تناقلت الصحف التركية، في عددها الصادر الثلاثاء، بأن الحكومة التركية ناقشت المواضيع المتعلقة باللاجئين السوريين في
تركيا، وإلى أي حد يمكن قبولهم وماهي التطورات التي يمكن عن تنتج في مقبل الايام، يأتي ذلك استقبلت تركيا أكثر من 18 ألف لاجئ جديد.
هذا، ونقلت الصحف عن "بولنت أرينتش" نائب رئيس الوزراء التركي، إعلانه بأن تركيا أخذت جميع احتياطاتها لتوفير أمنها الداخلي والخارجي في ظل الزعزعة وعدم الاستقرار الذي تعيشها المنطقة المحيط بها، وان هذه الاحتياطات يتم متابعتها مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
تركيا وفيضان المهاجرين
يقول الكاتب إبراهيم كاراغول، في مقال له بصحيفة "يني شفق" بأن فيضان المهاجرين من العرب والتركمان الذين يحاولون
اللجوء إلى تركيا من خلال مواجهة جميع الصعوبات وبشتى الوسائل، ليس فقط مؤشر لدراما إنسانية، إنما هذا الفيضان غداً يمكن أن يلقي علينا أكثر من 100 ألف إنسان يقيمون في المناطق الممتدة ما بين حلب وحدودنا، فيضان المهاجرين المخيف والمأساوي هذا سيصل إلى نقطة تهز الرأي العام في تركيا.
ويرى الكاتب بأنه هذه الحقيقة التي رأينها وأدركنها قبل الأن بكثير، وإذا استمرت بهذا الحال، يمكن أن تجعلنا نأخذ قرارات غير صائبة ومعدومة الإدراك في المستقبل، بعد فترات، سنتصعب في فهمنا لأبعاد المسألة، التي تبدو مأساة إنسانية، الديموغرافية والجيوسياسية.
ويعتقد الكاتب بأن المسائل والحقائق التي كنا نناقشها أثناء المفاوضات المتعلقة باستخدام الولايات المتحدة لتركيا في حرب على العراق، اليوم من جديد أصبحت أمامنا، في تلك الفترة كانت الوحدات الأمريكية، المكونة من ألاف الجنود، ستتموضع على ممر البحر الأبيض وشمال العراق، هذه الوحدات كانت ستنشر بالقرب من الحدود التركية وليس الحدود السورية، الخطة كانت تعتمد على تشكيل منطقة معزولة بين البحر الأبيض وشمال العراق على الأراضي التركية، هكذا كانت الخطة، التي ماتزال في الحسبان ولم يتم التنازل عنها.
ويلفت الكاتب إلى أن هذه الخطة، تعتبر الصفحة الأخيرة لاستراتيجية إعادة حبس تركيا فقط في منطقة الأناضول ونزع جميع علاقتها مع الدول التي انفتحت عليها بصورة فعالة، انتبهوا اليوم هناك ثلة تقول "افتحوا الحدود بسرعة" هذا الثلة هي التي كانت تسوق لضرورة تدخل تركيا في حرب العراق، هذه الثلة لا تتمني الخير لتركيا احذروا منها.
ويرى الكاتب بأنه وإذا شُكلت حكومة ائتلافية بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ودعمهم حزب الشعوب الديموقراطي من خارج الحكومة فاعلموا بأن هطول الرصاص على رؤوسنا، جراء السياسات الفاشلة، أمرٌ لا مفر منه.
تركيا: أبوابنا لا تُغلق في وجه من يريد المساعدة
تورد صحيفة "ستار" بأن "بولنت أرينتش" نائب رئيس الوزراء التركي، أعلن بأن "تركيا أخذت جميع احتياطاتها لتوفير أمنها الداخلي والخارجي في ظل الزعزعة وعدم الاستقرار الذي تعيشها منطقتنا المحيط بها"، أفاد بأن "هذه الاحتياطات يتم متابعتها مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا، في بعض الأحيان يكون هناك عدة اختلافات بين مصالح وأولوية هذه القوى ومصالح وأولوية تركيا، وفي بعض الأحيان يتم التوافق في بعض المواضيع".
وتابع أرينتش مثلاً، في مسألة التدريب والتعليم هناك تعاون استراتيجي متوقع بين تركيا وقطر والأردن والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن كل شخص يعلم مدى تأثير الهجمات الجوية الضعيف للقوات المتحالفة الذي لا يتوقع أن يحدث تغيير ملحوظ في
سوريا.
