جيش النظام السوري يتخلى عن مواقعه لصالح الأكراد

رغم التوافق والانسجام الكبير بين قيادات النظام السوري ووحدات حماية الشعب في مدينة الحسكة الواقعة في أقصى شمال شرقي سوريا، إلا أن الاختلاف القومي والتوجه الفكري يتفاقم تدريجيا بين الجماعات المسلحة المنتشرة في أرجاء المدينة وضواحيها.

ووصل الصراع بين الأطراف المتناحرة إلى  المواجهات بالرصاص الحي، في حين يلجأ النظام السوري إلى ترويض هذه المواجهات لكسب المزيد من المنتسبين الجدد لقواته.

وقال الناشط الإعلامي عبد العزيز خليفة في حديث هاتفي لـ "عربي21 " إن مليشيات "الدفاع الوطني" في الحسكة وقواعد القوات الكردية، يكرهون بعضهم البعض على المستوى العام والبعيد"، مشيرا إلى أن "جوهر الخلاف بينهما يكمن في التوجه "القومي"، ذلك أن المليشيات الموالية للنظام السوري تتبع للفكر البعثي، أما الوحدات الكردية تسير في الفكر "الأوجلاني" أي أحزاب قومية شمولية".

وأضاف خليفة: "هذا الخلاف يمكن مشاهدته بوضوح بين عناصر الطرفين، في حين يكاد شبه معدوم بين القادة العسكريين والمسؤولين، والسبب هو أن كليهما لديه تنسيق عالي المستوى مع النظام السوري، ويسعى لإرضائه، في حين يلجأ نظام الأسد، إلى بناء الكثير من الأعمال استنادا إلى الخلافات التي تعصف بين الملشيات والوحدات الكردية، كما يعمل النظام السوري على إحداث توازن معين، مستغلا ما يجمعهما وهو قتال تنظيم الدولة في الحسكة وأريافها".

وتابع الناشط الإعلامي حديثه بالقول: "إن كلا من مليشيات الدفاع الوطني والقوات الكردية يتقاتلون ويتواجهون لإرضاء النظام السوري، حيث يسعى كل منهما لفرض تواجده في الحسكة، وإظهار قوته أمام النظام السوري لإرضائه، والتعاون معه، على أنه القوة الوحيدة المعترف بها في المدينة".
 
اتحاد شباب الحسكة أكد بدوره على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي "فسيبوك"، اغتيال الوحدات الكردية للمقدم "إياد جميل أحمد" من مرتبات الفرقة الخامسة التابعة لقوات النظام السوري، إثر محاولته إسعاف بعض جرحى قوات النظام إلى مشفى "عصام بغدي" الخاضع لسيطرة القوات الكردية في المدينة، حيث بدأت المواجهات بمشادة كلامية دارت بين عناصر من قوات النظام ومقاتلي الوحدات أمام المشفى، قبل أن تطالبهم دورية تابعة لقوات النظام بإخلاء المنطقة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الطرفين، والتي أدت إلى مقتل المقدم "إياد" وهو ضابط مسؤول في وحدة تسليح قوات النظام.

وأشار اتحاد شباب الحسكة، إلى انسحاب قوات النظام السوري من مدرسة الأمل، ومشفى الحكمة، وسينما القاهرة، ودوار الشرعية الحسكة، وتسلمها لمليشيا الوحدات الكردية، دون أي اشتباكات بين الطرفين، في حين عملت وحدات حماية الشعب، على إنزال علم النظام السوري من على مبنى "الإطفائية" في حي "تل حجر" الذي تسيطر عليه الوحدات الكردية.

وشهدت  مدينة الحسكة مؤخرا توترا بين وحدات حماية الشعب التابعة لـ "الإدارة الذاتية"، وقوات النظام والمليشيات الموالية له مؤخرا، وذلك على خلفية امتناع قوات النظام عن الانسحاب من معسكر الصاعقة وحاجز دوار الصديق الواقعين غربي المدينة على طريق جبل عبد العزيز.