أطلق الداعية اللبناني أحمد الأسير وصف "الصحوات" على تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، معتبرا أنه "ركن إلى الظالمين" عبر دخوله في حكومة واحدة مع حزب الله اللبناني الذي "نكل بأهل السنة"، وفق قوله.
وقال الأسير في كلمة صوتية نُشرت عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن حزب الله و"الصحوات" أعلنوا الحرب على أهل السنة في لبنان وأنكروا مظلوميتهم، مثل سمير جعجع، وأمين الجميل، وغيرهم.
وتابع: "الكل خرس وصمت عن ذلك، لأن لكل طرف منهم مصلحة بأن يسكت ويجمع على مقاتلة ومحاربة لواء مظلومية أهل السنة في لبنان، ليس هذا فقط، بل راحوا يتحالفون مع حزب اللات في حكومة واحدة، وتنسيق أمني وحوار كله كذب ودجل".
ووفقا للأسير، في التسجيل الذي اطلعت عليه "
عربي21" وتنشره هنا، فإن السياسة الجديدة المتفق عليها من السلطات اللبنانية، هي اعتبار أي شخص سني متدين يناصر قضايا المسلمين في سوريا والعراق، بأنه "إرهابي"، يتوجب ملاحقته والتنكيل به، موضحا أن هذه القرارات صدرت بعد تدخل حزب الله في سوريا.
واعترف الأسير أن الحرب الدائرة حاليا في المنطقة هي حرب وجود، موضحا أن إيران تدعم جميع التوجهات التي تخدمها في المنطقة في وجه الجماعات التي تدافع عن أهل السنة وأحقيتهم في العيش، وفق تعبيره.
وعاد الأسير إلى اتهام بعض المكونات السنية في لبنان، لكن دون تسميتها كما فعل مع تيار المستقبل، معتبرا أن بعض الجماعات السنية استسلمت لغطرسة حزب الله، بعدما كانت تنافس الجماعات السلفية في الحراك المطالب بحقوق أهل السنة.
وأضاف: "فجأة خرسوا ولم نعد نسمع في كلامهم سوى حوار ومدري شو، فجأة صاروا يمجدون بفطايس الحزب في الشام، وصاروا يقولوا عنهم شهداء، إذن المنطقة دخلت في مرحلة جديدة، وهذا ما أريد توضيحه".
وقال الأسير إن حزب الله لا ينزعج من انتقادات الوزراء المحسوبين على "الصحوات"؛ في إشارة إلى تيار المستقبل، مشيرا إلى أن الحزب ما يهمه هو تنفيذ مخططاته على الأرض، وهي مساندة النظام في سوريا، والسيطرة على زمام الأمور في لبنان.
في الوقت ذاته ورغم وصفه لتيار المستقبل بـ"الصحوات"، إلا أن الأسير نفى جميع التهم الموجهة لمناصريه حول تخطيطهم لاغتيال بهية الحريري، وغيرها، مؤكدا في الوقت ذاته أن الاعترافات المنسوبة للشيخ خالد حبلص مكذوبة جملة وتفصيلا.
وتابع: "إحنا من وقت معركة عبرا ما هددنا، أخرجتموني من مسجدي، وأنتم بتعرفوا شو يعني إخراجي من مسجدي. قتلتم إخواني خيرة شباب صيدا، أدخلتم شبابنا المعتقلات، وبدكم تفرضوا الواقع إنا نستسلم".
وباعتراف غريب، قال الأسير: "أنا ما هددت ولا راح أهدد، لأني ليس لدي القدرة على تنفيذ ما سأهدد به، ولكن قسما بالله العظيم، وعهدا علي اليوم اللي بقدر فيه أثأر من خروجي من مسجدي ولإخواني الشهداء ولإخواني في السجون، وأثأر لمظلومية أهل السنة، لن أتأخر لحظة، والمستهدف هو كل من شارك في الحرب علينا، وظلمنا".
وختم الأسير رسالته بمناشدة حثيثة وجهها للمسلمين، وخص بهم "المجاهدين في العراق والشام" لمناصرة أهل السنة في لبنان، غير مستبعد أن يتم اعتقاله، أو قتله في أي لحظة كون جميع الأجهزة الأمنية في لبنان تبحث عنه.
وبدا واضحا أن الشيخ أحمد الأسير يقصد في قوله "المجاهدين في العراق والشام" تنظيم الدولة الذي أبدى مناصروه وجنوده في الفترة الأخيرة تعاطفا مع الأسير، رغم عدم تصريح الأخير بأي بيعة، أو تأييد علني لهم.