انتقد المركز
المغربي للإعلام الأمازيغي (مدني، مستقل) وضعية
الأمازيغية في
الإعلام العمومي، وأبرز مجموعة من
الإختلالات التي تعرفها البرامج المعروضة على قنوات القطب العمومي، حيث رصد في تقرير له وضعية البرامج والأعمال التلفزيونية التي تبثها قنوات القطب العمومي، بالإضافة إلى رصد الجانب الحقوقي والقانوني الخاص بالعاملين في الإعلام الأمازيغي.
وقال المركز المغربي للإعلام الأمازيغي، في تقرير حصلت "
عربي21" على نسخة منه، إن "الاختلالات تتجلى في ضعف المضمون والجودة التقنية والفنية واللغوية، في أغلب البرامج المقدمة والمواضيع المقترحة، مع سوء الانتقاء في ضيوف الحلقات والطريقة الإخراجية، إذ اعتبرته خرقا واضح للالتزامات المتعاقد عليها بين القنوات وشركات الإنتاج".
ووقف التقرير عند أخطاء في كتابة اللغة الأمازيغية بحروف تيفيناغ، أثناء الترجمة، تقع فيها القنوات المغربية، وخاصة قناة "تمازيغت" (القناة الوحيدة التي ينظر إليها المشاهد المغربي الناطق بالأمازيغية) سواء في البرامج التي تنتجها القناة أو التي تنتجها شركات الإنتاج لصالح القناة.
ورصد التقرير تكرار الأخطاء اللغوية من قبل المنشطين والمعلقين والصحفيين، ومعهم بعض مقدمات ومقدمي الأخبار والبرامج بالأمازيغية، حيث لا يستعملون اللغة الأمازيغية بل يتكلمون بلغة عربية بروابط أمازيغية.
وسجل أن كل برامج الأمازيغية بالقناة الثانية والأولى (قناتين عموميتين باللغة العربية)، تبث في الصباح وبعد الظهيرة خارج أوقات الذروة، ولا يبث أي برنامج بها في باقة برامج المساء والظهيرة.
واعتبر المركز أن هناك نقصا كبيرا وغيابا في إنتاج وتقديم برامج حوارية حقيقية، هادفة، في السياسة والشأن العام باللغة الأمازيغية، وكذا برامج الأطفال باللغة الأمازيغية، نظرا لما لهذه الشريحة من أهمية في الحفاظ على اللغة والثقافة والقيم المغربية.
وعن أهمية التقرير قال رئيس المركز المغربي للإعلام الأمازيغي إبراهيم المرابط، في تصريح خاص لـ "
عربي21" إن "هذا التقرير يعتبر الأول من نوعه في المغرب، باعتباره يشخص ويرصد وضعية الأمازيغية في الإعلام العمومي ومتابعة ظروف العاملين به".
وأضاف رئيس المركز، أن وقوف فريق المركز ومعهم المتتبعين، على ضعف التجديد والعصرنة والابتكار في إخراج البرامج التلفزية والإذاعية، حيث لا تتساير مع روح التطور في مجال السمعي البصري، مع التركيز على تقديم سهرات يغلب عليها طابع الفولكلور والبهرجة وتقزيم أصالة وتراث الوطن والمواطنين المغاربة، خاصة الناطقين منهم باللغة الأمازيغية.
وختم المرابط، تصريحه بالقول، إن "الإشكالات الحقيقية التي لا زال الإعلام العمومي في تعاطيه مع المكون الأمازيغي مستمر فيها، جعل المركز يسرع في إنجاز وإخراج هذا التقرير، لأخذ الجهات الوصية والرسمية بمخرجاته وتوصياته.
ونبه التقرير إلى تغييب برامج تعنى بالتكنولوجيا المعلوماتية والعلوم الحديثة والطبيعية والاجتماعية، ثم برامج تربوية هادفة ومبنية على أسس علمية ولسنية، تستعمل لغة معيارية موحدة لكل فروع اللغة الأمازيغية، كأن الامازيغية ليست لغة للعلم والمعارف.
وطالب المركز في توصياته بقطع الطريق أمام لوبيات الإعلام وأمام كل من يستغل الإعلام الأمازيغي مطية لتحقيق المصالح الشخصية ومصدرا للريع، من شركات إنتاج ومتدخلين ووسطاء وموظفين وغيرهم، وتعريضهم للمساءلة القانونية إذا ثبت في حقهم ذلك.
ودعا المركز جميع الفاعلين والمتدخلين في الإعلام الوطني لفضح أية خروقات يرصدونها أو يخبرون بها صغيرة كانت أم كبيرة، مع تحري المهنية اللازمة في التثبت من المعلومة.
وخلص التقرير، إلى أن الإختلالات والتجاوزات في الإعلام العمومي ساهمت في تراجع نسبة المشاهدة بنسبة كبيرة حسب المتتبعين والمنظمات الأمازيغية والحقوقية، كما كانت سببا في نفور المواطنين من الأمازيغية التي تعكسها القناة الثامنة في رداءة المنتوج وضعف الأداء وغياب الإبداع والابتكار والافتقار للجودة والإتقان.