفة الغربية، وعلى طول الطريق من بلدة حزما شرق رام الله حتى مداخل مدينتي أريحا وبيت لحم، حيث تنتشر المستوطنات ومقطع من جدار الضم والتوسع الإسرائيلي.
وقال السائق محمد الشبر، الذي يعمل على الخطوط الخارجية التي تفصل بين المدن الفلسطينية، أن الأسبوع الأخير شهد نشر يافطات وملصقات كثيرة رصدها في مناطق عدة خلال تجوله في الأيام السابقة، بعضها موجود على أعمدة الكهرباء، خاصة في مفترق عناتا وحزما في محيط مدينة القدس وتجمع مستوطنات "غوش عتصيون" جنوب الضفة الغربية.
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، أن صور
نتنياهو كانت ظاهرة بكثرة في محيط مستوطنة "ارئيل" والجدار العنصري بين منطقة رام الله والقدس، وتحتها عبارات مساندة لإعادة انتخابه.
من جانبه، قال المواطن جمال زهد من بلدة بديا لـ"
عربي21"، إن طريق ما يسمى "عابر السامرة" (يصل بين "تل أبيب" والأغوار) شهد نشرا للعديد من الملصقات العبرية، بعضها حملت شعارات ضد العرب بشكل صريح منها "الموت للعرب"، منوها إلى أن مركبات المستوطنين تستخدم أيضا في الترويج للدعاية الانتخابية، خاصة من مستوطنة "شعاري تكفا" المتاخمة للشارع "عابر السامرة 2".
وأرجع أستاذ العلوم السياسية، إبراهيم أبو جابر، سبب الكثافة الدعائية للانتخابات الفلسطينية في الضفة الغربية إلى أن وجود نحو 300 ألف مستوطن في الضفة الغربية يعني أنهم يشكلون مجتمعا له ثقل كبير في الانتخابات خاصة للأحزاب اليمينية، ما يجعلهم ميدان للاستقطاب من جميع الأحزاب تقريبا بما فيها حزب الليكود الذي يزج بنشطائه لاستقطابهم واستعطافهم.
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، أن الكثير من القوائم أيضا لديها مرشحون من سكان المستوطنات، وتستغل ذلك في مسعاها لجلب أصواتهم الانتخابية، وتحسين فرصة فوزهم بمقاعد أكثر في الانتخابات المقبلة.
وتكهن أبو جابر بتوجه جل أصوات المستوطنين لأحزاب اليمين المتطرف، ومحاولتهم التأثير على مجريات الانتخابات، وتحديد القوائم الفائزة، بسبب العدد الكبير من المصوتين، ناهيك عن الإقبال الكبير أصلا بين المستوطنين للمشاركة في التصويت بعكس اليهود سكان المناطق المحتلة عام 1948.
بدوره، قال الباحث زكريا السدة لـ"
عربي21"، إن الدعاية الانتخابية في الضفة الغربية تقوم بها في الأغلب الأحزاب اليمينية المتطرفة والتنافس فيها يكون على الصوت الانتخابي، فيما بقية الأحزاب -خاصة اليسارية والعربية- لا أمل لها بالحصول على أصوات تذكر.
وأضاف أن نشر تلك اليافطات والملصقات تستخدم عادة في كل انتخابات إسرائيلية، لكن هذا العام كان انتشارها ملفتا.