تعرضت قريتا تل أحمر وتل العبر بريف
عين العرب (
كوباني) في محافظة حلب السورية، لحالات نهب وسرقة للبيوت، بالإضافة إلى فقدا نحو 100 مدني تم اعتقالهم من قبل وحدات حماية الشعب بتهمة انتمائهم لتنظيم الدولة، وذلك بعد حملة دهم واعتقالات قامت بها الوحدات عقب استعادة السيطرة على القريتين من التنظيم.
وقال ناشطون في المنطقة إنّ هذه الاعتداءات هي بعض ممارسات وحدات حماية الشعب في عدد من القرى العربية في محيط عين العرب، وعلى مرأى من فصائل الجيش الحر المنتمية لغرفة عمليات بركان الفرات، التي ساهمت بتحرير القرى العربية في ريف عين العرب (كوباني) ذات الغالبية الكرية.
وأشار ناشطون إلى عمليات تضييق الخناق على السكان العرب، ومن ذلك حرمان الأهالي من سلل الإغاثة، ونهب المنازل وإحراقها، وهو ما أدى إلى هجرة الكثير من أهالي القرى العربية إلى مناطق سيطرة
تنظيم الدولة.
ويتقاسم تنظيم الدولة ووحدات الحماية الكردية السيطرة على طرفي نهر الفرات. فالضفة الشرقية لنهر الفرات تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، والضفة الغربية يسيطر عليها تنظيم الدولة، ليقع الأهالي بين المطرقة والسندان. فعملية التهجير القسرية للسكان العرب إن نجحت واستطاع الأهالي الرحيل إلى ضفة تنظيم الدولة والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم فقد يرفض عناصر التنظيم دخول الأهالي بحجة قدومهم من أماكن سيطرة القوات الكردية.
وأضاف ناشطون أنّ عددا من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية قاموا بكتابة بعض الجمل العنصرية أثناء حملة مداهمات وإحراق للمنازل في القرى العربية.
وأطلق ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حملة "صرخة لأجل الحياة "، لتوثيق الانتهاكات بحق المدنيين من قبل وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال الناشط الإعلامي عدنان حسين، من حملة صرخة لأجل الحياة": "تقوم الوحدات الكردية بتهجير ممنهج لبعض القرى العربية التي سيطرت عليها مجددا بعد طرد تنظيم الدولة منها، والحجة هي مساندة التنظيم من قبل الأهالي"، مضيفا أن هذه "تهمة باطلة جملة ومضمونا، حيث تبين لنا أن تنظيم الدولة يدخل إلى بعض القرى ويتسلل بسبب سوء الإهمال والمرابطة من قبل الوحدات الكردية"، وفق قوله.
وقال الناشط الإعلامي أحمد الشمالي، المسؤول الإعلامي للحملة: "يُفرض على العرب والأكراد حاليا التجنيد الاجباري في وحدات حماية الشعب، وإن لم يوجد شباب للتجنيد قد تطلب الفتيات، وهذا يتعارض مع العادات والتقاليد العربية؛ لذلك يضطر الكثير من الأهالي للهجرة والرحيل الى مناطق سيطرة تنظيم الدولة" حسب قوله.
ويتابع الشمالي أن الانتهاك لم تتوقف عند التهجير، بل وصل الأمر إلى حد منع السكان العرب من الذهاب إلى مناطق سيطرة التنظيم في منبج من أجل جلب قوت يومهم، كونها لا تتوفر بعين العرب (كوباني)، وإن توفرت فثمنها غال على المستهلك.
ومع الاضطرار لهجرة قراهم، ومنع دخولهم إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة، ينتهي الأمر بالكثير من السكان لاجئين في الأراضي التركية.