ملفات وتقارير

ميدل إيست آي: لماذا بدأ حلفاء الحوثيين ينفضون من حولهم؟

قاد الحوثيون وصالح انقلابا مسلحا في اليمن - أ ف ب
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا حول الحوثيين في اليمن، وقال إنه بعد عشرة أشهر من حكم الحوثي، فإن العديد من حلفاء الجماعة قد تخلوا عنها.

ويشير التقرير إلى أن الحوثيين قد استولوا على العاصمة صنعاء في أيلول/ سبتمبر 2014 بدعم شعبي. 

وكان مؤيدوهم يأملون بتحسن حياة الفقراء، ويحلمون أن يؤدي حكمهم إلى حقبة من الازدهار الاقتصادي. مستدركا بأن الشيء الوحيد الذي قام به الحوثيون، في نظر الكثيرين من أنصارهم السابقين، هو إثارة العديد من النزاعات في أنحاء البلاد.

وينقل التقرير عن عبد الحميد العتيمي (28 عاما)، وهو من المؤيدين السابقين للحوثي، قوله: "عندما سيطر الحوثيون على صنعاء، اعتقدت (أنهم) كانوا سيعملون على القضاء على الفساد في المؤسسات الحكومية، لكنهم لم يفعلوا شيئا في هذا الصدد. فأدركت أن ما يمكن للحوثيين كلهم القيام به هو القتال، وأنه ليست لديهم أي خطط للتنمية".

ويبين الموقع أن العتيمي قد شارك في العديد من الاحتجاجات المؤيدة للحوثي في صنعاء في عام 2014، مشيرا إلى أنه قد خسر وظيفته إثر خلاف مع رئيسه في العمل، للحصول على الدعم الخارجي للحوثيين.

ويذكر التقرير أن العتيمي قد توقف في الشهر الماضي عن دعم الحوثيين، ويقول: "كان الحوثيون يملكون الوقت لبناء البلاد، لكنهم لم يفعلوا شيئا سوى الإضرار بها، والآن (هو) الوقت المناسب كي يغادروا صنعاء وليعودوا إلى معقلهم في صعدة".

 ويقول الموقع إن العديد من الشركات قد أغلقت هذا العام؛ بسبب الأزمة الاقتصادية التي أعقبت الحرب الدائرة في اليمن، وقد وصلت معدلات البطالة إلى أعلى مستوى تاريخي لها.

الحرب على إعادة البناء

ويورد التقرير عن أحد الصحافيين الذين فروا من صنعاء إلى المملكة العربية السعودية في أيار/ مايو الماضي، ويدعى علي أبو لحوم، قوله: "فقد الحوثيون أنصارهم؛ لأنهم لا يشعرون بمعاناة الناس".

ويوضح الموقع أن الثورة بدأت في 18 آب/ أغسطس عام 2014، وقد استفادت مليشيات الحوثي من الاحتجاجات الموسعة ضد رفع الحكومة الدعم عن الوقود. ويقول أبو لحوم إنه كان يؤيد الحوثيين في ذلك الوقت، لاعتقاده بأنهم يريدون الحد من قدرة شيوخ العشائر على "ابتزاز" الحكومة والشركات الخاصة.


ويضيف أبو لحوم للموقع أنه قد فقد الثقة بالحوثيين بعد أن قاموا بشن الحروب في العديد من المناطق، ويقول: "العنف هو الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يفهم بها الحوثيون (الأشياء)، إنهم لا يعرفون ماذا يفعلون، يريدون مواصلة القتال وغزو المحافظات حتى يسيطرون على كامل أنحاء البلاد".

التواطؤ بين الحوثيين والرئيس السابق صالح

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن العلاقة بين مليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح أصبحت واضحة، عندما بدأ انصار صالح يقاتلون جنبا إلى جنب مع المليشيات.

وينقل الموقع عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحديدة والخبير في إدارة الأزمات الدكتور نبيل الشرجبي قوله إن الحوثيين لا يعرفون كيفية إدارة البلاد، مشيرا إلى أنهم يتصرفون وكأنهم أداة لصالح، ويضيف: "صالح يريد استخدام الحوثيين للقضاء على معارضيه الذين أطاحوا به في عام 2011".

ويلفت الشرجبي إلى أن صالح لم يساعد الحوثيين مع إدارة الحكومة؛ لأنه لا يريد منهم تسلم زمام أمور البلاد، مبينا أنه يريد منهم محاربة خصومه فقط، بحسب التقرير.

وينوه التقرير إلى أن هناك المئات من المقاتلين الحوثيين الذين قتلوا في الحرب في محافظات عدن وتعز، مستدركا بأن الحركة التي تقودها السعودية "المقاومة الشعبية" قد حررت عدن من الحوثيين، في حين أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في تعز.

ويورد الموقع تأكيد الشرجبي أن ما يحدث اليوم هو مناقض تماما للتطورات في العام الماضي، ويقول: "في العام الماضي، تولى الحوثيون تدريجيا السيطرة على عدة محافظات، ولكنهم اليوم يخسرون أنصارهم، ويتركون المحافظات تدريجيا".

ويعرض التقرير في المقابل نفي الناشط الحوثي حسين البخيتي فقدان الحوثيين لمؤيديهم، قائلا إن الاحتجاجات الحاشدة يوم الثلاثاء ضد "الاحتلال الأجنبي" كانت مؤشرا واضحا أن ميليشياتهم لا تزال قوية.

وأضاف البخيتي للموقع: "يمكننا القول بأن جماعة أنصار الله (الحوثيين) فقدت السيطرة على بعض المناطق في الجنوب، ولكن لا نستطيع القول إن الحوثيين قد فقدوا أنصارهم".

ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أنه حتى لو نفى البخيتي فقدان الحوثيين أنصارهم، فإن التحدث إلى أي شخص في صنعاء، سوف يكشف أن سيطرة الحوثيين كانت قوية، ولكن اليوم قد تبدد ذلك إلى حد كبير.