اشتكى مواطنون عراقيون بقريتي البوطعمة والمالحة، جنوب مدينة
بيجي، من الانتهاكات التي تقوم بها
المليشيات المتمركزة هناك، حيث قامت المليشيات أخيرا بمنع أهالي من الصلاة في المساجد، وهجرت الكثير من السكان، واتخذت منازلهم مقرات وثكنات عسكرية لقواتهم.
وأشار السكان إلى أنه على الرغم من أن سكان هذه القرى هم من الصحوات والقوات الأمنية المؤيدة للحكومة، غير أن المليشيات لا تفرق بين مؤيد أو معارض.
وفي حديث مع أبو مصطفى، وهو أحد سكان قرية البوطعمة، قال لـ"
عربي21": "اقتحمت المليشيات منزلي في ساعة متأخرة من الليل، وطلبت مني الخروج من المنزل أنا وعائلتي صباحا، لكنني رفضت الخروج لأنني لا أملك منزلا آخر غيره".
وأوضح أبو مصطفى أن المليشيات هددته بأنه في حال رفضه إطاعة الأوامر، والامتناع عن ترك الخروج المنزل، فسوف يقومون بتصفيته هو وعائلته.
ويقول لـ"
عربي21": "خرجت أنا وعائلتي خوفا على حياتنا، واضطررنا للسكن في مدينة كركوك هربا من بطش المليشيات
الطائفية، التي لم تسمح لنا بأخذ أي شيء من المنزل سوى الملابس فقط"، مضيفا: "تتخد المليشيات منزلي مقرا عسكريا لهم".
وذكر أبو مصطفى أن عناصر المليشيات قاموا بإحداث فتحات كبيرة في جدران المنزل لغرض نصب مدافعهم وأجهزة المراقبة، مشيرا إلى أن المليشيات هجرت الكثير من أهالي القرية قسرا، واتخذت منازلهم مقرات وثكنات عسكرية لغرض التحصن داخل القرية، واتخاذ السكان دروعا بشرية.
وفي حديث منفصل لـ"
عربي21" مع شخص يدعى نشوان، وهو من سكان قرية المالحة في المنطقة ذاتها، قال: "منعت المليشيات سكان القرية من الصلاة في المساجد، وحذرت كل من يحاول الاقتراب أو الصلاة في الجامع بأن مصيره سيكون الموت"، بحسب قوله.
وبين نشوان أن عناصر المليشيات اتخذوا الجوامع في قريته مقرات عسكرية لهم، كما قاموا بحرق وإتلاف الكتب الدينية الموجودة في الجوامع، كما تقوم هذه المليشيات باستفزاز الأهالي من خلال سب وشتم الصحابة، على حد قوله لـ"
عربي21".
ولفت نشوان إلى أن أغلب سكان هذه القرية هم من الصحوات والقوات الأمنية
العراقية، وليس لديهم عداء مع الحكومة العراقية، بل وقفوا مع قوات الحكومة في معاركها ضد تنظيم الدولة، وأنهم قدموا الكثير من الضحايا في تلك المعارك، معبرا عن استغرابه من معاملة المليشيات لهم.
ورأى أن المليشيات لا تفرق بين أحد، فهي تعامل
السنة معاملة واحدة، "أنت سني تعتبرك المليشيات إرهابيا"، حسب تعبيره.
وطالب نشوان المسؤولين السنة في البرلمان والحكومة العراقية بوقف هذه الانتهاكات والاعتقالات العشوائية التي تطالهم، والتي لم يسلم منها حتى من هم في الصحوات أو القوات الأمنية الأخرى قبل فوات الأوان، محذرا من أن صبر أهالي تلك القرى بدأ ينفد، وأنه لا يمكن لهم السكوت عن مثل هذه الانتهاكات، بحسب قوله.