وجد المرشد
الإيراني علي
خامنئي من مراسم إحياء الذكرى السنوية لرحيل الإمام
الخميني الخميس، فرصة سانحة لرفع سقف أحلام وأمنيات الإيرانيين بالنفوذ والسيطرة واستعادة خطاب "
المهدي المنتظر" بحسب المعتقدات الشيعية، ومهاجمة المسلمين من المذهب السنّي ووصف إسلامهم بـ"الإسلام الأمريكي والإسلام العلماني".
وكرر خامنئي الخطاب الإيراني المعلن ضد قوى الاستكبار والغطرسة والهيمنة المتمثلة في أمريكا والغرب، بالرغم من تأكيد مراقبين على مخالفة هذا الخطاب لما تمارسه إيران من براغماتية مصلحية على أرض الواقع.
وجدد خامنئي في حديثه خطاب المظلومية ونصرة المظلومين، بالرغم من الانفصام الذي تمارسه إيران في نصرة نظام الأسد الذي قتل مئات الآلاف من شعبه وفقا لمراقبين.
وبخصوص الإمام المهدي، والذي صادف ذكرى مولده يوم أمس، قال السيد علي خامنئي
إنه لا توجد فرقة إسلامية لا تعتقد بظهور المهدي، وانه من ذرية النبي صلى الله
عليه وآله وسلم.
وأشار الى أنه في مذهب أهل البيت، تمت تسمية وتحديد شخصية الإمام المهدي عليه
السلام، وأن مدرسة أهل البيت تؤمن بوجود الإمام المهدي وتثبته حسب أدلتها.
وقال السيد علي خامنئي إن الإستبعاد الوحيد لمعارضي مولد الإمام المهدي هو طول
عمره الشريف، مبينا أن القبول بطول عمر الإمام المهدي يؤيده طول عمر النبي نوح عليه
السلام، مؤكدا أن الاعتقاد الشيعي بالقضية المهدوية لا ينحصر بموضوع مولده.
وأضاف خامنئي: "القرآن الكريم يشير إلى مكوث النبي نوح بين قومه لمدة 950 عاما، ما يعني أن هذه المدة هي فترة رسالته وليس عمره الشريف"، في رد منه على من يشككون باستمرار حياة المهدي، وفقا للمذهب الشيعي الذي يعتقد أن الإمام المهدي ولد قبل أكثر من 1200 سنة، ولكنه غاب عن الأنظار وسيعود قبل يوم القيامة، وهو ما يخالف ما يعتقد به المذهب السنّي.
وجاء في كلمة خامنئي قوله: "إن التاريخ سيتغير إذا تحقق انتصار الشعب الإيراني، وسوف يتم تهيئة أرضية ظهور ولي الأمر والعصر، وسيدخل العالم في مرحلة جديدة. إن هذا الأمر يتوقف على عزمنا نحن ومعرفتنا".
وأشار إلى أن مفجر الثورة الإسلامية في إيران، "الإمام الخميني الراحل قد وقف صامدا ضد قوى الهيمنة حتى آخر لحظة من حياته"، مشددا على أنه كان مظهرا لرجل جاهد في الله حق جهاده، بحسب ما نقلت وكالة أنباء فارس.
ونوه إلى أنه من الأصول الثابتة التي تمسك الإمام الخميني الراحل بها، هو إثبات حقيقة الإسلام المحمدي الأصيل ونفيه للإسلام الأمريكي الذي يريد أن لا تكون للمسلمين أي ردة فعل تجاه الجرائم الأمريكية والصهيونية وأن يتم استجداء الدعم بكل أنواعه منهم.
وتابع بأن الإمام الخميني كان يرفض هذه النظرة، وكان يرفض الإسلام المتحجر، وكان يرفض الإسلام العلماني الذي يريده هؤلاء.
وفي خطابه حذر ممّا أسماه "تحريف نهج وأفكار الإمام الخميني الراحل"، داعيا للحفاظ على نهج الإمام وأفكاره والمبادئ التي تمسك بها وعمل من أجل إرسائها عبر الثورة الإسلامية.
وأضاف أن "من صفات الإمام الخميني الراحل، عدم الاعتماد على القوى الكبرى والاستكبارية، ومن هذا المنطلق كان لا يأخذ أصلا بوعودهم، وهذا ما نلمسه اليوم في ما يجري مع إيران وما يعلنونه تجاهها حيث إنه لا يمكن الاعتماد على ما يلقون من وعود".
وشدد خامنئي على أن الإمام الخميني الراحل وقف صامدا طوال حياته أمام المؤامرات الأمريكية، حيث إنه واجه سياسات الولايات المتحدة والاستكبار العالمي.
وامتدح مواقف الإمام الخميني الراحل بالقول إنه "كان مواجها للظلم وأينما وجد ظلم كان الإمام يقف ضده ومع المظلوم، واليوم موقف إيران هو ذلك الموقف، موقف مبدئي من الأحداث التي تجري في العالم.. أننا بقدر ما نعارض داعش فإننا نعارض عنصرية الشرطة الأمريكية ضد السود، ونعارض الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ونقف إلى جانبه، هذا هو موقف الإمام الراحل وموقفنا اليوم".
وعرض الموقع الرسمي لخامنئي مقاطع من خطاباته وكلماته في قم عام 1991 حول "انتظار الفرج"، المتمثل بالمهدي، وما أطلق عليه وصف "فلسفة الانتظار"، قال فيها: "لا راحة ولا دعة قبل عهد الإمام المهدي الموعود. فقد جاء في الروايات (والله لتُمحصنّ) و (والله لتُغربلنّ) أي سوف تختبرون اختبارا قاسيا، أين ومتى هذا الامتحان؟ إنه سوف يكون في ساحة الحياة والجهاد".
وبحسب "سي إن إن" فقد وردت مقاطع أخرى من خطابات في عام 2002 يدعو فيها خامنئي أنصاره إلى "عدم الجلوس وذرف الدموع"؛ بل إعداد النفس من أجل التحول إلى "جنود لإمام العصر" على حد تعبيره، مضيفا في خطاب آخر يعود إلى عام 2012، أن "مسيرة التاريخ اليوم هي مسيرة الظلم والقمع والهيمنة. البعض هيمنوا على العالم والبعض الآخر في العالم خضعوا لهذه السيطرة".