يتجه
التيار الوطني الحر، أحد أهم ممثلي المسيحيين في فريق الثامن من آذار الذي يتزعمه
حزب الله، إلى تصعيد سياسي جديد، على خلفية ما يقول إنه استهداف للمسيحيين وتهميش لدورهم، وذلك بعد الخلاف الذي نشب بين وزراء التيار، وبين رئيس الحكومة تمام سلامة، في جلسة الحكومة التي عقدت قبل يومين.
عنوان الخلاف مع تمام؛ كان على خلفية إقرار بند تصدير المنتجات الزراعية، حيث رفض وزراء التيار الموافقة عليه، مطالبين بالتوافق الكامل بشأنه، وهو ما رد عليه سلام بأنه "يمارس صلاحياته الدستورية، ولن يسمح لأحد بأن يتحدّاه، أو يتحدّى مجلس الوزراء"، في حين نقلت وسائل إعلام أن سلام رفع جلسة الحكومة غاضبا.
انقلاب على الدستور
واعتبر النائب عن التيار إبراهيم كنعان، ما حصل في مجلس النواب "انقلابا على الدستور والميثاق والشراكة"، ملمحا إلى تصعيد قريب للتيار بالقول: "قررنا أن نقول لا لوضع اليد على الحقوق؛ لأننا نرفض أن نكون شياطينا خُرسا".
ورأى كنعان خلال حديث مع قناة "أل بي سي" صباح السبت أن "من يعطّل المؤسسات هو من يرفض العودة إلى الناس على مدى سنوات"، في إشارة الى استمرار شغور منصب الرئاسة، في ظل الخلاف المتصاعد بين فريقي الرابع عشر والثامن من آذار بشأنه، وبشأن ملفات أخرى "فشلت" الحكومة الحالية بتجاوزها منذ عدة أشهر.
معركة جديدة
من جهتها؛ قالت صحيفة الأخبار المحسوبة على حزب الله، إن التيار الوطني الحر يسير نحو معركة جديدة "عنوانها يتعدّى رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش، إلى استعادة حقوق المسيحيين"، وفق تعبيرها.
ونقلت "الأخبار" عن نواب ووزراء من التيار قولهم، إن "ما بعد جلسة الحكومة الأخيرة؛ ليس كما قبلها"، وإن التيار مقبل على خطوات لمواجهة "الإقصاء والعزل اللذين يتعامل بهما بعض أطراف الحكومة معنا"، على حد قولهم.
وأضاف النواب والوزراء الذين لم تسمّهم الصحيفة، أن لدى التيار الحر توجها لتنفيذ "تحركات شعبية قد تصل إلى حد إعلان
الاعتصام المفتوح في موقع حساس ومؤثر؛ قد يكون محيط السرايا الحكومية مثلا"، بالإضافة إلى أنه "قد يجري حصار مرفأ ومطار
بيروت بحشود من العونيين".
خطر وجودي
وكان زعيم التيار الوطني الحري
ميشال عون، قال مساء الجمعة خلال لقاء حزبي، إن "ما حصل بالحكومة، وما قد يحدث الأسبوع المقبل؛ يستوجب منا ردة فعل قوية، فكرامتنا أكبر من الأزمة، ونحن مدعوون للنزول إلى الشارع، وندعو
اللبنانيين إلى النزول معنا، وبصورة خاصة المسيحيين".
وأضاف: "إننا اليوم مدعوون إما للسكوت والاضمحلال، أو للتهجير بالسيف، واليوم يحاولون وضع اليد على المواقع المسيحية في الدولة، حتى لا يعود هناك مرجعية فاعلة".
وتابع: "نحن معرضون لخطر الوجود ممن حملناهم على أكفنا، حيث إننا تحملنا كل التعب حتى تألفت حكومة ظننّا أنها ستعيد الطمأنينة، ولكن تبين أنها ستبشّرنا بالخراب، وخصوصا للمسيحيين".
وتجدر الإشارة إلى أن المسيحيين في لبنان منقسمون سياسيا ما بين فريقين: الأول هو الرابع عشر من آذار، بقيادة
تيار المستقبل، ويضم حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجج، أحد المرشحين لمنصب الرئاسة، وحزب الكتائب بقيادة سامي الجميل. والثاني هو فريق الثامن من آذار، بقيادة حزب الله، ويضم التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون الذي يرشحه حلفاؤه للرئاسة، بالإضافة إلى تيار المردة بزعامة سليمان فرنجية.