يعاني أهالي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، شحا كبيرا في المياه، بسبب قطع
النظام السوري للكهرباء والمياه عن المنطقة، عقب سيطرة قوات المعارضة عليها قبل عامين وحتى الآن، ما اضطر السكان للاعتماد بشكل أساسي على مياه الآبار في المنطقة، واستخدامها للشرب والتنظيف على حدّ سواء، رغم الأخطار الصحية التي تنطوي على ذلك.
إلى جانب ذلك، تحولت مسألة نقل المياه من الآبار للبيوت، إلى معاناة يومية لسكان المنطقة، البالغ عددهم 700 ألف نسمة، وأصبحت الشغل الشاغل لهم ولأطفالهم، حيث يقومون يوميا بعدة جولات لجلب ما يكفيهم من المياه.
وحسب وكالة الناضوب فإن عملية نقل المياه في مديني "كفربطنا" و"دوما"، تتم عبر استخدام الآواني المنزلية في، ويلجأ البعض إلى استخدام العربات، لنقل أكبر كمية ممكنة من المياه.
وقال "أحمد المصري"، عضو المكتب الطبي الموحد في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، إن "معظم مياه الآبار التي حفرها الآهالي لتعويض شح المياه، غير صالحة للشرب، وقد سجّل مكتب الإحصاء في المكتب الطبي للغوطة الشرقية، ما يزيد عن 750 حالة إصابة بين السكان، بمرض (فيروس) التهاب الكبد الوبائي (A)، وهو مؤشر صحي خطير قد ينعكس على أهالي الغوطة بأكملهم"، مشيرا إلى أن مكتب الإحصاء والمراكز الطبية المحلية، سجل أيضا العديد من حالات الإسهال الشديد، وآلام البطن، بسبب الشرب من مياه الآبار.
وأضاف المصري: "أن قصف النظام على الغوطة الشرقية، أسهم في تعطيل شبكة المياه وتخريب أجزاء منها، ما عمق من الأزمة"، مناشدا الأمم المتحدة بالتدخل إزاء الخطر المحدق بسكان الغوطة.
يشار إلى أن غوطة دمشق، عبارة عن مساحة واسعة من البساتين والأراضي الزراعية، تحيط بالعاصمة السورية عبر التاريخ، وشكّلت ضواحيها في العصر الحديث. ويتبع قسم من الغوطة لمحافظة دمشق، فيما يتبع القسم الأكبر لمحافظة ريف دمشق، وتنقسم الغوطة إلى قسمين متصلين، هما الغوطة الغربية والغوطة الشرقية.
تضم الغوطة الغربية عدة مناطق في العاصمة وريفها أبرزها؛ "الربوة"، و"المزة"، و"كفرسوسة"، و"داريا"، و"ببيلا"، و"صحنايا" و"الأشرفية". فيما تضم الغوطة الشرقية، مناطق أبرزها؛ مدينة "دوما"، و"جرمانا"، و"المليحة"، و"عقربا" و"كفربطنا"، و"عربين".
يعيش سكان الغوطة أوضاعا معيشية صعبة، بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل النظام السوري، منذ سيطرة قوات المعارضة على مناطق الغوطة قبل أكثر من عامين، وفقد عدد منهم حياته بسبب الجوع، فيما توفي آخرون بسبب موجات البرد، لانعدام وسائل التدفئة والمحروقات، والأمراض بسبب ضعف الرعاية الصحية وعدم توفر الأدوية اللازمة.