غاب وزير الدفاع المصري
صدقي صبحي عن مشاركة رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي زيارته لشمال
سيناء، السبت، في وقت رافقه في الزيارة صهره رئيس الأركان محمود حجازي، وكان هذا الأخير رافق صبحي في زيارة جرحى هجمات سيناء، الخميس، وهي الزيارات التي غاب عنها السيسي.
وقال مراقبون إن الزيارات المنفصلة لكل من السيسي وصبحي سواء لسيناء، أو للجرحى بالمستشفيات، مع غياب السيسي عن حضور اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الأربعاء، وترؤس صبحي له، وكلها أمور لم تكن معهودة، منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، حيث ظلا يظهران جنبا إلى جنب كل الفترة السابقة.
وأشاروا إلى أن ظهور السيسي بالزي العسكري لأول مرة منذ إعلانه ترشحه للرئاسة في آذار/ مارس عام 2014، يعزز الاعتقاد بوجود خلافات عميقة بين الرجلين، على خلفية الصراع بينهما على السيطرة على الجيش، ومقدراته.
وأضافوا أن السلطة الفعلية على الجيش هي بيد وزير الدفاع فعليا، لكن السيسي يسيطر على الإعلام وإدارة الشؤون المعنوية، وبالتالي تركز الصحف على تحركاته، وتضعها بالصفحات الأولى، بينما تتجاهل تحركات وزير الدفاع، وتضعها باقتضاب في الصفحات الداخلية.
لكن تطورا طرأ على المشهد، وهو وصف صحيفة مرتبطة بأجهزة المخابرات المصرية صدقي صبحي بالمقاتل، بل مارست لغة التعظيم مع توجيهاته وزياراته الدولية، وهو تفخيم ليس بريئا من صحيفة محسوبة على تلك الجهات سيادية.
وظهر السيسي بالزي العسكري في أحد الكمائن، بشمال سيناء صباح السبت، وزار مركز عمليات عناصر القوات المسلحة بشمال سيناء، وتفقد الأسلحة التي ضبطتها خلال معارك الشيخ زويد. وحرص على إلقاء كلمة قال فيها: "حضرت لتقديم التحية لأبطال القوات المسلحة تقديرا لهم".
وذكرت تقارير صحفية أن السيسي حاول الإطاحة بصبحي عبر إقناعه بالتخلي عن منصبه طواعية، على أن يتولى منصبا استشاريا عاليا في مصر، إلا أن صبحي كان أوعى من السيسي عندما رفض جميع العروض المتعلقة بالمناصب الأخرى، متمسكا بمنصبه كوزير للدفاع، وهو المنصب الذي يبدو أنه يخطط لأن يبقى فيه حتى مغادرته إلى قصر الاتحادية، كما فعل السيسي.
وزير دفاع "المقاتل"
في سابقة هي الأولى من نوعها، نشرت صحيفة "فيتو" القريبة من جهاز المخابرات، تقريرا الجمعة، بعنوان: "صدقي صبحي وزير دفاع بدرجة مقاتل"، أشادت فيه بالسجل العسكري والسياسي لصبحي.
وقالت الصحيفة: "عقد الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع، العديد من المباحثات، وشاركت القوات المسلحة في تدريبات عدة، إلى جانب توقيع بروتوكولات تعاون مع عدد من الدول لتوطيد قوة مصر العسكرية الضمانة الحقيقية لحفظ الأمن الداخلي والخارجي للبلاد".
وأضافت: "حرص القائد العام منذ اليوم الأول لتوليه المهمة، تأكيد الهيبة العسكرية المصرية، وتجهيز القوات المسلحة لتكون جاهزة للذود عن هذا الوطن، وحماية أبنائه".
وتابعت: "يؤكد القائد العام، في إطار البيانات الرسمية التي تصدر عن المؤسسة العسكرية، أن القوات المسلحة حريصة على توفير كل الإمكانات لتنمية قدرات وملكات أبنائها على مواجهة المواقف والتحديات، وفقا لأرقى مستويات المعرفة والتحديث في كل منظومات الدفاع والقتال داخل المنشآت والمعاهد التعليمية".
وقالت: "أجرى القائد العام للقوات المسلحة، العديد من المباحثات سواء الداخلية والخارجية منها "إيطاليا، الصين، روسيا، باكستان، اليونان، الصين، الإمارات، والسعودية".
وأشارت إلى أن تلك الزيارات التي قام بها القائد العام، تهدف إلى تبادل الخبرات في العديد من المجالات، وأنه تم تبادل الرؤى تجاه ما تشهده المنطقة من متغيرات وانعكاساتها على الساحتين الإقليمية والدولية، وكذلك التفاهم حول زيادة أوجه التعاون المشترك في مجالات الدفاع ونقل وتبادل الخبرات العسكرية والتدريب بين القوات المسلحة وتلك الدول.
واستطردت: "استمرارا لعطاء القوات المسلحة بتوجيهات من القائد العام، أجريت المناورة "بدر 2014"، الاستراتيجية التعبوية".
غموض وانضباط
وصبحي هو وزير الدفاع رقم 45 في تاريخ مصر الحديث، ومعروف وسط ضباط وجنود الجيش بـ"الانضباط الصارم"، ونشرت صحف محلية مصرية معارضة للانقلاب العسكري، أنه أكثر دموية من قائد الانقلاب نفسه، إذ وقف وراء اقتراح فض اعتصام "رابعة" بالقوة، بالرغم من التوقعات بمقتل الآلاف في العملية.
وينقل عنه أنه أكثر تشددا في مسألة المصالحة مع "الإخوان المسلمين"، وأنه يحذر من إعطاء الإسلاميين أي فرصة للعودة والاندماج مرة أخرى في الحياة السياسية.
وتحدثت وسائل إعلام مصرية بأنه بعث بمندوبين ورسائل إلى عدد من دول المنطقة الفاعلة، إضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين لاستمزاج الآراء في ما إذا كان هو شخصيا يمكن أن يكون جزءا من أي حل مستقبلي للأزمة الراهنة في مصر، وسط حديث عن حالة من التململ وعدم الرضا التي تتوسع في صفوف الجيش بسبب الأوضاع التي تسبب بها السيسي للبلاد.
والفريق أول صدقي صبحي سيد أحمد، المولود عام 1955 في مدينة منوف، محافظة المنوفية، يشغل حاليا منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي خلفا للمشير عبد الفتاح السيسي الذي استقال من منصبه للترشح في الانتخابات الرئاسية.
وعند توليه منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة كان من أبرز اهتماماته الكفاءة القتالية واللياقة البدنية لبناء الفرد المقاتل القادر على أداء المهام المكلف بها تحت مختلف الظروف.
وفي تموز/ يوليو عام 2013، شارك مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الإطاحة بالرئيس المنتخب مرسي.