المرزوقي: خصومة الإسلاميين والعلمانيين تغطي على الوحدة المغاربية (فيديو)
الرباط- عربي21- عبد العالي زينون29-Jul-1504:37 PM
شارك
دعا المنصف المرزوقي الشباب إلى تحقيق الوحدة المغاربية التي فشل فيها جيله - عربي21
حذر الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي مما وصفها بـ" الخصومة المفتعلة بين العلمانيين والإسلاميين" معتبرا أن هذه الخصومة تعد "مضيعة للوقت والجهد"، وتغطي على الإشكاليات الحقيقية في منطقة المغرب العربي، ومنها قضية الوحدة المغاربية.
وقال المرزوقي أثناء إلقائه محاضرة في مدينة مراكش المغربية الأربعاء ضمن فعاليات الملتقى الحادي عشر لشبيبة حزب العدالة والتنمية "نحن شعوب تعددية بحكم التاريخ والجغرافيا، تضم كل الأشكال والتيارات الفكرية، وإن محاولة جزء من المجتمع التخلص من الطرف الآخر أو شيطنته أو محاولة تجاوزه واعتباره حالة شاذة وهو القاعدة، سيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وإلى الحرب الأهلية الباردة والتباغض والكره".
ودعا الرئيس التونسي السابق -الذي قاد المرحلة الانتقالية في تونس بعد موجة الربيع العربي التي أسقطت نظام زين العابدين بن علي في كانون الثاني/ يناير 2011- إلى القبول بمجتمع تعددي، يضم كافة الأطياف المختلفة إيديولوجيا وعقائديا، لأن ما يهم هو الجوهر وليس المظهر".
واعتبر المرزوقي أن هذه الحرب ليست بين العلمانيين والإسلاميين، وإنما هي حرب بين الوطنيين المخلصين الذي يؤمنون بحقوق الإنسان والديمقراطية، وبين من يقفون في الصف الآخر، ممن يريدون استمرار الفساد والظلم والامتيازات غير المشروعة"، مشددا على أن هذه الأمور هي الخط الأحمر، وهي المعركة الحقيقية.
وقال المرزوقي إن "كل من عاتبوا الشعب التونسي في اختياراته الانتخابية مخطئون، لأن الشعب حر في اختياره، وكل التجارب التي يمر بها هي تجارب إنضاج" وطالب بعدم الاستماع إلى من "يحقرون الشعب" و"الإرستقراطية الخفية" التي تبحث عن مصالحها.
من جهة أخرى قال المرزوقي إن "الاتحاد المغاربي الذي نحلم به هو اتحاد بين شعوب ترنو إلى تحقيق أهداف التنمية والعدالة الاجتماعية، ولا تعطي أهمية كبرى للاختلافات الإيديولوجية والعقائدية، وتعتبر ذلك يدخل في إطار حرية الإنسان".
وشدد المرزوقي على ضرورة أن يكون الاتحاد المغاربي اتحادا ديمقراطيا لأنه "لا وجود لأي إمكانية لبناء شيء دون إرادة الشعب والأغلبية، لأن الشعب بطبعه حي ذكي، ويحتاج للوقت ليبلور تجاربه".
ودعا المرزوقي إلى الثقة في "قوة الشعب الجبارة"، وإعطائها الفرصة والوقت الكافي لتبلور أحسن ما فيها، مشيرا إلى أن "السلطة السياسية كيفما كانت لا تستطيع أن تفعل أي شيء ضد إرادة المجتمع المدني أو في معاكسته وتجاهله".
وألهب المرزوقي حماس الشباب الذين كانوا يتابعون محاضرته التي تركزت حول "حالات التغير بالمنطقة العربية بعد الحراك الشعبي"؛ حيث أكد على أن التغيرات الجذرية الجديدة في هيكلية السطلة عقب ثورات الربيع العربي، أتاحت الفرصة للشعب بأن يكون له الحكم، وإن لم تكن له السلطة، ويستطيع أن تكون له السلطة، وهو ليس في الحكم، وذلك بفضل دور المجتمعات المدنية والفضاء الافتراضي.
وطالب المرزوقي الشباب المغاربي بممارسة السلطة المجتمعية، لأنها "قادرة على إزاحة الخلافات السياسية التي تقف حاجزا أمام الوحدة المغاربية"، ودعاهم إلى الاعتزاز بالعروبة والإسلام والانتماء الأمازيغي باعتباره جزاء من الاتحاد المغاربي.