تناقلت الصحف التركية في عددها الصادر، الأربعاء، خبر مقتل المدعي العام في إسطنبول، بعد احتجازه في قصر العدالة من قبل إرهابيين تابعين لحزب "جبهة التحرير الشعبية الثورية" اليساري.
وناقشت الصحف التركية أحداث اليمن وعاصفة الحزم، وما لها من تأثيرات مستقبلية على المنطقة في زمن الخوف.
ونشرت صحيفة "صباح" خبرا لها بعنوان "رصاص للعدالة" جاء فيه، أن الإرهابيين من حزب "جبهة التحرير الشعبية الثورية" اليسارية، دخلوا إلى غرفة نائب العام محمد سليم كراز، في قصر العدالة واستمروا باحتجازه ثماني ساعات، وبعد انتهاء المهلة التي تم تحديدها من قبلهم للمحكمة التركية قاموا بقتله بخمس رصاصات فارق بعدها الحياة في المستشفى.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الحادث كان متوقعا ولا غرابة فيه، فهو يتزامن مع قرب موعد الانتخابات العامة، في حزيران المقبل، والتي ستشهد عمليات إرهابية ضد الحكومة التركية.
وذكرت الصحيفة أن شابين ينتميان إلى "جبهة التحرير الشعبية الثورية" التركية المحظورة، احتجزا محمد سليم كراز، المدّعي العام المسؤول عن قضية مقتل الطفل، بركين علوان، أحد ضحايا أحداث حديقة غيزي، في قصر خاغلايان للعدل في مدينة إسطنبول.
وأوردت الصحيفة أن قوات الأمن التركية قامت بقتل الشابين اللذين قاما باحتجاز المدعي العام في إسطنبول، وذلك بعد أكثر من ست ساعات من التفاوض، ما أدّى أيضا إلى وفاة المدعي العام بعد نقله إلى المستشفى، إثر إصابته بطلق ناري.
ونقلت الصحيفة عن قائد شرطة إسطنبول، سلامي ألتن أوك، قوله إن "قوات الأمن اضطرت للقيام بعملية التدخل بعد أن سمعت صوت إطلاق للرصاص عندما كان الإرهابيان يقومان بالتفاوض"، مشيرًا إلى أن المدعي العام أصيب بجروح بالغة، وتم نقله إلى المستشفى.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب
أردوغان، أوضح أن "شخصين قاما بالدخول إلى القصر العدلي وكانا يرتديان عباءة المحامين"، وأضاف أردوغان أن "قوات الأمن التركي اضطرت إلى اقتحام الغرفة التي تم احتجاز المحامي فيها، بعد أن سمعت صوت إطلاق نار، حيث أصيب المدعي العام بثلاث رصاصات بالرأس ورصاصتين في أجزاء مختلفة من جسده، وتم نقله إلى غرفة العمليات، وهو في وضع حرج".
عاصفة الحزم.. حان وقت الخوف
علق الصحفي كمال أوزتورك، في مقال له بصحيفة "يني شفق" حول حرب اليمن بأنها لن تكون شيئا بسيطا، وهي لن تكون حربا عادية وعابرة. ولفت إلى أنه تم تشكيل تحالف سني عربي تحت قيادة المملكة العربية السعودية، للقتال ضد الحوثيين المؤيدين من إيران في اليمن، في عملية أطلق عليها "
عاصفة الحزم"، وأن هذه الحرب تخاض بقوات جوية مشتركة من جميع هذه الدول.
وأفاد أوزتورك بأنه ومع تطورات المعركة جويا، فقد بدأ تشكيل جيش بري بتحالف عربي مشترك. وأشار إلى أن القوات العربية المشتركة ستدخل اليمن بالقوة، واسم هذه الوحدة هو "وحدة التحالف العربي السني"، وهو فعلا في الشكل والمضمون تحالف قوي، إلا أن عليهم أن يأخذوا التدابير اللازمة تجاه كل ما يحدث في الحرب، وفي حال عدم أخذ التدابير فستكون النتائج خطيرة.
وقال إن الحرب الطائفية امتدت لتشمل دولا عدة، وهي تدور الآن في العراق وسوريا واليمن، والحروب الطائفية أنتجت للمنطقة كوارث كبيرة، ومع هذا فإن الغرب استفاد منها وحقق طموحاته.
وأضاف أننا نشاهد الآن بداية الحريق الذي سيلتهم كل بلدان العالم الإسلامي، بسبب بالحرب الطائفية، والحريق الطائفي أخذ يتوسع وينتشر كل يوم في بلد جديد.
