لمن سيصوّت الناخبون (الأتراك)

كتب حشمت بابا أوغلو:

هناك سؤال كَثُر الحديث عنه في الفترة الأخيرة ..

 هل يلعب الاقتصاد دورا رئيسيا في هذه الانتخابات؟

الجواب واضح برأيي. لا داعي للكلام الكثير.

إن لم تحدث أزمة عنيفة حقيقية في الدقيقة الأخيرة.. فلن يلعب الاقتصاد في هذه الانتخابات أيضا دورا رئيسيا!

نعلم أن الجبهة المعادية لحزب العدالة والتنمية تريد هذا، ونعلم أن المعارضة قد وضعت حساباتها الانتخابية على أساس أن يكون الاقتصاد في الدور الرئيس في نظر الناخبين.

ولكن ماذا عن الحقيقة؟

سأوضّحها بالشكل الآتي:

لو لم تحدث أحداث تقسيم ومحاولة انقلاب الكيان الموازي..

لو أن المعارضة لم تُبعد الشعب عنها منذ 2011 حتى الآن..

لو أن الأشخاص المهمّين في المعارضة لم يكونوا "بائعي" تركيا في الداخل للقوى الخارجية التي تسعى للضغط على تركيا..

ربما لكان الآن بالإمكان إجراء انتخابات أكثر عدلاً ولطُرحت المشاكل الاقتصادية وحلولها أمام الناخبين فلم يحتاجوا لإيضاحها.
...

استطلاعات الرأي التي يقوم بها باحثوا الجامعات في الشوارع وهم يظّنون أن الأشخاص الذين يسألونهم أغبياء تدخل من أذني وتخرج من الأخرى، صحيح أن البطالة وقلّة الدخل من أهم مشاكل هذا البلد، ولكن السؤال المطروح هو: "هل تثقون بالعدالة؟ وبأي خطة اقتصادية؟".

إن بحثتم عن جواب هذا السؤال فسيتغيّر محور الأمر مباشرة.

باختصار...

إن نظرة الشعب في هذه الفترة للمعارضة تعود إلى فترة 2002 حين كانوا مضطرين إلى اختيار أهون الشرين.
...

وفي النتيجة سيحدث الأمر نفسه مجدّدا.

سيأتي يوم الانتخابات حين يكون الكتّاب منشغلين بالتحدث عن نتائج استطلاعات الرأي والبحوثات.
وفي النهاية، سيصوّت الشعب لخياله حول هوية ومكانة وفكر الأحزاب السياسية.

(عن جريدة "صباح" التركية- ترجمة: عربي21)