تحدث الداعية السعودي المقيم في
سوريا،
عبد الله المحيسني، عن الأسباب التي أنجحت تجربة "
جيش الفتح" الذي اتحدت فيه عدة فصائل إسلامية بارزة، وحققت إنجازات عديدة أبرزها تحرير مدينة إدلب، ومعسكر القرميد.
وأوضح المحيسني، الذي يعاني من جروح في بطنه أصيب بها أثناء مشاركته في معارك تحرير مدينة جسر الشغور قبل أسبوع، أن توحيد أساليب القتال لدى مجموعة فصائل في معركة واحدة كان له الدور الأكبر في تسهيل الانتصار على قوات النظام.
وبيَّن في سلسلة تغريدات عبر حسابه في موقع "تويتر" اطلعت عليها "
عربي21" أن استخدام الدبابات في الهجوم والتقدم بشكل "انغماسي" أسهم في ضعضعة قوات النظام، حيث كان استخدام الدبابات في السابق يقتصر على رمي القذائف عن بعد.
وأضاف: "من أسباب النصر تفعيل سنة الانغماس"، في إشارة إلى المجموعات "الانغماسية" التي تقوم باقتحام حواجز قوات النظام لتسهل على بقية زملائهم دخول المناطق المراد السيطرة عليها، بالرغم من أن "الانغماسيين" لا تختلف فرص نجاتهم كثيرا عن "الاستشهاديين".
وبالإضافة إلى العمليات "الاستشهادية" المتزايدة في المعارك التي يخوضها "جيش الفتح"، كشف الداعية المحيسني عن وجود أساليب حرب، وتكتيكات جديدة "سيراها العدو قريبا بإذن الله"، وفق تعبيره.
ولخّص المحيسني أسباب نجاح تجربة "جيش الفتح" في عدة نقاط دعا "المجاهدين في الجنوب، ودمشق، والغوطة، وحمص، والقلمون، وغيرها" إلى العمل بها، وتشكيل غرف عمليات مشتركة مشابهة لـ"جيش الفتح".
وتابع: "تميزت تجربة جيش الفتح بشدة التنظيم، وإذابة كل أسباب النزاع، وتفعيل الدور الشرعي، وصدق النوايا وروح الأخوة حتى بين القيادات في غرفة العمليات، والصراحة والتعاهد على ذلك، ولو اختلفت الآراء".
وأكمل: "من أسباب النجاح الاهتمام الشديد بالميثاق قبل العسكرة، فالإخوة غالبا يركزون على العمل العسكري ويغفلون جانب الميثاق، فجانب الميثاق جانب مهم لتحرير نقاط الخلاف التي قد تقع، ونسأل الله ألا يكون، فكم من خلاف وقع سببه إهمال تحرير المسائل، سواء كانت مسائل غنائم، أو إدارة الأرض المحررة، أو توزيع المحاور، أو ذكر العقوبات للمخالفين، أو ذكر كلمة الفصل في حال النزاع وغير ذلك من الأمور".
وأضاف المحيسني، الذي يترأس مركز دعاة الجهاد في سوريا: "من أسباب النجاح أيضا الاهتمام بالجانب الشرعي، وذلك عبر وضع لجنة عليا تفصل في جميع الخلافات فور حدوثها في جيش الفتح. ومن فوائد الاهتمام باللجنة الشرعية تكثيف الدروس والكلمات للشباب المجاهدين بزيارتهم أثناء الرباط، وكذلك وعظ القادة في كل اجتماع".
وأكمل: "توازن القوة العسكرية بين الفصائل مع المكاسب ما يضمن عدم غبن أحد من الفصائل، وذلك بما يلي: جعل المشاركة في الجيش عبارة عن كتل ووحدات، فيشارك كل فصيل بحسب ما يستطيع من الكتل والوحدات، والوحدة عبارة عن مئة مقاتل، والكتلة عبارة عن ثلاثمائة مقاتل، فيقرر الفصيل الدخول بعدد من الكتل والوحدات، وبقدر دخوله بعدد من الكتل والوحدات بقدر ما يكون له نصيب أكبر في الغنائم ونصيب أكبر في المقرات ونصيب أكبر في الشورى.
وتقسيم الجيوش بهذه الطريقة تقسيم رائع جدا؛ حيث إنه جعل الفصائل تتنافس في زيادة عدد المشاركين، وتتسابق في رفع أعداد الجيش، وذلك ما أوصل العدد إلى هذا العدد الكبير الذي ربما لأول مرة -فيما أعلم- يجتمع بهذه القوة وهذا العدد، ولله الحمد والمنة".
ومن مزايا التقسيم بطريقة الوحدات والكتل، بحسب المحيسني: "أنها جعلت هناك توازنا بين عدد المشاة وعدد الثقيل، حيث ألزم الميثاق بعدد معين مع كل وحدة قتالية، ومن الأسباب أيضا وضع قوة أمنية مشتركة تتولى إدارة المنطقة فورا بعد تحريرها، فلا يتم الاعتقال ولا التصفيات الميدانية ولا المحاكمات الميدانية ولا غير ذلك، إنما يكون الاعتقال عن طريق القوة الأمنية".
وكشف المحيسني أنه خلال المعارك التي يخوضها "جيش الفتح" يتم توحيد السجن، بحيث إنه "فور أن يتم اعتقال شبيحة أو جنود أو غير ذلك، تتم إحالتهم جميعا لسجن واحد تم تحديده قبل المعركة".
يشار إلى أن "جيش الفتح" تشكل من عدة فصائل إسلامية، أبرزها: "أحرار الشام، جند الأقصى، أجناد الشام، جيش السنة، فيلق الشام، جبهة النصرة، لواء الحق"، بالإضافة إلى عدة فصائل صغيرة من حيث الحجم والعتاد.