لطالما صدعت رؤوسنا تلك الكلمة التي تاجر بها البعض وزايد بها البعض الآخر وامتهنا واحتقرها من تبقى منهم.
إنها التوافق يا عزيزي، فلا بد من التوافق ولنسعى جميعا إلى توافق حقيقي وليتغاضى كل طرف عن بعض، مما يؤمن به وعلى مدار سنوات طويلة فشل الكثيرون في خلق هذه الحالة من التوافق حتى جاء هو، وهو فقط.
في تلك اللحظة ومع أول أهدافه بقميص النادي الأهلي قرر هو أن يكون حالة للتوافق، وكيف لا؟ فقد صنع حالة من التوافق ما بين أن تكون نجما مشهورا ناجحا، وأن تكون متواضعا مهذبا كريما مع الجميع في آن واحد.
نعم أنت حالة التوافق ما بين أن تكون رياضيا تلعب في أكبر الأندية ويلهث الجميع خلفك، وتتعرض لما يتعرض له من في مثل مكانك من مغريات ومنعطفات، ولكنك صنعت حالة للتوافق بين كل هذا وبين أن تكون خلوقا تكسب الخصم بأخلاقك وتكسب متابعينك بأدبك الجم.
نعم أنت حالة للتوافق ما بين متعصبين للكرة ومشجعيها بجنون، فقد أجمع الكل على محبتك يا كابتن ، هذه جماهير الجزائر وجماهير المغرب تصفق لك في كل مرة لعبت فيها هناك، لتدمر الأسطورة الكاذبة بأن دول المغرب العربي ومصر بينهم خلاف تاريخي في الكرة .
نعم أنت حالة للتوافق ما بين أجيال ربما اختلفت في كل شيء في طباعها وفي ثقافتها، أجيال اختلفت في رؤيتها في مشاكل الوطن وطريقة حلها، في تقييمها لطريقة الحاكم في حل المشاكل، ولكنك جمعت هذه الأجيال المختلفة على حالة للتوافق اسمها
أبو تريكة، جمعتهم على حب "أبو تريكة" أخلاقه قبل لعبه، كلماته قبل أهدافه .
نعم أنت حالة للتوافق ما بين آباء وأبناء طالما اختلفوا على الدفع بأبنائهم لممارسة كرة القدم خوفا على مستقبلهم الدراسي تارة، وخوفا من بعض الأخلاقيات والثقافات في هذا الوسط الرياضي تارة أخرى، ولكنك جمعتهم على أمر واحد، اذهب والعب كرة القدم كي تصبح "أبو تريكة"، لو سألت أي أم
مصرية على مدار عشر سنوات مضت، من تحبين أن يكون ولدك مثله عندما يكبر ستكون الإجابة دون تفكير يارب ابني يبقى زي أبو تريكة.
نعم أنت حالة للتوافق ما بين الرياضة والرسالة ، فلم تكن الرياضة لك في قصة شعر مختلفة أو نيولوك جديد أو تقليعة غريبة في مباراة مهمة، ولكن كانت رسائلك هي الحالة الجديدة يا أبو تريكة، نهائي كاس إفريقيا في استاد القاهرة 2006 ورسالتك برفض الإساءه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، مباراة السودان في كأس إفريقيا 2008 وتعاطفك مع غزة ، مساهماتك في مشروعات كثيرة ورفضك الدائم في الحديث عنها في وسائل الإعلام، هي تجسيد لهذه الحالة من توافق الرياضة والرسالة يا أبو تريكة .
نعم أنت حالة للتوافق ما بين ارتباط لاعب الكرة بجمهوره خارج الملعب في كل شيء يخصه، نعم يا أبو تريكة هتافاتك وسط جماهير الأولتراس بعد مجزرة بورسعيد، رفضك المشاركة في السوبر وتعرضك للعقوبة تضامنا مع شهداء مجزرة بورسعيد، تحيتك الدائمة لشهداء الأولتراس وجماهير التالتة شمال، هو قمة التوافق النفسي والإنساني بينك وبين هؤلاء المحبين لك ولشخصك قبل لعبك ومهاراتك.
نعم أنت حالة للتوافق ما بين فرقاء السياسة أيضا يا أبو تريكة، فرقتهم كل الظروف وكل الأحزاب وكل الانقلابات وكل شيء، وجمعهم شيء واحد أنك نموذج لمصر الطيبة الجميلة الباسمة دوما كطيبتك وجمالك وابتسامتك يا أبو تريكة.
لم يعلم من اتخذ قراره بالتحفظ على أموالك أنه ضاعف من كل حالات التوافق تلك في وقت واحد دون أن يدري.
أموالك هي حبك في قلوبنا يا أمير القلوب، ثروتك في كل ابتسامة رسمتها على شفاهنا وقلوبنا في عشر سنوات مضت.
رصيدك دائم التجدد في قلوبنا بمجرد ذكر اسمك ورؤية ابتسامتك يا أبو تريكة.
نعم أنا أحبك يا أبو تريكة.