وتذكر الصحيفة بأن نائب رئيس الحكومة التركية، قال في تصريحه بانه "تعلمون جيداً بأن هناك دعم سياسي قوى من تركيا اتجاه قوى المعارضة الشرعية والقومية التركمانية في سوريا، ولكن للأسف التطورات الأخيرة في سوريا أعطت إشارة عاجلة لتركيا بسرعة التحرك في المنطقة، وفي هذا الخصوص تم وضع الكثير من الاحتياطات العسكرية على الطاولة لمناقشتها لتوفير الحماية لأمن تركيا القومي، وخلال هذه المناقشات تم التشاور بجميع الإجراءات التي سيتم تنفيذها من أجل توفير الأمن لتركيا، بعضاً من هذه الإجراءات تُنفذ الأن على أرض الواقع، خلال هذه التشاورات تمت مناقشة المواضيع المتعلقة باللاجئين السوريين مثل إلى أي حد يمكن قبولهم وماهي التطورات التي يمكن عن تنتج عن قبولهم بهذا الحد، وكما تعلمون اليوم وحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية في الفترة الأخيرة تم استقبال أكثر من 18 ألف لاجئ جديد لجؤوا لتركيا، جميع أجهزة الدولة تناقش السيناريوهات المُحاكة من وراء ارتفاع عدد اللاجئين بهذا الشكل خلال أقل من يومين".
وتورد الصحيفة بأنه وفي رد على سؤال لاحدي الصحفيين فيما يخص بقدرة تركيا المتوقعة في استقبال اللاجئين، قال أرينتش "موضوع استقبال اللاجئين ليس موضوع نرغب به كثيراً، حيث أننا ننظر للموضوع نظرة إنسانية، في أول فوج للاجئين السوريين تم وضع أرقام محددة لهم ولكن مع مرور الوقت تبين بأن هذه الأرقام كلها خاطئة، لأن لا يوجد أحد منا توقع حجم الظلم الذي سيقوم به "القاتل بشار" من خلال قتله للأطفال والشيوخ والمرضى، وعلى الرغم من وصول أعداد "المهاجرين" إلى أرقام خيالية إلا أننا مازلنا نحافظ على عادة أجدادنا، التي لا تُغلق الباب في وجه من يريد المساعد، وسنستمر في استقبال اللاجئين المحتاجين لملاذ أمن يأويهم".
الحكومة التركية في اجتماعها الأول بعد الانتخابات
نقلت صحيفة "ستار" في خبر لها عن نائب رئيس الحكومة التركية "بولنت أرينتش" قوله إن الحكومة الحالية في اجتماعها الأول، بعد انتخابات 7 يونيو، تمت ضمن العملية الدستورية وبأنه سيتم إجراء انتخابات رئاسة البرلمان أيضاً ضمن العملية الدستورية. وأكد أرينتش أن "أعمال تأسيس الحكومة ستستمر بسرعة وسيتم إنهائها بأسرع وضع".
وأضاف أرينتش "أتمنى أن تنتهي أعمال تأسيس الحكومة الجارية بنجاح، وأتمنى أن تستمر دولتنا بالنجاح والتقدم في العهد الجديد مع الحكومة الجديدة، وأرجو من الله بأن تكون نتائج هذه الأعمال جيدة وخيرة لشعبنا العزيز".
الاكراد بعد الانتخابات التركية: فوضى الجبل
ذكرت صحيفة "صباح" في خبر لها حول خط الانقسام بين المتمردين الأكراد في جبل "قنديل" ومنطقة "إيمرالي" فأن حزب الشعوب الديموقراطي الكردي، ترك بين خطي نار، فبعد ان أرسل طاقم حزب العمال الكردستاني "الإرهابي" المتمركز على جبل قنديل، تعليمات إلى حزب الشعوب الديموقراطي،" بضرورة القدوم للجبل في أقصر وقت ممكن"، لتقييم نتائج الانتخابات الأخيرة.
