تستند جميع التشكيلات
الإرهابية اليهودية في تسويغ جرائمها ضد
الفلسطينيين، سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين، إلى فتاوى أصدرها الحاخام موشيه بن ميمون، الذي يطلق عليه اليهود "الرمبام"، وعاش في القرن الثاني عشر، في كل من الأندلس والمغرب، ومصر التي مات فيها.
وبرر زعيم منظمة "لاهفا" اليهودية الإرهابية، الحاخام بنتي غوبشتاين، خلال ندوة نظمت في القدس المحتلة الأربعاء، تأييده لإحراق الكنائس بالقول، إن "الرمبام" قد أفتى بوجوب عدم السماح بوجود الكنائس في أرض إسرائيل.
يذكر أن عناصر تنظيم "لاهفا" يتولون إحراق المساجد والكنائس وينكلون بالقساوسة الذين يتحركون في شوارع القدس.
وقد ذكرت صحيفة "هآرتس" مؤخرا أن عناصر التنظيم يقومون بالاعتداء على القساوسة والبصق عليهم وإهانتهم.
وكشف تحقيق تلفزيوني بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية العام الماضي، النقاب عن أن جميع الحاخامات الذين يصدرون الفتاوى التي تحث على المس بالفلسطينيين ونهب محاصيلهم وتخريب مزارعهم، يستندون إلى فتاوى تضمنها المصنف الفقهي الذي أعده "الرمبام" بالعبرية وأطلق عليه "بيروش همشناه" (تفسير الشرائع التوراتية).
ويتضمن "بيروش همشناه" فتاوى تكرس النظرة الاستعلائية على الآخر غير اليهودي، وتقلل من شأنه.
وفي كتابه "الديانة اليهودية وتاريخ اليهودية: وطأة 3000 عام"، يقتبس المفكر اليهودي يسرائيل شاحاك، المعادي للصهيونية، عن "الرمبام" قوله: "الأتراك والبدو في الشمال، والسود والبدو في الجنوب، طبيعة هؤلاء كطبيعة الحيوانات والبكماء، وهم ليسوا في مستوى البشر".
وبحسب شاحاك، فإن "الرمبام" أفرد مساحة واسعة من كتابه للتحريض على المسيحية والمسيحيين، حيث إنه حرص على وصف الديانة المسيحية بالوثنية.
وعلى الرغم من دفاع الجماعات الإنجليكانية المسيحية في الولايات المتحدة المستميت عن إسرائيل ومصالحها، فإن عددا من الحاخامات المتطرفين في مستوطنات الضفة الغربية استندوا إلى فتاوى الحاخام لتبرير رفضهم السماح لعناصر هذه الجماعات بدخول هذه المستوطنات.
يشار إلى أن المستوطنات اليهودية تتلقى سنويا عشرات الملايين من الدولارات كتبرعات تدفعها هذه الجماعات.
وعلى الرغم من أن موشيه بن ميمون، الذي كان يطلق عليه العرب "أبا عمران موسى بن ميمون بن عبيد الله القرطبي"، قد ارتبط كثيرا بعدد من قادة وأمراء المسلمين، إلا أنه أعد مؤلفه "بيروش همشناه" بالعبرانية سرا، وهو يزخر بالأحكام والفتاوى المتطرفة.
ويرفض "الرمبام" نبوة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويرى أن محمدا مدّعٍ للنبوة، زاعما أنه انتقى بعض التعاليم اليهودية في رسالته وأضاف إليها عبادات أخرى.
وقد ولد "الرمبام" في قرطبة في الأندلس وتلقى تعليمه في فاس المغربية، وعاش فترة من حياته في مصر ومات فيها.