قالت الأمين العام لحزب العمال اليساري بالجزائر، لويزة حنون، إن "تصريحاتي التي دعوت فيها شقيق الرئيس
بوتفليقة (سعيد) بالتدخل من أجل وقف النهب الذي تتعرض له الدولة، فهمت خطأ"، موضحة أن "حزب العمال لا يمكن أن ينخرط بمسعى لتوريث الحكم مهما كان".
وأفادت حنون، التي ترشحت لمنصب رئيس الجمهورية بالجزائر ثلاث مرات، إلى جنب الرئيس بوتفليقة، بمؤتمر صحفي عقدته، الجمعة "أنفي اتهامات بعض قادة أحزاب معارضين نسبوا إلي مسعى الترويج لتوريث الحكم لسعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس". وتابعت "نحن نناضل من أجل حق الشعب في عزل المنتخبين من القاعدة إلى أعلى هرم السلطة، وبالتالي لا يمكننا أن ندعم أي مسعى يدخل في إطار التوريث تحت أي طائل كان".
وقال عضو المكتب السياسي للحزب الحاكم بالبلاد، سعيد بوحجة، في تصريح لـ"
عربي21"، الجمعة: "إن الحديث عن توريث الحكم لشقيق رئيس الجمهورية، لا مكان له في اجتماعات قيادة الحزب"، وتابع "لن يكون هناك توريث، بل هناك
انتخابات بعد أربع سنوات".
وكانت حنون، التي توصف بالجزائر بـ" المرأة الحديدية"، دعت يوم 15 آذار/ مارس، الجاري، بلقاء مع مناضلي حزبها بالعاصمة
الجزائر، المستشار برئاسة الجمهورية ، شقيق الرئيس بوتفليقة، واسمه (سعيد بوتفليقة) إلى "التدخل من أجل وضع حد للنهب الذي تتعرض له الدولة".
وقصدت حنون بتصريحها رجل الأعمال الجزائري، علي حداد الذي قالت بشأنه، الجمعة إنه "تحول إلى الأمر الناهي، واستحوذ على الظهور بالتلفزيون الحكومي، أكثر من ظهور الوزير الأول عبد المالك سلال ووزراء حكومته".
وأحدث تصريح لويزة حنون، ضجة سياسية وإعلامية بالجزائر، على مدار أسبوعين، وقرأ قادة أحزاب معارضة، دعوتها سعيد بوتفليقة إلى التدخل بهدف "إنقاذ الدولة، لأن أخاه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مريض"، بمنزلة "دعوة صريحة لتوريث الحكم لشقيق الرئيس".
وربطت أطراف سياسية بالجزائر، دعوة حنون، بمشهد سياسي موسوم بصدام خطير بين السلطة والمعارضة، وقربت على فهم الجزائريين أن الصدام سيكون نتيجته "توريث الحكم"، حيث صعد الرئيس بوتفليقة من لهجته اتجاه خصومه برسالة إليهم بمناسبة عيد النصر بالجزائر يوم 19 آذار/ مارس، وقال إنهم "ينتهجون سياسة الأرض المحروقة والدولة، سترد عليهم بحزم".
من جهته قال رئيس "جبهة العدالة والتنمية" الإسلامية عبد الله جاب الله ، بتصريح لـ"
عربي21"، الجمعة "إن أي مسعى للسير بسيناريو توريث الحكم يعتبر جريمة"، وتابع "إن الشعب الجزائري هو صاحب السلطة وهذه السلطة يمارسها من خلال انتخابات حرة ونزيهة".
واعتبر جاب الله أن " توريث الحكم بمنزلة اعتداء على حق الشعب الجزائري، وحريته في الاختيار".
ويرى رئيس "حزب الفجر الجديد" المعارض، الطاهر بن بعيبش، أنه "لا يرى مانعاً أمام السلطة لتوريث الحكم، خاصة بمثل هذه الظروف"، وتابع بن بعيبش بتصريح لـ"
عربي21"، الجمعة: "إننا نعيش ظرفاً سياسياً يجعل من كل مستحيل، ممكناً".
وصرح رئيس "الحركة الشعبية الجزائرية" الموالية للسلطة، عمارة بن يونس، بمؤتمر صحفي الأربعاء الماضي، قائلاً: "إن من يريد منصب رئيس جمهورية بالجزائر، عليه أن ينتظر عام 2019"، ويقصد بذلك، موعد انتخابات الرئاسة.
وتطالب أحزاب
المعارضة بالجزائر، تنظيم انتخابات رئاسة مبكرة في البلاد، متحدثة عن "حالة شغور بأعلى هرم السلطة"، لكن الرئيس بوتفليقة رد على مطالباتهم بقوله إن "هؤلاء يريدون الوصول إلى الحكم على أشلاء الشعب الجزائري".