كتب المعلق ديفيد أوزبورن في صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن القمة الأمريكية الخليجية، التي تعقد اليوم في كامب ديفيد، مشيرا إلى أن موضوع إيران والمعاهدة العسكرية سيطغيان على بنود اللقاء.
ويقول الكاتب: "نظر البعض إلى القمة على أنها كانت هزيمة حتى قبل أن تبدأ، بعد أن قرر الملك السعودي عدم الحضور. ولكن الرئيس باراك أوباما لم تساوره الخيانة وهو يفتتح قمة ستستمر يومين مع ستة من حلفائه من دول الخليج".
ويضيف أوزبورن أن "اللقاء المحتمل أن يكون منقسما، كان الغرض منه تخفيف الشكوك بأن الولايات المتحدة تركز كثيرا على تأمين صفقة نووية مع إيران، وهي العدو المشترك لدول الخليج، على حساب مصالحها الدفاعية".
ويبين الكاتب أن "أوباما لم يذكر المحادثات النووية مع إيران وهو يستقبل قادة السعودية في البيت الأبيض، حيث قال فقط إن البلدين يقومان ببناء علاقتهما في وقت مليء بالتحديات".
ويقول أوزبورن في تقريره، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إن القمة التي بدأت بعشاء في البيت الأبيض ليلة الأربعاء، وتواصلت اليوم في منتجع كامب ديفيد في ميرلاند، سيحاول فيها أوباما منع ابتعاد الدول الخليجية أكثر عن الفلك الأمريكي".
ويواصل الكاتب أنه "في الوقت الذي أكدت فيه الرياض أن الملك سلمان قرر البقاء في البلاد للإشراف على العملية العسكرية المتواصلة في اليمن، إلا أن قرار اللحظة الأخيرة بعدم الحضور فسر بشكل واسع على أنه توبيخ للرئيس أوباما، وقصد توجيه رسالة عدم رضا مما ينظر إليه على أنه عدم تحرك أمريكي في المنطقة".
ويشير أوزبورن إلى أنه "من بين الوفود التي جاءت إلى واشنطن من دول مجلس التعاون الخليجي الست؛ وهي قطر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين وعُمان، لم يحضر سوى أميري قطر والبحرين. وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن تدفع فيه دول الخليج باتجاه الحصول على دعم أمريكي للدفاع عنها في حالة تعرضت للهجوم الخارجي، على غرار معاهدة دول الناتو، إلا أن البيت الأبيض كان واضحا بأن خطوة كهذه ستواجه معارضة من الكونغرس. وقد ينتهي اللقاء بتعهدات أمريكية جديدة في مجال الدفاع المشترك، بما في ذلك تزويد دول الخليج بالأسلحة المتقدمة والمساعدة في
التدريب".
ويوضح الكاتب أنه "حتى قبل بداية القمة، حاول البيت الأبيض الدفاع عنها، وقال إنها ليست كارثة دبلوماسية، فقد قال نائب مديرة الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية بن ردوس: (نشعر أن لدينا المجموعة التي نريدها حول الطاولة لإدارة نقاش جوهري)، وأضاف متحدثا للصحافيين: (إنه، كما نعتقد، المستوى الصحيح للتمثيل). وفي مقابلة مع شبكة (إم أس إن بي سي) سئل بن رودس عن تراجع الملك سلمان عن الحضور قبل القمة، وإن كان توبيخا، رد قائلا: (لا، قطعا)، وأضاف: (لا تتعامل الولايات المتحدة أو السعودية مع هذا الأمر على أنه توبيخ)".
ويلفت التقرير إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن نايف ونائبه الأمير محمد بن سلمان يمثلان الملك سلمان في القمة. وقد رحب أوباما بهما في البيت الأبيض، وأجرى معهما جولة محادثات أمريكية سعودية منفصلة قبل بدء القمة. وتحدث أوباما عن التحديات التي تواجه البلدين، بما في ذلك حرب اليمن وتهديد تنظيم الدولة.
ويفيد أوزبورن بأن "التحالف بين البلدين قد تعرض للكثير من التوترات، وقد عبرت السعودية عن قلقها العميق من أن يؤدي اتفاق الإطار، الذي تم التوصل إليه قبل ستة أسابيع بين مجموعة 5+1 وإيران، والذي سيفضي إلى رفع العقوبات مقابل الرضوخ للمطالب، بفرض قيود على برنامجها النووي، سيؤدي حالة تم التوصل إليه الشهر المقبل إلى تدفق المال ويمنحها القدرة على تطوير القنبلة النووية".
ويرجح الكاتب أن "تؤكد دول الخليج كلها على أن إيران تقوم بتوسيع تأثيرها في المنطقة بشكل يهدد استقرارها، وليس أقل من اليمن، حيث يعتقد أن إيران تقوم بدعم المتمردين الحوثيين، وينظر للحملة التي تقودها السعودية لوقف تقدمهم على أنها حرب بالوكالة بين الدولتين".
ويذكر أوزبورن في تقريره، الذي ترجمته "
عربي21"، أن واشنطن راقبت بقلق كيف عبرت السعودية ودول الخليج عن استعداد متزايد لأخذ زمام المبادرة وحماية مصالحها. وقال دبلوماسي عربي لشبكة "سي أن أن": "هناك تصميم بيننا أنه يجب التحرك في حال طرأت قضية تتعلق بالأمن". وأضاف: "لن نطلب الإذن من أمريكا، وسنتعاون بالطبع مع الولايات المتحدة، ولكننا لن ننتظر أن تقول لنا أمريكا ما نفعل".
وينوه الكاتب إلى أن "حالة الإحباط من واشنطن ودورها في المنطقة تعود إلى عام 2011، عندما نظر إلى أوباما على أنه داعم للربيع العربي. وكان هناك نوع من الانزعاج من أن واشنطن لم تعد متشددة مع إسرائيل فيما يتعلق بالتسوية السلمية مع
الفلسطينيين، وزادت الشكوك حول أوباما عندما هدد بضرب سوريا، ولكنه تراجع".
ويخلص أوزبورن إلى أن "هناك إشارات مشجعة لدول الخليج، عندما قادت الولايات المتحدة الحملة لمواجهة تهديد أمني كبير، وهو تقدم تنظيم الدولة في العراق وسوريا. ومن المتوقع أن يشير أوباما إلى دور واشنطن الذي أدته من خلف الستار، بدعم الحملة العسكرية السعودية في اليمن، وكذلك نشر البنتاغون للبوارج الحربية الأمريكية في المياه الإقليمية اليمنية".