تضاربت الآراء داخل جماعة
الإخوان المسلمين، خاصة القيادات المقيمة خارج
مصر، حول الدعوة التي أطلقتها حركة "الاشتراكيين الثوريين" لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الانقلاب العسكري، تضم القوى التي شاركت في "
ثورة يناير" 2011.
وكانت "الاشتراكيين الثوريين" دعت في بيانها لها تلقت "
عربي21" نسخة منه إلى تشكيل جبهة ثورية لإسقاط حكم العسكر تضم القوى الثورية الليبرالية وشباب الإخوان المسلمين.
وأضافت الحركة في بيانها الذي حمل عنوان "مرة أخرى حول الإرهاب والاصطفاف الوطني" أن من يقف في منتصف الطريق بين العسكر والإخوان، ويعتبرهما على الدرجة ذاتها من الخطورة، ويساوي في العداء تجاههما، فهو ضمنيا يساعد ويساند الديكتاتورية العسكرية".
وطالبت بالتفريق بين المعارضة الإسلامية السلمية التي يمثلها شباب الإخوان، وبين الجماعات التي تنتهج العنف، مشددة على أن "العدو الرئيسي اليوم بعد عامين من الانقلاب هو الديكتاتورية العسكرية وليس الإخوان المسلمين".
ترحيب وهجوم
وكان أمين لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، محمد سودان، قد أعلن رفضه لمبادرة "الاشتراكيين الثوريين"، لأنهم "مشاركون في كل الجرائم التي حدثت في مصر على يد العسكر من تموز/ يوليو 2013"، حسب قوله.
وطالب سودان، في تصريحات صحفية "الاشتراكيين الثوريين بالتوبة أولا"، قائلا إن "من يريد أن يصحح موقفه من جريمة التحالف مع الثورة المضادة والتضامن مع الانقلابيين، فعليه أن يعلن توبته أولا إلى الله ثم يرد المظالم لأهلها إن استطاع".
وأضاف أن "الأمر ليس بهذه البساطة، فالقضية ليست سطورا تكتب في بيان"، متسائلا: "هل الحركات الثورية مستعدة للنزول إلى الشوارع ومشاركة الثوار الحقيقيين حراكهم ضد حكم العسكر؟ هل هم مستعدون للنضال من أجل تحرير المعتقلين بمن فيهم رئيس الجمهورية المنتخب محمد مرسي؟".
لكن القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، جمال حشمت، أعلن معارضته لتصريحات سودان، وأكد أنها لا تمثل الموقف الرسمي للإخوان، وإنما تعبر عن رأيه الشخصي.
ورحب حشمت، في تصريحات صحفية، بهذه المبادرة، وطالب الاشتراكيين الثوريين بالإعلان عن هذه الجبهة الموحدة قبل حلول الذكرى الثالثة لمذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة.
وتابع: "الجديد في هذه المبادرة من الاشتراكيين الثوريين أنها جاءت لأول مرة منذ أربع سنوات تقريبا دون أي شروط مسبقة".
وقال وزير التخطيط في حكومة الرئيس مرسي، عمرو دراج، عبر "تويتر" إن "بيان الاشتراكيين الثوريين خطوة جيدة وجادة، يقرب المسافات مع اتجاه ثوري صاعد داخل الإخوان".
6 أبريل تدرس الانضمام للمبادرة
من جهتها، ثمنت حركة "شباب 6 إبريل" بالمبادرة التي أطلقتها "الاشتراكيين الثوريين"، وقالت إن تلك المراجعات الفكرية والدعوة إلى بناء جبهة ثورية منفتحة على شباب الإخوان، تعد خطوة في الطريق الصحيح.
وأضافت الحركة في بيان لها أن "الاشتراكيين الثوريين" يمتلكون الشجاعة الكافية لإعلان هذه المبادرة في ظل البطش الأمني والتنكيل بكل من يتقارب مع الإخوان، مؤكدة أن "6 أبريل" تدرس بجدية تكرار تجربة "الاشتراكيين الثوريين"، داعية باقي الحركات السياسية لاخاذ الخطوة ذاتها.
وقال المنسق العام للحركة عمرو علي إن "6 إبريل" ترحب بالمبادرة، في إطار توحيد الجهود في الفترة الحالية لتكوين جبهة تعمل على إسقاط الحكم العسكري، "مع اعترافنا باستحالة دمج القوى الليبرالية والإسلامية في كيان واحد".
من جانيه، قال القيادي في حركة "6 إبريل"، خالد إسماعيل، إن الحركة ليست على خلاف جذري مع الإخوان، مشيرا إلى أن "التواصل بين الجانبين مستمر دون انقطاع".
وأوضح إسماعيل أن "6 أبريل" أعلنت مرات عدة أن "الإخوان المسلمين" فصيل سياسي لا يمكن إقصاؤه من المشهد السياسي، ولا يمكن المساواة بين أخطاء الإخوان بعد ثورة يناير والجرائم التي يرتكبها "نظام 3 يوليو".
أخونة الاشتراكيين
وتعليقا على هذه الخطوة، قال أستاذ العلوم السياسية، خليل العناني، إن بيان "الاشتراكيين الثوريين" أعاد تعريف أبجديات الصراع وبديهياته التي حاولت الماكينة الإعلامية التابعة للعسكر طمسها وإذابة خطوطها الفاصلة، طوال العامين الماضيين، فهو يقول، بوضوح، إن المعركة الحقيقية والأصيلة يجب أن تكون ضد الديكتاتورية العسكرية الفاسدة.
وتابع بأن من يرى غير ذلك فهو داعم، ولو بشكل ضمني، هذه الديكتاتورية، على حد قوله.
وكانت قوى سياسية عدة أعلنت أكثر من مرة استعدادها للتوحد مع الإخوان المسلمين لكن بعد تنفيذ الجماعة شروطا، من بينها الاعتذار عن "الأخطاء" التي ارتكبتها الجماعة، والتنازل عن شرعية الرئيس محمد مرسي وعدم رفع شعار رابعة، لكن الإخوان كانوا يردون بأن هذه الشروط تعكس صلفا وعدم رغبة حقيقية في التوحد.