تتكبد الولايات المتحدة الأمريكية
خسائر يومية بأكثر من تسعة ملايين دولار منذ الصيف الماضي بسبب حربها غير المجدية ضد
تنظيم الدولة، وهو الرقم المرشح للارتفاع قريبا مع اتخاذ واشنطن قرارا بنشر مزيد من نخبة قواتها في العراق من أجل المساعدة في قتال التنظيم الذي يواصل التوسع على الرغم من الضربات التي يتلقاها من كل اتجاه.
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قبل أيام ولأول مرة، عن حجم التكاليف التي تكبدتها منذ بدأت القصف الجوي على تنظيم الدولة، بمشاركة عشرات الدول من مختلف أنحاء العالم، ليتبين أن العملية كلفت الأمريكيين وحدهم أكثر من 2.7 مليار دولار، فضلاً عن أن التحالف يضم أكثر من ستين دولة من بينها السعودية والإمارات، وهما من أكبر منتجي النفط في العالم، إضافة إلى أن الأردن قال في أكثر من مناسبة إن نسبة كبيرة من عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة تنفذها قواته الجوية، وهو ما يعني أن إجمالي خسائر الدول الستين تتجاوز عشرات المليارات.
ويأتي إعلان البنتاغون عن هذه التكاليف الباهظة للعمليات العسكرية التي تستهدف تنظيم الدولة في العراق وسوريا، بعد أيام قليلة على إعلان البيت الأبيض اعتزامه إرسال 450 عسكريا إضافيا من خبراء الجيش الأمريكي لتعزيز المساعدة للجيش العراقي في القتال ضد التنظيم. وهو ما أعطى انطباعا لدى العديد من المحللين بأن الولايات المتحدة تنزلق تدريجيا نحو مزيد من التورط في العراق والقتال هناك ضد تنظيم الدولة.
وقالت جريدة "التايمز" البريطانية إن أرقام الخسائر التي أفصحت عنها "البنتاغون" تأتي بالتزامن مع مرور الذكرى السنوية الأولى على سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، واعتلاء زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي أحد منابرها معلنا من هناك قيام "دولة الخلافة الإسلامية".
وتشير الصحيفة إلى أن الجيش العراقي كان قد فر من مدينة الموصل وولى هاربا في التاسع والعاشر من حزيران/ يونيو من العام الماضي، تاركا وراءه الأسلحة الأمريكية التي يتدرب على استخدامها منذ العام 2003، لتقع هذه الأسلحة غنيمة في أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الذين سرعان ما أحكموا السيطرة على المدينة وجعلوا منها عاصمة لدولتهم.