أعلن لواء
شهداء الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، الخميس، أنه تمكن من تحرير قسم كبير من الكتل والأبنية الاستراتيجية التي تطل على مطار المزة العسكري، التي كان النظام قد سيطر عليها قبل نحو عامين، بالإضافة إلى أسرهم عددا من "شبيحة" بشار الأسد، في معركة أطلقوا عليها اسم "لهيب
داريا".
ونقلت مواقع تابعة للمعارضة السورية بيانا نشره لواء "شهداء الاسلام" تحدث فيه عن العملية العسكرية التي أطلقها، حيث قال: "بدأت ساعة الصفر الأحد الماضي الساعة الثانية عشرة بعد الظهر، بعملية تسلل ناجحة خلف قوات الأسد من خلال أحد الأنفاق".
واستغرق التحضير لهذه المعركة سبعة أشهر من التجهيز وحفر الأنفاق، بحسب لواء "شهداء الإسلام"، وأسفرت المعركة عن سقوط عدد كبير من قوات النظام بين قتيل وأسير.
وتمكنت كتائب
المعارضة السورية، بحسب موقع "كلنا شركاء"، من توثيق مقتل أكثر من سبعين عنصرا من قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، بالاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة.
ونشر لواء شهداء الإسلام فيديو يظهر أحد أسرى قوات الأسد في داريا، وقد أصيب أثناء قتاله إلى جانب الحرس الرئاسي.
وردت قوات النظام بقصف البلدة بالبراميل المتفجرة وصواريخ أرض – أرض، وبراجمات الصواريخ والقصف المدفعي والجوي، والدبابات، مستهدفة المباني السكنية، بمشاركة مليشيات حزب الله اللبناني والدفاع الوطني، بالإضافة إلى مليشيات شيعية من جنسيات متعددة، وفق البيان.
ونعى موقع سوري موال للأسد الملازم شرف محمد يوسف من مرتبات الحرس الجمهوري، الذي قتل في معارك داريا.
وتأتي أهمية معركة "لهيب داريا" في العمل على السيطرة على المناطق والأبنية المحاذية لمطار المزة العسكري لتأمينه، ما يجعل مطار المزة مكشوفا أمام كتائب الجيش الحر، حيث تمتلك مدينة داريا موقعا استراتيجيا مهما، كونها تحاذي حي المزة الدمشقي، كما أنها تحاذي عددا من الطرق الرئيسة (مثل: أوتوستراد المزة، وأوتوستراد درعا الدولي، وطريق المتحلق الجنوبي).
وتمتلك داريا أيضا موقعا أمنيا حساسا، حيث تقع بمحاذاة مطار المزة العسكري، ومقر المخابرات الجوية الواقع ضمن كتلة المطار، كما أنها تقع بين مساكن عديدة لعناصر وقيادات الحرس الجمهوري.
وداريا أيضا قريبة من منطقة السومرية التي تعد معقلا لشبيحة الأسد، ويتواجد في محيط داريا مقرات الفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري، وسرايا الصراع (الحرس الجمهوري سابقا) ويفصلها مسافة قريبة عمّا يسمى "المربع الأمني" في منطقة كفرسوسة، الذي يضم مقرات قيادات معظم الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، بالإضافة لقربها الشديد من قصر "الشعب" الرئاسي.
يشار إلى أن قوات النظام تحاصر مدينة داريا منذ نحو عامين. ورغم محاولاتها الكثيرة والمتكررة لاقتحامها، إلا أنها فشلت في ذلك حتى اليوم، فيما تسبب القصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ والمدفعية على المدينة بدمار هائل في المنازل والمحلات التجارية، وبقية المرافق.
تجدر الإشارة إلى أن قوات النظام السوري كانت قد اقتحمت داريا صيف 2012، وارتكبت فيها مجزرة راح ضحيتها عشرات المدنيين.