قالت منظمة "هيومن رايتس مونيتور"، إن عددا كبيرا من المعتقلين السياسيين في السجون
المصرية "تم اغتصابهم بشكل كامل من قبل ضباط وعساكر السجن"، بحسب رواية أحد المعتقلين للمنظمة.
ونقلت المنظمة في تقرير لها نشرته أمس الأحد على موقعها الإلكتروني، عن المعتقل الذي لم يُصرَّح باسمه، قوله إن عددا من المعتقلين في
سجن العقرب أُجبروا على الجلوس على أربع كالحيوانات، وقام العساكر "بوضع العصي في أدبارهم كنوع جديد من الإذلال والتنكيل"، مشيرا إلى أن "أنواع
التعذيب المختلفة تقتلهم ببطء يوميا".
وأكدت المنظمة الدولية غير الحكومية، أن المعتقلين يتم تهديدهم باغتصاب زوجاتهم وأمهاتهم وبناتهم أمام أعينهم عند الزيارة شبه الدورية "في حال تفوه أحدهم بكلمة عن الانتهاكات التي يتعرضون لها لأي من
الحقوقيين".
وقالت إن هناك تزايدا في عنف الشرطة المستخدم بحق معارضي السلطات المعتقلين في السجون المختلفة، "دون مساءلة عادلة لأي من الضالعين في تلك الانتهاكات".
ورصدت تعرض المعتقلين إلى "معاملات قاسية، من الضرب المبرح والتعذيب لمحاولة انتزاع اعترافات (...) بالإضافة إلى الاحتجاز في أماكن غير آدمية، والإهمال الطبي، وتردي الخدمات الصحية المقدمة داخل السجون للمعتقلين المرضى بأمراض مختلفة، كالقلب والسرطان، وأمراض أخرى خطيرة"، مشيرة إلى أن هذه "الانتهاكات" أدت إلى وفاة أكثر من 200 معتقل منذ أحداث 30 حزيران/ يونيو 2013.
وأضافت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان "الموت البطيء يلاحق معتقلي سجن العقرب المصري"، أن "الانتهاكات تمارس بشكل شبه يومي في مختلف سجون الجمهورية المصرية، لكن تزيد وطأتها وحدتها على المعتقلين في سجن العقرب الموجود بمجمع سجون طرة".
وتابعت: "وصلت عدة استغاثات متكررة للمنظمة من داخل سجن العقرب ومن أهالي المعتقلين بالسجن، تروي تفاصيل الانتهاكات الممارسة، فقص أحد المعتقلين في عنبر H1 بسجن العقرب؛ أنهم يتعرضون بشكل دوري للضرب المبرح بالعصي والهراوات، كما أنهم يتعرضون للصعق المتكرر بالكهرباء في مختلف أنحاء الجسد، ويزيد في الأماكن الحساسة، بالإضافة إلى تعليق معظم المعتقلين لساعات طويلة في الحائط، وربما تتجاوز تلك المدة عدة أيام".
وأشارت إلى أن عددا كبيرا من الموجودين داخل السجن؛ مصابون بأمراض مزمنة تستوجب إجراء جراحات وعمليات عاجلة، ومتابعة طبية خاصة، "إلا أن إدارة السجن تتعنت في إجراء تلك العمليات"، مشيرة إلى أن "أحد المعتقلين يحتاج بشكل عاجل إلى إجراء عملية قسطرة بالقلب، وتم منعها دون سبب واضح، ما يشكل خطرا على حياته".
وأضافت أن "التعنت" ضد المعتقلين زاد في شهر رمضان، "حيث تم منع جميع الزيارات إلى أجل غير معروف، بالإضافة إلى حرمان المعتقلين من تلقي وجبات الإفطار والسحور في أوقاتها، مع تقليل كميتها بشكل مبالغ فيه، واقتصرت بعض الأيام على تلقي وجبة واحدة فقط"، مشيرة إلى أن الوجبات منعت تماما لمدة ثلاثة أيام عقب اغتيال النائب العام المصري هشام بركات، "ما أدى إلى تدهور صحة المعتقلين بشكل كبير، وخاصة المرضى منهم".
وبينت أن إدارة السجن تقوم بـ"مصادرة الساعات من المعتقلين؛ لمنعهم من معرفة وقت السحور والإفطار، وتجريدهم أيضا من النظارات والأحذية؛ لتترك الزنازين فارغة من كل شيء إلا المعتقلين".
وقالت "هيومن رايتس مونيتور" إنها تواصلت مع أسر بعض المعتقلين بسجن العقرب؛ بهدف الوقوف على الأوضاع داخل السجن، موضحة أنه "طبقا لرواية الأسر؛ فإن المعتقلين يتعرضون للتهديد المستمر بالتصفية المباشرة، ويقوم ضباط السجن بتهديدهم بالقتل، وأخبروهم عن قتل القوات الأمنية لتسعة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المعارضة للسلطة داخل شقة سكنية قبل أسبوعين، وهددوهم بأن يلقوا المصير نفسه في القريب العاجل".