في لقاء لوكالة تسنيم للأنباء مع السفير
الإيراني السابق في
العراق،
عباس قمي، حول الاحتجاجات والمظاهرات التي اندلعت مؤخرا في العراق، قال قمي إن هذه الاحتجاجات ليست الأولى من نوعها، فمنذ تشكيل الحكومة العراقية في عام 2003 وحتى اليوم ونحن نشهد بين فترة وأخرى، احتجاجات ومظاهرات ضد الفساد الإداري والمالي.
وأضاف قمي، أن المراجع قد أكدوا هذه المرة على شرعية المطالب الشعبية خلال خطابهم الذي وجهوه إلى رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي وكان التأكيد على أن مشروعية الحكومة ترتبط بمشروعية المطالبات الشعبية، فالحكومة هي تمثل الشعب، ولهذا يجب أن تتخذ خطوات شجاعة نحو الإصلاح.
وتابع: "إن مطالب المرجعية الدينية قد تحققت، حيث قامت الحكومة بتشكيل لجنة متابعة، وبدورها قامت اللجنة بتقديم لائحة إصلاحات إلى المجلس وقد أقر مجلس النواب هذه اللائحة نظرا لمشروعية المطالب".
واعتبر السفير السابق في العراق إلغاء المناصب التي تتعلق بمساعدي رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء عملا قانونيا، حيث قال "إن ما أقره النواب يأتي وفق الأسس الدستورية للبرلمان العراقي".
وحذر قمي من اختراق هذه الحركة الإصلاحية من قبل بعض "التيارات المشبوهة" التي تهدف إلى إيجاد الفوضى في العراق، على حد تعبيره. وأضاف قائلا: "لقد شاهدنا في ساحة الاحتجاجات والمظاهرات تحركات لتيارات مشبوهة لا تتماشى مع مطالب المتظاهرين، بل تسير في الاتجاه المعاكس تماما" وفق ادعاءه.
أشار إلى الهتافات التي رفعت في
المظاهرات مدعيا أنها كانت ترتبط بالخدمات المدنية والفساد الإداري والمالي فقط، إلا أنها أخذت بمرور الأيام اتجاها سياسيا واضحا، وصلت إلى حد المساس بشرعية الحكومة، والمرجعية، والتنظيمات السياسية الشيعية، وهذا يتنافى مع المطالب الشعبية، وفق قوله.
وادعى قمي أن بعض التيارات التي تدربت قواتها في دول تدعم الإرهاب، جاءت اليوم لكي تنفذ أجندتها تحت غطاء الاحتجاجات الشعبية في بغداد.
واتهم سفير إيران السابق في العراق السفارات الأجنبية بدعم هذه التيارات المشبوهة قائلا: "إننا نمتلك معلومات مؤكدة تدل على أن السفارات التي كانت تدعم الإرهاب في العراق باستمرار، هي من تقف وراء تحرك التيارات المشبوهة في هذه المظاهرات" بحسب ادعاءه.
ويرى مراقبون أن مطالب الشعب العراقي الذي يتظاهر هذه الأيام في شوارع بغداد ومدن عراقية أخرى، لا تختصر على الإصلاح الإداري والمالي وتوفير الخدمات، بل أصبحت مطالب سيادية تدعو جميع الدول بما فيهم إيران للكف عن التدخل في شؤون العراق، خاصة وأن إيران لها حصة الأسد من هذه التدخلات الأجنبية التي لم تجلب للعراق سوى الدمار. لذلك تتخوف طهران من استمرار هذه المظاهرات لكي لا تفقد العراق الذي أصبح بفضل الاحتلال الأمريكي ساحة إيرانية منذ عام 2003.