تحاول
إسرائيل توظيف حملة "عاصفة الحزم" التي يشنها التحالف العربي ضد جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن، في بلورة رأي عام أمريكي وعالمي ضد الاتفاق المتبلور بين
إيران والدول العظمى بشأن برنامج طهران النووي.
وقال رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، إن التوقيع على الاتفاق مع إيران يعني "السماح لنظام آيات الله بالتمدد والتوسع في الإقليم"، مشددًا على أن ما يجري في اليمن يدلل على ذلك.
ونقلت وسائل
الإعلام الإسرائيلية الليلة الماضية عن نتنياهو قوله: "ما يجري في لوزان (المدينة السويسرية التي تجرى فيها المفاوضات بشأن برنامج النووي الإيراني) سيؤثر على ما يجري في اليمن وطهران"، مشددًا على أن الأوضاع في اليمن تحتم بشكل خاص على المجتمع الدولي عدم السماح بمكافأة الإيرانيين على توسعهم.
من ناحية ثانية، أجمع المعلقون الإسرائيليون على أن نتنياهو يحاول توظيف "عاصفة الحزم" من أجل نزع الشرعية عن حق الرئيس الأمريكي باراك
أوباما في التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وقال أمنون أبراموفيتش، كبير المعلقين في قناة التلفزة الثانية الليلة الماضية، إن نتنياهو بالتعاون مع قادة الجمهوريين في الكونغرس والمنظمات اليهودية العاملة في الولايات المتحدة سيحرص على عرض "عاصفة الحزم" على أنها نتاج المقاربات الخاطئة لأوباما على الصعيد الإيراني.
وهاجمت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو بشدة أوباما على خلفية "عاصفة الحزم"، معتبرة أن سلوكه هو الذي أجبر الدول العربية على المبادرة والتحرك بشكل منفرد ضد إيران في اليمن.
وفي مقال نشره اليوم، قال بوعاز بسموت معلق الشؤون الخارجية في الصحيفة، إن السياسات المتبعة من قبل أوباما لا تهدد إسرائيل فقط، بل إنها تهدد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
من جهته، قال الباحث بنحاس عنبري، إن التحرك العربي المستقل ضد الحوثيين جاء بعدما قدم أوباما عدة مؤشرات على أنه بصدد تغيير خارطة تحالفات الولايات المتحدة الإقليمية بشكل جذري والتعاون مع إيران وأتباعها في الحفاظ على المصالح الأمريكية.
وفي ورقة أعدها ونشرها "مركز يروشلايم لدراسة المجتمع الدولة"، الذي يديره دوري غولد كبير المستشاريين السياسيين لـ نتنياهو، قال عنبري إن الإدارة الأمريكية لم تكن فقط على علم مسبق بتوجهات الحوثيين، بل إن تعاوناً كبيراً وواضحاً نشأ بين المخابرات الأمريكية والحوثيين.
وأعاد عنبري للأذهان حقيقة أن التوجه الأمريكي للاعتماد على إيران وحلفائها لا يقتصر على اليمن، مشيرًا إلى أن الأمريكيين لم يعودوا يسلمون ببقاء نظام بشار الأسد فقط، بل إنهم معنيون باستعادة العلاقة معه.
وأشار عنبري إلى التصريحات التي صدرت عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي تحدث عن "الحاجة لإعادة العلاقة مع نظام بشار الأسد". وأشار المركز إلى أن الأمريكيين يقاتلون بشكل غير مباشر إلى جانب الإيرانيين في العراق، من خلال دعم جماعات عراقية تتبع طهران.