دافع عدد كبير من
الكتاب العلمانيين
المصريين الداعمين للانقلاب عن الإعلامي إسلام بحيري في إساءاته للإسلام، بدعوى أن ما يقوله يدخل تحت بند حرية التعبير، وأنه لا حق للأزهر في ملاحقته قضائيا، أو طلب وقف برنامجه الفضائي، مطالبين الرئيس المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، بنصرته، والتصدي للأزهر، ومنع عقد المناظرات الدينية بمصر.
امنع المناظرات الدينية
تحت عنوان: "امنع المناظرات الدينية سيادة الرئيس" بجريدة المصري اليوم الأربعاء، قال الكاتب يسري الفخراني: "أجد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام مهمة تمسه هو شخصيا إذا تركها، فما يحدث لا يتفق مع ثورة دينية طالب بها، إنما ينبئ بفوضى دينية تصل إلى درجة الفتنة، في انتظار قرار جمهوري يمنع مناقشة القضايا الدينية على الهواء"، على حد قوله.
وأضاف الفخراني: "ما يحدث من مناظرات سقطة إعلامية بدأنا بالفعل في دفع ثمنها، فهل ترغب، سيادة رئيس الجمهورية، في المزيد من الثمن والخلاف والاختلاف وربما الدم؟!"
مع إسلام بحيري
هذا هو العنوان الذي اختاره أحمد عبد المعطي حجازي لمقاله بجريدة الأهرام الأربعاء قائلا: لا أظن أن
الأزهر كان على حق حين طلب من النيابة العامة منع إسلام بحيري من مواصلة تقديم برنامجه التليفزيوني الذي يدعو فيه لمراجعة الفكر الإسلامي، وتخليصه من سجن التقليد، وتحديثه، وتنقيته مما شابه واختلط به من الأحاديث الموضوعة، والتفسيرات الخرافية، والتقاليد والأحكام المنقولة عن المجتمعات البدوية والنظم العبودية التى آن للإسلام والمسلمين أن يتطهروا منها.
وأضاف حجازي: "لقد جلست غير مرة أستمع لإسلام بحيري فوجدته يقول ما نقوله الآن وما قلناه من قبل وما سبقنا لقوله السابقون. نقد التراث، والدعوة لتجديد الخطاب الديني، والثورة التي يجب أن نقوم بها لنتخلص مما اختلط بفكرنا وبقي فيه من عصور الطغيان والانحطاط.
وتابع: العدوان على حق إسلام بحيري في التعبير عن رأيه في الفكر الإسلامي الموروث عدوان علينا جميعا وخطأ لا يماثله ما قد يقع فيه إسلام بحيري أو غيره من خطأ في التفكير أو في التعبير.
منارة الإرهاب الوسطى
محمد موسى قال في مقاله بجريدة الشروق تحت العنوان السابق الأربعاء: "أفكار شاذة، تمس ثوابت الدين، وتنال من تراث الأئمة المجتهدين المتفق عليهم، وتسىء لعلماء الإسلام، وتعكر السلم الوطني، وتثير الفتن".. هذه هي لغة الممثل القانوني للأزهر في بلاغه ضد إسلام بحيري، مقدم البرنامج التليفزيوني «مع إسلام»، مطالبا بالتحقيق معه بتهمة ازدراء الدين الإسلامي".
وتابع موسى: "أكثر من جريمة دينية وإنسانية يرتكبها ممثل الأزهر في العبارة القصيرة، وهو يحاول أن يعيد الاعتبار لمؤسسة تجاوزها الزمن..صحيح، الأزهر الشريف لا يكفر أحدا ولا يهدر دم أحد، كما ورد في البيان، لكنه الصانع الأول لبيئة التكفير، والمشعل الرسمي لحرائق الفتنة الطائفية، وراعي دفن العقول الصاعدة في متاهة التراث، وشغلها بحل شفراته، على طريقة «الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع»، المقرر على طلاب الثانوية الأزهرية.
وأضاف: "وجود مؤسسة تنفق عليها الدولة لتربي المتشددين، وتحارب الأديان الأخرى، وتطارد المذيعين والصحفيين، أصبح أمرا غير منطقي، ولابد من وضع حد له، بدلا من الغناء صباح كل يوم لمنارة الإسلام الوسطى، أكبر كذبة في تاريخ مصر الحديث"، على حد تعبيره.
هل يبيع السيسي إسلام بحيري؟
هكذا تساءل سعيد شعيب مضيفا: ما علاقة السيسي؟
وأجاب: السيسي لو أراد حماية إسلام بحيري ودعمه لفعل، ولو أراد العكس لفعل، ولو صمت، فهذا يعني أن إسلام سيتم ذبحه عاجلا. هل إسلام بكل هذه الأهمية ليدعمه السيسي؟ نعم. لأن إسلام بحيري، ينزع عن ديننا الحنيف كل القنابل الموقوتة التي تجعله دينًا إرهابيا دمويا عنصريا. لذلك يخوض معركة شرسة ضد كل ما يدعم ذلك في التراث الفقهي عند الأئمة الأربعة وعند الفقهاء وعند رجال الدين.
وتساءل شعيب: ما علاقة السيسي بذلك؟ وأجاب: الرئيس نفسه طالب بثورة دينية، تحارب الإرهاب والتطرف والعنصرية وغيرها وغيرها. ومن ثم منطقي أن يدعم بحيري ومعه كل من يخوض هذه الحرب الشرسة ضد التطرف والإرهاب، وهم كثيرون في بلدنا.
