على وقع تقدم المعارضة السورية الكبير في الشهور الأخيرة في مناطق النظام، وسيطرتهم على مناطق استراتيجية في إدلب، وهي البوابة الأخيرة للدخول إلى معاقل النظام الرئيسة على الساحل السوري، فقد بدأت المخاوف تراود الأخير بسقوط مدنه الكبيرة الموالية له، وسارع إلى تحصينها.
وتشهد مدينة اللاذقية في الساحل عمليات واسعة لحفر الخنادق، واستقبال للعلويين النازحين من العاصمة دمشق، وسط قلق كبير من تقدم الفصائل المعارضة نحوهم.
وأشارت تقارير ميدانية لمواقع المعارضة، إلى أن النظام السوري في الساحل باشر بحفر الخنادق والمتاريس من مدينة القرداحة مسقط رأس بشار الأسد إلى مدينة كسب، وتشمل جميع البلدات والمناطق ذات الطائفة العلوية حتى الشوارع الفرعية والأراضي؛ خوفا من تقدُّم الثوار إلى المعاقل الرئيسة للنظام بعد انتصاراتهم في إدلب وسهل الغاب.
وكانت صحيفة "عكاظ" السعودية قالت إن "مصادر مطلعة تحدثت إليها وأفادت بأن أجهزة المخابرات في نظام الأسد طلبت من كافة العائلات العلوية المتواجدة في دمشق خصوصاً في حي المزة الانتقال بشكل كامل إلى
اللاذقية خلال 48 ساعة".
وقال موقع "كلنا شركاء" المعارض، إن مشروع حفر الأنفاق تزامن مع إعلان مليشيات "الدفاع الوطني" في مدينة اللاذقية بالساحل السوري عن افتتاح مكتب تسجيل للراغبين بالتطوّع في صفوفها إلى جانب قوات الجيش النظامي، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بحسب ما أكده مكتب "أخبار
سوريا".
وتأتي تجهيزات النظام السوري بعد أيام من افتتاح
حزب الله اللبناني مكتبا له في مدينة اللاذقية، في خطوة اعتبرها نشطاء مؤشرا على الخطر الذي بات يحدق في النظام السوري.
ويبدو أن المكتب الجديد للحزب، سيكون مركزا جديدا لتجنيد الشباب السوريين لينضموا للحزب والقتال في المعارك التي تدور حاليا.
يذكر أن الحزب ارتفعت وتيرة تواجده في سوريا خلال الأشهر الماضية، وكان هو العمود الفقري للنظام في المعارك الأخيرة بجبل الأكراد بريف اللاذقية في الأسبوع الماضي.
ويرى مؤيدون للنظام السوري أنه في حال تردي الأوضاع، فإنه يمكنهم تشكيل دولة علوية خاصة بهم في مناطق الساحل السوري، في حال سقوط النظام في العاصمة دمشق.
ويرى العديد من المراقبين أن سقوط النظام السوري صار أقرب من أي وقت مضى. وأشارت دراسات إسرائيلية إلى استعداد سلطات بلادهم إلى مرحلة ما بعد الأسد.
وقال رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، رون فريدمان، إن أكثر ما يدلل على انهيار المعنويات الشاملة لجيش الاحتلال هي الاستغاثة التي أطلقها القائد العلوي لقوات النظام في منطقة حلب، سهيل الحسن، والتي كشفت عن تهاوي معنويات قوات النخبة في قوات الأسد.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "واي نت" الإخباري، الثلاثاء، أوضح فريدمان أن هناك دلالة كبيرة لانهيار معنويات الحسن تحديدا، لأنه يعد أكثر قادة جيش الأسد حماسا للحرب وأكثرهم شهرة بسبب "الإنجازات" التي حققها، لدرجة أنه قد أطلق عليه "النمر".
وأكدت مصادر إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي في ذروة استعداده لضرب "التنظيمات الجهادية" العاملة في سوريا بعد سقوط النظام.
وأكد معلق الشؤون العسكرية ألون بن دافيد، أن الجيش الإسرائيلي يعمل حاليا على إعداد بنك أهداف خاص بالتنظيمات الجهادية لضربها، على افتراض أن هذه التنظيمات ستوجه سلاحها ضد إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد.