على عكس العناوين الرنانة والأهداف العالية التي كان يصدح بها الإعلام المقرب من النظام السوري وحزب الله اللبناني حول المعركة في الجنوب السوري (مثلث: درعاــ القنيطرةـ ريف دمشق)، جاءت النتيجة في الميدان، وانخفض سقف الأهداف، وأصبح الملام في القضية هو "الإعلام".
فبعد أشهر من المعارك الضارية، خرجت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من
حزب الله، لتعلن أن المعركة حققت هدفها "غير المعلن"، لائمة الإعلام لأنه حدد "أهدافا يؤكد بعض قادة المعركة أنها لم تكن في حسبانهم المباشر".
وبعد أن حدد الإعلام الأهداف بـحسب الصحيفة، بـ"قطع الطرق بين ريف
درعا الشمالي الغربي وريف دمشق، وبين الأول ومحافظة القنيطرة؛ وكسر الشريط الذي بدأت قوات المعارضة السورية بإقامته على طول خط الجبهة في الجولان المحتل؛ وفتح ثغرة تسمح لاحقا للقيام بعمليات مقاومة في الجولان المحتل"، نفى قائد ميداني من طرف النظام السوري والمليشيا التي تقاتل معه كل تلك الأهداف.
وقال القيادي الميداني الذي لم تحدد الصحيفة جنسيته - ما إذا كان إيرانيا أم لبنانيا أم أنه من النظام السوري - إن المسلحين كانوا يعدّون العدة مجددا للهجوم على أرياف العاصمة الأكثر قربا منها. مدعيا أنه "أمر عمليات من الغرفة المشتركة في الأردن (غرفة موك التي تضم ضباطا أردنيين وسعوديين وأمريكيين وفرنسيين ومن جنسيات أخرى يتولون ــ بالتنسيق مع الاستخبارات الإسرائيلية ــ إدارة عمليات المسلحين في الجنوب السوري، كما أنه يتم تدريبهم وتزويدهم بما يحتاجونه من مال وسلاح وعتاد) يقضي بالإعداد للهجوم على أرياف العاصمة، وتطويقها".
وقال: "التعليمات حدّدت شباط 2015، كموعد مبدئي لإعلان جاهزية المسلحين لتنفيذ ما أُمِروا به. يشرح الرجل الوقائع الميدانية".
ويتحدّث عن طبيعة انتشار الجيش السوري في منطقة تبلغ مساحتها أكثر من 10 آلاف كلم مربع: "ثلاث فرق تابعة للفيلق الأول، وعدد من الألوية المستقلة، التي تنتشر بطريقة دفاعية في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي".