نفي المرشد العام للإخوان المسلمين في
مصر، محمد
بديع، وجود أي
مفاوضات حالية لعقد مصالحة بين الجماعة ونظام الانقلاب، مؤكدا توقف جميع المساعي لتسوية الصراع بين الطرفين منذ أكثر من عامين.
وشدد مرشد
الإخوان على أن الأخبار التي يتم تداولها بين الحين والآخر حول مبادرات سياسية للمصالحة ليست إلا وهم يروجه النظام الحاكم لخداع معارضي الانقلاب وإحداث وقيعة بين شباب الإخوان وقادتهم.
جاء ذلك في تصريحات نقلها أحد شباب الإخوان المحبوسين في سجن طرة بالقاهرة على ذمة قضية متهم فيها مع مرشد الإخوان وأعضاء أخرين بالجماعة، وتحدث لـ"عربي21" بعد أن التقى "بديع".
وأوضح الشاب -الذي رفض ذكر اسمه لاعتبارات أمنية- أنه قابل مرشد الإخوان يوم 15 يوليو الجاري، مع مجموعة أخرى من المتهمين، وأن "بديع" نفى لهم بشكل قاطع وجود أي تفاوض مع النظام الحالي.
وأضاف أن آخر محاولة للوساطة كانت تلك التي قامت بها كاثرين آشتون مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي سابقا مع الرئيس محمد
مرسي بعد أيام قليلة من الإطاحة به في الثالث من يوليو عام 2013، ومنذ ذلك الحين لم تتدخل أي جهة محلية أو أجنبية بشكل حقيقي لإيجاد حل للأزمة التي تعصف بالبلاد.
وكانت آشتون قد التقت الرئيس مرسي في مكان احتجازه غير القانوني في قاعدة "أبو قير" البحرية بالإسكندرية، نهاية شهر يوليو 2013، وحاولت إقناعه بالتنازل عن الحكم طواعية، وفض اعتصام أنصاره في ميدان رابعة العدوية، مع وعد منها بمنح الإخوان فرصة جديدة للعمل السياسي، وإدماجهم في النظام الجديد الذي تشكل بعد الانقلاب، وعدم ملاحقتهم أمنيا، وهو ما رفضه مرسي، وأكد تمسكه باختيار الشعب المصري له أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.
غموض حول التمسك بشرعية مرسي
وأكد مرشد الإخوان لباقي المحبوسين معه -ومن بينهم عدد من قيادات الجماعة- أثناء نظر القضية أن الإخوان أعلنوا مرارا موقفهم الثابت حيال أي مبادرة لحل الأزمة، موضحا أن أي اتفاق يجب أن ينص صراحة على عدم التفريط في القصاص للشهداء والتمسك بالإفراج عن كافة المعتقلين".
لكن الملفت في حديث مرشد الإخوان أنه لم يذكر أي إشارة لعودة الرئيس مرسي إلى منصبه أو تمسك الجماعة بالشرعية، كما ظل يردد طوال العامين الماضيين، دون تأكيد هل يحمل هذا التصريح تغيرا في موقف الإخوان أم لا.
وبحسب الشاب الذي تحدث لـ"عربي21" من داخل محبسه، فإن مرشد الإخوان وباقي قيادات الجماعة بدوا -خلال الجلسة وبعدها- هادئين مبتسمين، على الرغم من الحكم على عدد منهم بأحكام قاسية وصلت إلى الإعدام والسجن المؤبد في قضايا أخرى، وأوصوا باقي أعضاء الجماعة ومناهضي الانقلاب العسكري بالثبات والصبر انتظارا لنصر الله القريب.
وصدر بحق بديع ثلاثة أحكام بالإعدام -ألغي أحدها لاحقا- بالإضافة إلى أحكام بالسجن المؤبد في خمس قضايا متنوعة.
وأجلت محكمة جنايات الإسماعيلية، يوم الثلاثاء الماضي، محاكمة مرشد الإخوان و104 آخرين من أعضاء الجماعة من بينهم عضو مكتب الإرشاد محمد طه وهدان، في القضية المعروفة إعلاميا بأحداث الإسماعيلية، إلى جلسة 19 آب/ أغسطس المقبل.
ووقعت أحداث القضية يوم 5 يوليو 2013 بعد فض اعتصام لمعارضي الانقلاب أمام مبنى محافظة الإسماعيلية ونشوب اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مصرع ثلاثة أشخاص.
كما أجلت محكمة الإسماعيلية العسكرية، يوم الأربعاء، نظر قضية أخرى يحاكم فيها مرشد الإخوان و311 آخرين من قيادات وأعضاء الجماعة، متهمين بحرق مجمع محاكم الإسماعيلية، إلى جلسة 29 يوليو الجاري.
وبحسب تصريح سابق لـ حسن صالح، عضو اللجنة القانونية لجماعة الإخوان المسلمين، فإن مرشد الإخوان يحاكم في أكثر من 40 قضية موزعة على ثماني محافظات، من بينها ثلاث قضايا عسكرية"، بتهم التحريض على العنف وارتكاب جرائم إرهابية.