تكبدت
إسرائيل خسائر باهظة من جراء سلسلة الحروب الفاشلة على قطاع
غزة، وبفضل المقاومة الشرسة من جانب
الفلسطينيين، حيث أصبحت العديد من المدن الاسرائيلية في مرمى صواريخهم، وقد انزلق الاقتصاد الاسرائيلي إلى خسائر كبيرة خلال الأعوام القليلة الماضية لتتكشف الحقائق تدريجيا في الوقت الراهن.
وتبين من تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إسرائيل هوت خلال العام الماضي 2014 بنسبة 46%، أي أن أعدادا كبيرة من المستثمرين الأجانب هربوا بأموالهم، وأنفسهم من إسرائيل نتيجة تدهور الوضع الأمني، وعدم قدرة حكومة الاحتلال التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية، فضلا عن الكساد الكبير الذي دب في الأسواق الاسرائيلية منذ الحرب الأخيرة على القطاع.
وبحسب التقرير الأممي المستقل والذي استعرضته جريدة "يديعوت أحرونوت" فإن 6.4 مليار دولار تدفقت على إسرائيل خلال عام 2014 بينما كان إجمالي المبالغ التي استثمرت في عام 2013 حوالي 11.8 مليار دولار – بما يمثل انخفاضا قدره 46%.
ويقول التقرير إن الاستثمارات الأجنبية المباشرة لإسرائيل في الخارج انخفضت أيضا من 4.67 مليار دولار في عام 2013 إلى 3.97 مليار دولار، أي بنسبة انخفاض قدرها 15%، وهذه الأرقام أقل بكثير من الأرقام المقابل لها في عام 2007 وفي عام 2005، أي قبل سلسلة الحروب التي أرادت إسرائيل تدمير قطاع غزة بها.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت العبرية عن الدكتورة روني مانوس التي تعمل في كلية الإدارة، وهي واحدة من مؤلفي التقرير: "نعتقد أن السبب في الانخفاض في الاستثمارات في إسرائيل يعود إلى عملية الجرف الواقي، وإلى المقاطعة التي تتعرض لها إسرائيل"، وطبقا لما تقوله، فإن هذه مجرد تخمينات من شأنها أن تفسر الانخفاض الحاد، ولكن هناك سبب آخر: "في الماضي كانت هناك تعاملات ضخمة مثل مشروع تصنيع المعادن "وايز و إسكار"، والتي حسنت من معدلات الاستثمار، أما خلال العام الماضي فلم يكن هناك ما يكفي من مثل هذه الصفقات".
وتقول الصحيفة الاسرائيلية إن تعرض المواقع الحكومية والبنى التحتية والمؤسسات العسكرية والشركات الكبرى حول العالم مؤخرا لهجمات سيبرية (من خلال الإنترنت) أدى إلى ارتفاع كبير ومفاجئ في الاستثمار في أمن المعلومات والاتصالات، وأثبت أن إسرائيل باتت قوة عظمى في مجال الإنترنت.
ويشير تقرير الأمم المتحدة للاستثمار العالمي إلى أن إسرائيل لديها تفوق نسبي في هذا المجال ويمكن اعتبارها قوة عظمى في مجال الإنترنت.
يشار إلى أن أبرز شركة إسرائيلية في مجال أمن المعلومات هي "تشيك بوينت سوفتوير تكنولوجيز ليمتد"، والتي تقدر قيمتها السوقية في البورصة بما يقارب 15 مليار دولار.
وكانت إسرائيل قد شنت ثلاثة حروب ضد قطاع غزة كانت في كل مرة تحاول إسقاط حكم حركة المقاومة الإسلامية حماس من القطاع، إلا أنها فشلت في حروبها الثلاثة، فيما تتباين تقديرات الخبراء الاقتصاديين بشأن خسائر إسرائيل من جراء الحروب وتكاليفها، حيث يمثل هبوط الاستثمارات الأجنبية مجرد جانب من الخسائر وليست الخسائر بأكملها.