نشطت الكنائس
المصرية هذا العام، بشكل غير مسبوق، في تقديم شنط رمضان، وتنظيم الإفطارت الجماعية للصائمين، تحت لافتة الوحدة الوطنية، في تجاهل تام من سلطات الانقلاب للنشاط التنصيري الذي تنطوي عليه تلك الأنشطة، التي تستغل حاجة فقراء المسلمين، وغياب الإسلاميين بغياهب السجون، في ممارسة أنشطتها التنصيرية التي استهدفت السياسيين أيضا.
ومنذ بداية شهر رمضان، والشوارع تشهد انتشار عدد من شباب الكنيسة عند الإفطار بالمشروبات والمأكولات والتمر والمياه والعصائر، لتوزيعها على الصائمين في الشوارع.
وأمام كنيسة الأنبا أنطونيوس في شبرا، اعتادت مجموعة من طالبات الثانوية القبطيات، منذ بداية رمضان، الوقوف بزي موحد عند أذان المغرب، لتوزيع التمر والعصائر على المارة.
وقام شباب وشابات كنيسة العذراء مريم الوجوه، بشبرا، بتوزيع الوجبات على المسلمين عند الإفطار، وكذلك فعل شباب كنيسة مار جرجس بألماظة.
كراتين وشنط واستهداف للطلاب
ولم يقف نشاط الكنائس المصرية عند الفقراء، بل وصل إلى أئمة المساجد، المعروف عنهم ضعف رواتبهم، فقام ديرا (الأنبا أنطونيوس) و(الأنبا بولا) بمركز ناصر في بني سويف، بتسليم 315 كرتونة مواد غذائية تحتوي على كميات من السكر والشاي والزيت والسمن والفول والأرز والمكرونة والعدس، إلى أئمة المساجد، بغية تسليمها للأسر الفقيرة من المسلمين.
كما نشط آحاد المسيحيين المصريين، والقسس، في التقرب من فقراء المسلمين بتقديم "شنط رمضان"، فقام موجه الدين المسيحي ومدير مدرسة عمرو بن العاص بطنطا، بتجهيز مائة شنطة رمضانية، وقام بتوزيعها على مئة أسرة مسلمة، بأحياء الكفور القبلية بمدينة طنطا.
وظهرت مبادرة شبابية تحمل اسم "أحبك أخي المسلم"، شهدت قيام عدد من الشباب القبطي بتوزيع كرتونة رمضان على فقراء المسلمين.
وقال القس نادى لبيب: "باعمل إفطار شهري صباحا كل شهر للوحدة الوطنية"، وفق قوله.
وبالقرب من ميدان التحرير، نظمت الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة إفطارا غالبية أيام شهر رمضان، وتولى ذلك فريق عمل من شباب الكنيسة.
وقال عضو مجلس إدارتها، القس فوزي وهيب: "نقدم في المائدة ما يتراوح بين 200 و250 وجبة، ويستفيد منها كل عابر سبيل من سائقي التاكسي والباعة الجائلين والعائلات، بحضور عدد من القساوسة والخدام بالكنيسة".
وفضلت الكنيسة الإنجيلية ببنها، بمحافظة القليوبية، تنظيم حفل سحور رمضاني.
وفي المنيا، قال أسقف المنيا، الأنبا مكاريوس، إنه سلم شيكا بمبلغ مالي، لم يكشف عن قيمته، إلى محافظ المنيا ليوزعه على الفقراء، بدلا من إقامة موائد الوحدة الوطنية، وفق قوله.
واستهدفت إفطارات الكنائس أيضا الشاب وطلاب الجامعات، فنظمت كنيسة دمياط مائدة إفطار لعدد من طلاب كلية التجارة بدمياط.
وكتب المحامي ممدوح إسماعيل عبر "فيسبوك" تعليقا على هذا الإفطار قائلا: "اعتقال وإعدام الشيوخ والعلماء وسجن 50 ألف مسلم.. كي تقوم الكنيسة بتنصير المسلمين في رمضان.. إفطار كلية تجارة دمياط.. شبابنا هدف لخطة القسيس زويمر: لا نريدهم مسلمين، ولا نصارى".
توظيف سياسي لإفطارات الكنيسة
وفيما اعتبره مراقبون "توظيفا سياسيا" من قبل الكنيسة لتلك الإفطارات؛ نظمت الكنيسة الأسقفية في الإسكندرية إفطارا رمضانيا تحت شعار إفطار "الوحدة الوطنية"، في نادي المهندسين، بحضور القنصل الأمريكي ستيفن فيكن، والمفوضين للأمم المتحدة بالإسكندرية، وفنانين.
كما نظمت الكنيسة الإنجيلية بمدينة نصر، هذا الأسبوع، إفطارا رمضانيا تحت شعار "إفطار المحبة"، بحضور رئيس الطائفة الإنجيلية، القس أندريه زكي، ووزيرة التطوير الحضري والعشوائيات، ليلى إسكندر، والناشط السياسي الموالي للسيسي، كمال الهلباوي، وأسامة القوصي، وعضو هيئه علماء الأزهر عبد الله النجار، ومظهر شاهين، وعدد من الوزراء والمسؤولين بالدولة، و قساوسة الكنيسة، ورجال الفكر والثقافة والفن، وفق الكنيسة.
ويتزامن الاحتفال بشهر رمضان هذا العام، مع الاستعداد لإجراء الانتخابات البرلمانية المزمعة، وأعلن عدد من رجال الأعمال الأقباط، من المرشحين لخوض تلك الانتخابات، إقامة موائد إفطار في رمضان.
وأعلن حزب "المصريين الأحرار" بقيادة رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس، تنظيم عدد من "موائد الإفطار الجماعية" لمرشحيه في مناطق عدة بالمحافظات، وذلك في تعتيم إعلامي واضح، وتوجيه لها في الإطار الذي يستدر التعاطف مع أولئك المرشحين.