الأخبار اللبنانية: كيف يعيش الصوفية في ظل تنظيم الدولة؟

رصدت صحيفة الأخبار اللبنانية، المقربة من حزب الله، في تقرير لها، أوضاع الصوفية والتصوف في ظل تنظيم الدولة، وسط استهداف لهم ولمظاهرهم بشكل متعدد من مسلحي التنظيم، بحسب زعم التقرير.

وفي التقرير الذي أسمته "الصوفية في زمن الخلافة: تغريبة سنّة آل البيت"، زعمت الأخبار أنه مع "إعلان نشوء تنظيم «داعش» في الجزيرة السورية، بدأ بتفجير مقامات ومزارات شيوخ الطرق الصوفية"، مشيرة إلى تفجير "ضريح الشيخ عيسى القمر الرفاعي الحسيني الواقع في بلدة البصيرة على نهر الفرات، شرق مدينة دير الزور".

وأوضح التقرير أن عمر الضريح "يتجاوز 250 سنة، ويصف أهل المنطقة الشيخ عيسى بأحد أولياء الله الصالحين، وهو شيخ الطريقة الصوفية الرفاعية في سوريا".

وتابع بأن عناصر التنظيم "فجروا ضريح خليفته الشيخ عبد المجيد الشيخ عيسى الرفاعي. خرج أبناؤه مع عائلاتهم إلى تركيا، حيث يحظون بالتقدير والاحترام عند أقاربهم في المدن العربية المُحتلة من السلطنة العثمانية".

وقال خطيب أحد المساجد في مدينة الرقة، وهو سعودي الجنسية، بحسب صحيفة الأخبار، "إن الصوفيين كفرة، ويجب هدم أضرحتهم ومزاراتهم؛ لأنها تحولت مع الزمن إلى أماكن للتبرك والتقرب من الله، وهذا لا يجوز في الإسلام، لذلك كانت تجب إعادة الناس إلى رشدهم وهديهم".

وفي مدينة الرقة، سوُيت القبور بالأرض، وقُتل الشيخ حسن أبرز شيوخ الرقة، ورُميت جثته أمام المسجد الكبير في المدينة حيث كان يُقيم، وأعلنت الحرب على مشايخ الصوفية في عموم الجزيرة السورية. تمكن بعضهم من الفرار إلى خارج مناطق حكم التنظيم، بحسب الصحيفة اللبنانية.

ولم يأمن الشيوخ حتى في بيوتهم، فاعتقل قبل نحو عام الشيخ محمد خير محمد توفيق عجان الحديد، وهو من شيوخ الصوفية البارزين في سوريا، وصودرت أملاكه، ولا يعرف أهله عنه أي خبر، إضافة إلى العديد من المشايخ الذين غيبتهم السجون ولا يُعرف مصيرهم حتى الآن، على حد قولهم.

وتحدثت الصحيفة عن مقتل أحد شيوخ الصوفية تحت التعذيب في معتقلاتها، وهو الشيخ محمد المغط الحليبي شيخ الطريقة الرفاعية الصوفية في محافظة الرقة، وأحد أولياء أولاد الشيخ عيسى القمر السلامة الرفاعي الحسيني، وخليفته في مدينة الرقة منذ عام 1987.

ونقلت الصحيفة عن أحد أقاربه، الذي فضل عدم ذكر اسمه، قوله: "بعد أن ساءت أوضاع المدينة طلبنا منه المغادرة إلى مكان آمن، وبعد الإلحاح غادر مع عائلته إلى أقاربه في تركيا، لكنه آثر البقاء لاجئاً فاراً من لعنة الحرب الدائرة في مدينته"، مضيفا أنه "عاد منذ أيام مع أفراد أسرته إلى بيته وأهله، واعتكف في منزله زاهداً في كل شيء. لم يكن يدرك أن قدره هو الذي يدفعه إلى العودة".

وقالت الصحيفة: "اعتقل رجال دورية الحسبة التابعة لتنظيم الدولة الشيخ من منزله. لم يحتمل فيها جسده أنواع التعذيب التي تعرض لها. بعد عشرة أيام من اعتقاله تم إبلاغ عائلته بوفاته، وضعوا جثمانه في براد مستشفى الرقة الوطني، هناك ألقى أهله وبعض أقاربه النظرة الأخيرة على وجهه. تقرير الوفاة يشير إلى أنها ناتجة من احتشاء قلبي»".

وتابع بأن التنظيم "رفض تسليم جثة الشيخ إلى ذويه ليتسنى لهم دفنها في مقبرة العائلة"، ناقلة عن أحد مريديه القول: "لن يكون لشيخنا جنازة تخرج من بيته ونمشي خلفها، ولا قبر تزوره بناته وزوجته وولده الوحيد، لأن تنظيم داعش يخشى أن يتحول قبره إلى مزار، وهم الذين هدموا جميع مزارات وأضرحة مشايخ الصوفية في المحافظة منذ سيطرتهم عليها قبل عام".