إستنفرت تصريحات الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا
ساركوزي بخصوص مستقبل
الجزائر، الطبقة السياسية، بهذا البلد، حيث شجبت قيادات حزبية، ما ورد على لسان ساركوزي، واعتبرته إهانة من جهة ومن جهة ثانية، رغبة في الزج بالجزائر في أتون الفوضى.
وكان الرئيس الفرنسي السابق، أشار في زيارته لتونس، الثلاثاء الماضي، أن وقوع تونس بين ليبيا و الجزائر، خطر عليها، وأضاف أن "تونس لم تختر موقعها"، بإيحاء منه على أن الخطر الإرهابي على تونس يأتي من الجزائر وليبيا، كما قال أنه يجهل مستقبل الجزائر.
وقال أحمد قوراية، رئيس حزب "جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة"، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأربعاء "إن تصريحات نيكولا ساركوزي بمثابة استفزاز وتطاول على الجزائر، حكومة وشعبا"، وتابع "لا نستغرب مثل هذه التصريحات لكون ساركوزي أبان في وقت سابق عن عنصريته المقيتة تجاه الجزائريين والمسلمين عموما بدليل تضييقه على المهاجرين الأفارقة والعرب الذين ذاقوا مرارة العيش بفرنسا منذ توليه مقاليد الحكم".
وأضاف قوراية قائلا " الرئيس السابق لفرنسا، هو من خرب ليبيا، وانقلب على القذافي الذي مول حملته الانتخابية بفرنسا، ويريد اليوم بهذا التصريح الاستفزازي أن يوصل رسالة بأن الجزائر ستكون مثل ليبيا".
ودعا قوراية الجزائريين إلى "الالتفاف حول جيش التحرير الذي يسعى إلى حماية الجزائر من التحرشات والتهديدات الخارجية، وأن يكونوا أكثر يقظة"، داعيا إلى "توطيد أكثر للعلاقات بين تونس والجزائر لمواجهة فلول الجماعات الإرهابية التي باتت تهدد استقرار".
وتطرح تساؤلات حيال ما بنى عليه الرئيس الفرنسي السابق، موقفه تجاه الجزائر، -وإن كان ليس بجديد-، لكن مقتل 11 جنديا جزائريا الخميس الماضي، بمحافظة عين الدفلي غربي العاصمة، ربما كان مستند ساركوزي بإطلاق حكمه على مستقبل الجزائر، خاصة وأن البلد عرف هدوء أمنيا لسوات طوال جراء تبني السلطة المصالحة الوطنية.
وعقد الأربعاء،
مؤتمر دوليا حول محاربة الإرهاب و
التطرف، في العاصمة الجزائر، بمشاركة 55 دولة، وقال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، الجزائري عبد القادر مساهل، إن "الحل لمحاربة التطرف والإرهاب والتدفق المتزايد للمقاتلين ضمن التنظيمات الإرهابية والمنحدرين من عدة دول، هو الابتعاد عن الحلول التي يمكن أن تحول التهديدات إلى بؤر نزاعات جديدة ومناطق تقل فيها إمكانية فرض النظام والمحافظة على الأمن، وإيجاد حل للتكفل بالمقاتلين العائدين من مناطق النزاع".
وكان مساهل يشير إلى أن الحل العسكري لا يعد الأنجع دائما، وأن الحوار كثيرا ما ساعد على حقن الدماء، ملمحا إلى أن قانون المصالحة الوطنية سيمس الجزائريين المقاتلين ضمن تنظيم الدولة "داعش".
ومن جانبه، أكد المستشار لدى رئيس الجمهورية بالجزائر، كمال رزاق بارة، أن "تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب صالحة للجزائر فقط، وفي ظروف معينة عاشتها خلال التسعينيات"، كاشفا أن "السلطة لا تملك نية في أن تجعل من تجربة محاربة الإرهاب مثالا لأي جهة، إلا أنه يمكن للدول أن تستلهم منها الأدوات التي تمكنها من مواجهة الإرهاب الذي يملك قدرة على التكيف والتطور".
وأشادت رئيسة الوفد الأمريكي المشارك، بيج الكسندر، بتجربة الجزائر "الكبيرة" في مكافحة الإرهاب والتطرف، داعية إلى ضرورة التنسيق بين البلدين في المجال الاستخباراتي، وشددت على أهمية أخذ تحذيرات "داعش" بعين الاعتبار" لأن جميع الدول مهددة".