نشرت صحيفة المانيفستو الإيطالية تقريرا حول قيام
إسرائيل بتجارب متعلقة بتصنيع قنابل مزودة بمواد كيماوية سامة، ورد فيه أن الدولة العبرية ادعت أن هذه التجارب ذات طابع دفاعي، ولكن ذلك لا يعني قطعا أنها لن تستعملها في مهاجمة أعدائها.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي أعده ميكيلي جورجيو وترجمته "
عربي21"، إن إسرائيل قامت بحوالي 20 تجربة في صحراء النقب، تحت ذريعة "القيام بإجراءات دفاعية، لتقييم التأثير الذي يحدثه هذا النوع من الأسلحة الذي يمكن استعماله ضدها"، ولكن أشارت إلى أنه يمكن أيضا أن يستعمله الجيش الإسرائيلي ضد أعدائه.
وذكرت الصحيفة أن هذا النوع من الأسلحة القذرة، الذي يمكن أن يتم استعماله من التنظيمات المسلحة مثل تنظيم الدولة، ويمكن أيضا أن تستخدمه إسرائيل في ظروف معينة، مصمم لنشر المواد المشعة عبر دسها داخل المتفجرات التقليدية مثل القنابل والقذائف.
وأضافت أن هذا السلاح ليس سلاحا نوويا، ولكن لديه القدرة التدميرية نفسها، وهو شديد الخطورة. وقد واصلت إسرائيل القيام بتجاربها لمدة أربع سنوات في صحراء النقب، في إطار مشروع غرينفيلد Greenfield، على مقربة من موقع المفاعل النووي ديمونة، الذي يؤكد العديد من الخبراء أنه ينتج مادة البلوتنيوم بشكل سري لتزويد البرنامج النووي الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المعلومات التي تناولتها الصحف الإسرائيلية، على غرار صحيفة "هآرتس"، لم يتم نفيها أو تأكيدها من المسؤولين السياسيين أو الجيش، كما لو أنهم لا يشعرون بأي حاجة لتطمين السكان، الذين تعودت الدولة على تجاهلهم والتصرف دون علمهم.
وذكرت الصحيفة أن العشرين تجربة التي تم إجراؤها منذ سنة 2010 في صحراء النقب، كانت تهدف لتقييم الضرر الناجم عن انفجار
القنابل القذرة، وهي سلاح يتراوح وزنه بين 250 غرام و25 كيلوغرام، وقد تم تفجيره في أماكن مغلقة وفي الهواء الطلق. وفي بعض الحالات تم ترك المواد المشعة على الأرض، للتعرف على مدى انتشار الإشعاعات في الطبيعة مع مرور الوقت.
كما قام الباحثون الإسرائيليون بتجارب للتأكد من إمكانية خلط المواد المشعة بالماء، من أجل تسريبها عبر أنظمة التهوية في المباني. وتعد هذه التجارب في غاية الخطورة خاصة مع استخدام مادة التكنيتيوم 99، التي تنتشر بشكل سريع وتتصف بالفاعلية الشديدة.
وبحسب الصحيفة، تمت مراقبة هذه التفجيرات وتصويرها عبر طائرات دون طيار، وبعد أربع سنوات من التجارب المتنوعة، خلص الباحثون إلى أن تفجير القنابل القذرة في الهواء الطلق يحدث غالبا أضرار نفسية لدى السكان المستهدفين، أما تفجيرها في مكان مغلق فإنه يؤدي إلى إحداث إصابات عديدة وبليغة، كما يصعب بعد ذلك تنظيف المكان من آثار هذا السلاح الفتاك، وقد يستغرق الأمر وقتا طويلا للتخلص من هذه الآثار.
ونقلت الصحيفة الإيطالية عن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الباحثين الذين شاركوا في هذه التجارب أكدوا أنها ذات طابع دفاعي، ولكنها أكدت عدم استبعاد إمكانية أن يقوم الجيش الإسرائيلي باستخدامها. وعلى سبيل المثال، يمكن أن تفكر إسرائيل في استعمال هذا السلاح ضد إيران، إلى جانب استعمال الأسلحة التقليدية. كما يمكن استخدامه في أماكن مغلقة، لمهاجمة مراكز البحوث العلمية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، والقواعد العسكرية المهمة، ما سيجعل هذه البنايات المهمة غير صالحة للاستخدام لفترات طويلة.
واعتبرت الصحيفة أن ما يؤكد صحة هذه الفرضية، هو أن إسرائيل خلال فترة قيامها بهذه التجارب، كانت تفكر في توجيه ضربة خاطفة للمنشأة النووية الإيرانية، وكانت في عدة مناسبات قاب قوسين أو أدنى من الدخول في هذه الحرب.
كما أشارت إلى أنه بالرغم من اقتراب إيران ودول (خمسة زائد واحد) من توقيع اتفاق نووي نهائي، مع نهاية الشهر الحالي، فإنه لا يبدو أن إسرائيل قد وضعت ملف الاشتباك مع إيران على الرف. وهو ما دفع بواشنطن لتكثيف اتصالاتها بالحكومة الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، عبر إرسال قائد أركان الجيش الأمريكي، الجنرال مارتن ديمبسي، ومدير الاستخبارات جون برينان، لتطمين إسرائيل وحثها على التوقف عن قرع طبول الحرب.
المصدر