كشف يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين، عن استعداده "لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها"، وذلك في إشارة منه على ما يبدو أنه مستعد للوساطة أو المصالحة لإزالة حالة الاحتقان بين الجماعة في
مصر والسلطة القائمة، دون أن يذكر ذلك صراحة.
وقال ندا في رسالته التي دونها مطلع شهر حزيران/ يونيو الجاري، عبر البريد الإلكتروني: "أذّكر بالآية الكريمة (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله)، وأنا جاهز ومستعد لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها وقادر على ذلك إن شاء الله".
وخاطب المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين، من أسماهم "المخلصين من أبناء
الجيش المصري" قائلا": "إن تمسكنا بالشرعية (في إشارة إلى عودة محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في مصر للحكم)، هي لحمايتكم وحمايه ذريتكم وأبناء مصر جميعا من المصير الذي تجرفنا هذه الفئة إليه"، في إشارة لقيادات الجيش المشاركة في الانقلاب على محمد مرسي أول رئيس مصري مدني منتخب ديمقراطيًا في 3 تموز/ يوليو 2013).
واستدرك ندا البالغ من العمر 84 عامًا ويوجد خارج مصر منذ سنوات قائلا: "أنا لا أدعي أن الجيش المصري فاقد الوطنية وفاسد، ولكن أقول بوضوح أن بعض قياداته المتحكمة فيه هي كذلك".
وتابع في السياق ذاته: "إن كان منكم من يريد إعاده ترتيب الأوراق، والتجاوب مع حقوق هذا الشعب ومصالحه، فليس هناك شرعية أخرى تقف أمام ذلك أو تعارضه، ولا بد أن تكون هناك وسائل كثيرة لتثبيت الشرعية في فترات تختلف عن الوسائل في فترات أخرى"، دون أن يعطي مزيدًا من التوضيح لتلك الوسائل بشأن التعامل مع الشرعية".
واعتبر أن "مهمة القوات المسلحة في كل دول العالم هي فقط الدفاع عن الدولة ضد أي عدو خارجي، وليس الدفاع عن الحكومة ضد الشعب الذي يقتطع من قوته ليعزز ويسلح ويجهز هذا الجيش، أما في مصر فمن آن لآخر تظهر مجموعات من الجيش تكافئ الشعب الذي يطعمهم ويسلحهم بأن ينقلبوا عليه ويسلبوه حريته وقوته بل ومستقبله، ويفرضوا وصايتهم بعنف واستعلاء وقسوة".
وحذر ندا من أن "تتحول مصر إلى دولة فاشلة أو دويلات بدائية يتحارب بعضها مع بعض"، مشيراً إلى أن "الوضع مرشح في مصر للانفجار مرة أخرى، وستكون نتائجه مدمرة لمصر لعقود" على حد قوله.
ولفت إلى أن توقعه للانفجار يأتي في ظل "أن القائمين على الدولة غير قادرين على معالجة الأمور الاقتصادية، رغم المنح والقروض والإيداعات من الدول العربيه أو الأجنبية المساندة للحكم الحالي بامتيازات، ونسب فوائد مرتفعة وبيع أملاك مهمة للأمن الوطني ".
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات المصرية بشأن ما جاء في رسالة يوسف ندا.
ومنذ نحو عامين، طرحت أحزاب وقوى سياسية مختلفة وشخصيات دينية وعامة وهيئات دبلوماسية غربية، أكثر من مبادرات للمصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام الحالي، غير أنها لم تظهر للنور وسط إصرار من الطرفين على أن الأمر "غير قابل للمصالحة".
ومنذ أيام قال راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية "إذا قدرت الأطراف المعنية بالشأن المصري أننا يمكن أن نقوم بدور للمصالحة بين الأطراف المصرية ،فإننا سنكون سعداء بذلك"، متوقعًا أن "تقع وساطة سعودية في مصر لأن المنطقة في حاجة إلى تصالح، ومصر كذلك تحتاج إلى تصالح" على حد قوله.