علمت صحيفة "
عربي21" أنه صدرت تعليمات إلى الإعلام
المصري بشن هجوم على
بريطانيا خلال الساعات الـ24 المقبلة، من أجل إيجاد تغطية إعلامية لقرار اتخذه رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي بإلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى
لندن.
وخصصت أكثر من صحيفة مصرية "مانشيت" عددها الصادر غدا، لشن هذا الهجوم، وانتقاد الموقف البريطاني، إزاء الحكم الصادر في القضية المسماة إعلاميا بقضية "خلية ماريوت".
وتصدر صحيفة "الوفد" غدا الإثنين بـ"مانشيت" يقول: "أزمة بين القاهرة ولندن وأنباء عن تأجيل زيارة "السيسي".
وأشارت الصحيفة فيه إلى أن "الغموض يحيط بزيارة "السيسي" إلى لندن بعد حملة الانتقادات البريطانية"، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية المصرية استدعت الأحد السفير البريطاني لدى القاهرة "جون كاسن"، وأبلغته احتجاجا رسميا على تصريحاته.
وأضافت "الوفد" أن الخارجية المصرية تصدت لـ"التطاول البريطاني"، وأبلغت السفير بأن مصر لا تنتظر دروسا من أحد.
ونقلت عن دبلوماسيون وحقوقيين قولهم إن السفير البريطاني أخطأ في حق مصر، وإن عقوبة نشر الأخبار الكاذبة في بريطانيا تصل إلى السجن 12 عاما.
وقالت "الوفد" إن أزمة الانتقادات البريطانية الصادرة خلال اليومين الماضيين للقضاء المصري حول الحكم الصادر في قضية "خلية الماريوت" قد ألقت بظلال جديدة من الغموض حول الزيارة التى كان من المقرر قيام الرئيس عبدالفتاح السيسي بها إلى لندن.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم إنه من المرتقب تأجيل هذه الزيارة التى لم يكن موعدها قد تحدد بعد، وخاصة في ظل ما تردد عن وجود حملة في بريطانيا تطالب بإلغاء دعوة السيسي لزيارة المملكة المتحدة، بزعم "أن النظام المصري القائم يمثل النقيض للقيم البريطانية الأساسية من سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية"، على حد قول منظمى هذه الحملة، بحسب الصحيفة.
وفي السياق ذاته، تصدر جريدة "اليوم السابع" الإثنين، بـ"مانشيت" مشابه لـ"مانشيت" "الوفد"، إذ يقول: "أزمة مع سفير بريطانيا".
وتناولت فيه الصحيفة تفاصيل "أزمة السفير البريطاني لدى القاهرة جون كاسن، مع وزارة الخارجية، وكواليس استدعائه من قبل وزارة الخارجية، بعد تصريحاته عن الحكم في قضية "خلية الماريوت"، التي حملت تدخلا في الشأن المصري، وتأكيدات الوزارة أن الحكومة المصرية لا تنتظر دروسا من أحد".
إلى ذلك، بدأ الإعلام المصري الأحد، في اتباع أسلوب منهجي، موصى به من "المخابرات المصرية"، وفق مراقبين، في استضافة حقوقيين ودبلوماسيين يوجهون انتقادات شديدة إلى "التدخلات البريطانية" في الشؤون الداخلية المصرية، باعتراضهم على حكم القضاء المصري في قضية "خلية الماريوت".
وفي تصريحات صحفية الأحد، وصف وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي، تعليق السفير البريطاني على الحكم بأنه يخالف القواعد الدبلوماسية والتقاليد العريقة التى تقوم عليها الدبلوماسية البريطانية.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي: إن استعداء الخارجية المصرية للسفير البريطاني خطوة في محلها، فما كان له أن يعلق على أحكام القضاء المصري، وكان عليه أن يحترم القضاء المصري مثلما تحترم مصر أحكام القضاء البريطاني.
واعتبر أستاذ القانون الدولي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أيمن سلامة، تصريحات السفير البريطاني، وانتقاده لحكم قضائي مصري، بأنه تدخل صارخ في شأن داخلي لدولة ذات سيادة، وإقحام للأنف في شأن مصري، واختراق غير مقبول في حق مصر، وفق وصفه.
وكانت السفارة البريطانية بالقاهرة أصدرت بيانا صحفيا الأحد، كشفت فيه أن السفير البريطاني جون كاسن اجتمع صباح اليوم مع هشام سيف الدين مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون مكتب الوزير بناء على طلب من وزارة الخارجية المصرية.
وأشارت السفارة إلى أن السفير البريطاني شرح موقف المملكة المتحدة بخصوص حكم المحكمة الصادر السبت "الذي تم التعبير عنه في بيانات صادرة من لندن والقاهرة بالأمس خصوصا في ظل وجود مواطنين بريطانيين اثنين تتضمنهما القضية"، وذلك في إشارة إلى الحكم الصادر بحق صحفيي الجزيرة في القضية المعروفة إعلاميا باسم "خلية الماريوت". وأوضحت السفارة أن السفير كاسن أخذ على عاتقه نقل التحفظات التي عبر عنها الجانب المصري إلى الوزراء في لندن.