وأكد أوزتورك أنه في حالة أردنا تسمية هذه الحرب الطائفية باسم "لعبة الغرب"، فسيكون هذا تبسيطا لما يدور في الساحة العربية من صراع، فما يجري أكبر من أن يكون كذلك. ويقول الصحفي، إنه صحيح أن الغرب وأجهزة مخابراته يعملان على تخريب المنطقة، لكن ليس بسبب طلبهما أعلنت الحرب.
وأشار إلى أن الحرب الطائفية القائمة الآن، سببها الدعم الإيراني للتمدد الشيعي. والسعودية تعمل من أجل السنة كما أن إيران تعمل من أجل الشيعة، وكل منهما يدفع ثمنًا باهظًا لنشر مذهبه في المنطقة، وهو ما أنتج حروبا متتالية ومدمرة.
أردوغان في الزمن الصعب
ترى الصحفية هلال قابلان في مقال لها بصحيفة "يني شفق"، أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ليس فقط في المقدمة في حزب "العدالة والتنمية"، بل إنه أيضا يأتي على رأس القائمة حين تجمعون الأسماء الموجودة في السياسة التركية، بالإضافة إلى قدراته السياسية، ويرجع ذلك إلى أنه قائد مجتمعي خرج من قصة مشتركة.
ولفتت قابلان إلى أن أردوغان زُج في السجن في 28 شباط/ فبراير 1997، وأسس حزب "العدالة والتنمية" بعد خروجه من السجن.. والقضية الممتدة في الفترة 2013- 2014 التي ظهرت فيها تهديدات الانقلاب بمنتهى عريه، كما حصل في مصر وأوكرانيا. ونوهت إلى أن الذين وقفوا بجانب "أردوغان" في تلك الفترات لهم فضل كبير، ولكن بما أن "أردوغان" هو الشخص الذي عانى شخصيا من الهجمات، وتصدى لها، فهو يستحق الثناء الذي يقال عنه.
وأشارت إلى أن أحداث "غيزي" كانت تهدف للإطاحة به... وأن الإهانات لأمه المتوفاة ولزوجته، جميعها كانت للهدف ذاته، وتمت شيطنته؛ حتى قيل إنه "لو لم يوجد أردوغان لكان حزب العدالة والتنمية أفضل مما هو عليه!".
ونوهت قابلان إلى أنه ومرة أخرى في 17- 25 كانون الأول/ ديسمبر 2014، تمت محاولة الإطاحة به وبالسيادة الوطنية المتجسدة فيه، فكانت فترة انقلاب. فهوجم من الجهات الأربع، ولكن "أردوغان" اتجه نحو الشعب مرة أخرى، ووضح لهم حتى تعب، ثم بمساندة الشعب لم يسمح بأن تداس الإرادة الوطنية.
وقالت الصحفية إن "أردوغان" بنى مكانته الحالية بتلك الإرادة الصلبة، وبكونه درعًا يحمي السيادة الوطنية منذ وصوله إلى السلطة، وفي النهاية صعد إلى رئاسة الجمهورية بأصوات الشعب.
ولفتت إلى أن النظام الرئاسي في
تركيا يختلف عن النظام البرلماني الكلاسيكي، إذ إن رئيس الجمهورية أصبح رئيسا باختيار من الشعب، وكانت هذه النتيجة جزءًا من فترة الانتقال. لذلك، فإنه في هذه الفترات، كانت أكثر المحاولات لخفض صوت "أردوغان" تصدر من الإعلام "الموازي"، وكأن الشعب أعطاه 52% من الأصوات لكي يبتعد عن السياسة، وكأن فترة الانتقال لم تكن حقيقة!
الاقتصاد التركي باقٍ
لفتت صحيفة "صباح" في خبر لها، إلى أنه وبالرغم من الأحداث المتأزمة في المنطقة، والركود في الاتحاد الأوروبي، ومشاكل الشرق الأوسط المتعلقة بالربح المرتفع، وأسعار الدولار، فقد استطاعت تركيا أن تخطو خطوات واثقة في مجال
الاقتصاد.
وأفادت الصحيفة بأن الاقتصاد التركي ارتفع 2.9 بالمئة في عام 2014، وتمكنت تركيا من تجاوز مرتبة أكثر دول الاتحاد الأوروبي في الانتعاش الاقتصادي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأتراك لم يتوقعوا يوما بلوغ هذه المرحلة الاقتصادية، ولكن بسياسات تركيا الاقتصادية بلغنا أكثر مما نتوقع في هذا المجال، وهو ما جعل تركيا من أقوى البلاد اقتصاديا.