وبحسب الصحيفة فإن إدارة حزب الشعوب الديموقراطي، المُتلقي أمر القدوم، للصعود للجبل، ومن الممكن جداً لإدارة حزب الشعوب الديموقراطي، المكونة من رئيس الحزب صلاح الدين داميرطاش وفيجان يوكس داغ ورؤساء الكتلة البرلمانية للحزب برفين بولدان وإدريس بالوكان، تستعد للنظر لحين صدور إذن لها بزيارة الزعيم الكردي عبد الله وجالان في سجنه وفي حين لم يتم صدور الإذن فإنها على الفور ستغير طريقها باتجاه الجبل، وفي الوقت الحالي يتم تقييم الانقسام الدائر بين جبل قنديل وجزيرة إيمرالي من قبل إدارة حزب الشعوب الديموقراطي.
وبحسب الصحيفة فإنه يبدو خط حزب "الشعوب والديمواقراطي - إيمرالي" قد انقطعت حباله مع "جبل قنديل". ويوضح المشهد بأن جبل قنديل لن ينفذ قرار أجولان الداعي لترك السلاح، وقال متمردو قنديل بأن "قرار ترك السلاح يرجع لنا لأننا نحن أصحابه"، وبذلك يقطع المتمردون فيه الطريق أمام حزب الشعوب الديموقراطي الذي كان يتوقع التفاوض مع قنديل "على ترك السلاح والعودة من عنده بتوافق".
وتشير الصحيفة إلى أن تصريح المتمردين الأكراد في قنديل الذي جاء فيه بأن "حزب الشعوب الديموقراطي ليست الحزب القانوني لحزب العمال الكردستاني"، يبين مدى تعنت قنديل اتجاه حزب الشعوب الديموقراطي الذي لا يعتبره ممثله الرسمي، وبعد فوز حزب الشعوب الديموقراطي بتخطيه للسقف الانتخابي من خلال "أصوات الأمانة" خرج قنديل وقال "هذه الأصوات ليست أمانة، ويمكن سحبها".
عن معاني رمضان أنقرة
أوردت صحيفة "يني شفق" في خبر لها بأن محافظ أنقرة "محمد كيليجلار"، طالب مساعديه ومحافظي الأحياء ومدراء المؤسسات العامة والخاصة، بأن يظهروا الاعتناء الكامل وعلى جميع المستويات في إطار معاني شهر رمضان الكريم.
وأكد كيليجلار، من خلال التعميم الذي نشره بخصوص شهر رمضان، بأنه على ثقة تامة بأن جميع زملائه في سيقومون بالعمل الكامل بخصوص ترسيخ معاني شهر رمضان الكريم الداعية إلى زيادة الأعمال الخيرية والتعاونية والداعمة للمسامحة والمحبة والمؤكدة لمعاني الإخوة والصداقة والوحدة.
وتورد الصحيفة بأن كيليجلار، الذي أعلن بأنه، خلال رمضان، سيتم زيارة المشافي والسجون ودور العجزة ومأوي الأطفال وغيرها الكثير من الأماكن المشابهة التي سيتم زيادة الاهتمام بها خلال الشهر الفضيل، قال في تصريحه "ستعمل جمعيات وأوقاف المساعدة والتعاون الاجتماعية في جميع المدن والأحياء، خلال شهر رمضان، على جعل مساعداتهم منتشرة ومستمرة وفاعلة اتجاه الفقراء والمحتاجين. وكما أننا نخطط بناء مطابخ خيرية تمول من قبل المواطنين ذو القدرة على إعطاء الزكاء والصدقة، وستعمل هذه المطابخ على توفير وجبات إفطار يومية للفقراء والمحتاجين في جميع أنحاء أنقرة".
وبحسب الصحيفة فإن كيليجلار، من خلال تعميمه الإداري، دعا المسؤولين والمدراء في الدولة بالابتعاد عن الترف والبذخ من خلال اقامتهم ولائم تجمع نظرائهم فقط وأن يتجهوا إلى تخصيص هذه الولائم للفقراء والمحتاجين واليتامى والعجزة وجميع الفئات المحتاجة ليكتب لهم الخير والإحسان خلال الشهر الفضيل".
وأشار كيليجلار،" أنه في ظل الأوضاع التي تعيشها أمتنا، فإني على ثقة تامة بأن شهر رمضان القادم سيكون مغاير لأشهر رمضان السابقة من حيث زيادة اتجاه مشاعر الناس المقتدرة إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين والعجزة، ليكون أداء المسلمين في رمضان المقبل أكثر ملائمة لمعاني الخير والإحسان التي يدعو إليها شهر رمضان الفضيل".