واعتبر شعيب أن "الأزهر بوضعه الحالي أحد منابع الإرهاب والتطرف في بلدنا، بالضبط مثله مثل السلفيين وعموم تيار الإسلام السياسي. أقصد بالطبع أن الأساس الفقهي والديني واحد بينهم جميعا. الاختلاف في الدرجات، وليس في الجوهر. لعلك رأيت الممثل الذي أرسله الأزهر ليناظر إسلام. فقد أيد الرجل زواج أي طفلة صغيرة طالما "أنها سمينة". كما أنه سعى لأن يؤكد أن سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام كان يرتكب جريمة حرق خصومه وهو ما تقلده فيه داعش."
واختتم بالقول: "بجملة واحدة، هذه المؤسسة (يقصد الأزهر)، إذا كان الرئيس جادا وصادقا في "الثورة الدينية"، أصبحت عبئا على البلد بوضعها الحالي، بل وأصبحت أحد أهم منابع الإرهاب والتطرف، بل وأحد أهم الداعمين له" (!).
أزهري ولا بحيري.. ولا الهوا رماك؟
الكاتب حسام السكري كتب مقاله بالعنوان السابق بجريدة "الشروق" الأربعاء قائلا: "بصرف النظر عن رأيك في إسلام بحيري وتجاوزاته، هو ما ينادي به البرنامج الذي يطالب الأزهر بوقفه. لماذا تكون هذه الفكرة أشد وطأة على نفس الأزهر وشيوخه من جرائم داعش، ومن أفكار المحرضين على القتل وسفك الدماء؟
وتابع: "لماذا تتصدى المؤسسة الدينية دائماً للدفاع عن أصحاب فتاوى العنف والقتل وإهانة المرأة كما لو كانوا أصحاب عصمة وقدسية، أما من يذكر أن الدين رحمة وسماحة، وأن الفتاوى التي تستند إليها جماعات العنف والقتل لا تعدو أن تكون فكرا بشريا ارتبط بعصر مضى، وتجاوزه الزمن، فبدلاً من الدعم والمؤازرة، لا يناله إلا الطعن والتشكيك، بما يسهل على المتطرفين تكفيره وربما إهدار دمه؟!
هل نعبد «الدين».. أم نعبد «الله»؟
هذا هو التساؤل الذي طرحه الدكتور معتز بالله عبد الفتاح في صحيفة "الوطن" قائلا: حد يفكرني هو داعش بيقتلوا وبيذبحوا الناس ليه؟ حد يفكرني هو الإخوان الذين يدعون أنهم يحملون الخير لمصر بيعملوا الشر اللي بيعملوه ليه؟
واستطرد: "لو فيه شىء واحد أحب أن أراه في «الثورة الدينية» المفترض أن يكون «حب الله» وليس «المتاجرة بالدين» هو بوصلتها وجوهرها"، وفق قوله.
إسلام بحيري والعياذ بالله!
تحت هذا العنوان قال حمدي رزق حمدي في جريدة المصري اليوم: "شيطنة «إسلام بحيري» لن تجدي نفعاً في معركة فكرية حانت مع جماعة النقل التي تزدري العقل، والاستعاذة من إسلام، وإيقاف برنامج «مع إسلام» على «القاهرة والناس» بطلب من الأزهر لن يفض الناس من حول إسلام، سيتحلقون حبا أو كرها أو من باب حب الاستطلاع.. ماذا يقول إسلام؟
وأضاف: "إسلام لم يخرج علينا بكلاشينكوف، ظهر على الشاشة يخاطب عقول المشاهدين، لم يكمن في الدغل يسفك دماء العابرين، إخراج إسلام من الإسلام ليس من الإسلام، والتقول بأنه نصراني مدفوع من الشيطان، وافتكاس اسم مسيحي لإسلام.. من قبيل اللغو".
واستطرد: الرد على إسلام لا يكون بإغلاق الباب في وجهه، حتما سيداهمكم من الشباك، إيقاف البرنامج ليس حلا، والأفكار الممنوعة هي الأكثر رواجاً وتأثيراً، يكفي أنها ممنوعة لتروج، أخطر من إسلام إيقاف برنامجه «مع إسلام»، وتحويل إسلام إلى ضحية الظلامية، واستدعاء تراث محاكم التفتيش، واتهام علماء الأزهر الشريف الوسطى بالداعشية، كلها مترادفات لمعركة خاسرة خصماً من رصيد الأزهر الشريف.. ربحها السلفيون.
وتابع رزق: "استهداف إسلام باعتباره عدو الإسلام يكسب منه أعداء الإسلام، إسلام يجتهد وله أجر، لا تحرموه من الأجر، ناقشوه، ناظروه، واصبروا عليه، ولتفسحوا فى صدوركم وعقولكم مكاناً ليقول لكم ولتردوا عليه بالحسنى، وزيادة"، وفق وصفه.
طلب بتوقيعات لدعم البحيري
في سياق متصل، طالب الكاتب العلماني سيد القمني بحملة لصوغ بيان يوقع عليه الكتاب والفنانون وأنصار الحريات، يؤكدون فيه أنهم يقولون ما يقول إسلام بحيري، ويعتقدون ما يعتقدونه، ويرون فيما يقدمه مساهمة علمية راقية لإنقاذ الوطن، وفق قوله.
وأضاف القمني في تصريحات صحفية: "ليحاكموننا جميعا معه لاتفاقنا معه، ماذا عن موقف اتحاد الكتاب ونادي القلم والهيئات الحقوقية ووزارة الثقافة، إبدأوا حملة لأنفسكم ووطنكم".