منذ أشهر قليلة بدأ النظام بدعوة الشبّان في
الساحل السوري للانضمام لما يسمّى "درع الساحل" كمشروع للواء تابع للحرس الجمهوري، يتمركز في الساحل السوري لحماية العلويين، محاولا شدّ الشبّان للقتال معه تحت أية ذريعة، لكنه ورغم استخدام كلّ الوسائل الممكنة، إلا أنه لم يستطع أن يجمع أكثر من 2000 مقاتل على أكبر تقدير، ولم يحارب هذا التشكيل سوى مدّة قصيرة بدأ بعدها فرار العناصر منه، خصوصا بعد أن تلقّوا ضربات موجعة في ريف
اللاذقية.
يقود اللواء ضبّاط من الحرس الجمهوري؛ يعملون بدورهم تحت قيادة ضبّاط إيرانيين. وقد التقت "
عربي21" بعدد من العناصر الذين كانوا مع درع الساحل، وسردوا خلال الحديث تفاصيل التحاقهم، وأسبابها وما حدث معهم بعد ذلك.
"م. أ" أحد العناصر الذين التحقوا بلواء درع الساحل، لكنه تركه بعد أقلّ من شهر. ويقول: "جميع الذين التحقوا بدرع الساحل هم من الفارين من الجيش، لكنّ ضغط العيش والتهديد المتواصل بالاعتقال جعلنا نصغي جيّدا لهذا العرض، حيث كان مطروحا كلواء لحماية المناطق الآمنة".
لكن "م.أ" يتابع قائلا: "فوجئنا بأنّ القائمين على هذا اللواء شرهون لتحقيق "نصر" ومكتسبات تغني تاريخهم الحربي، ودفعنا نحو الجبهات دون الأخذ بسلامتنا على محمل الجد، حيث كنّا مجرّد أعداد رخيصة أمام نصرهم المرجو"، على حد وصفه.
والتقت"
عربي21" مع العنصر السابق في اللواء "ع .هـ"، حيث أكد بدوره أن العدد الإجمالي لعناصر هذا اللواء لم يتجاوز الألفي مقاتل، كما أن أكثر من مئة منهم لقوا حتفهم في أقلّ من شهر، ما أدى إلى فرار البقيّة حيث أنهم شعروا بالخطر الشديد على حياتهم.
ويوضح "ع.هـ" أنه نتيجة لهذا الفرار، اندثر هذا المشروع دون تحقيق أي مكتسب على الأرض، وباءت معه آخر محاولات النظام "للاحتيال على الفارين لزجهم من جديد في القتال، حيث أنّ كذبة اللواء المدافع عن الساحل تكررت لأكثر من مرّة"، حسب تعبيره، علما بأنّ مليشيا الدفاع الوطني أشيع عنها منذ تشكيلها بأنّها كتائب للقتال فقط في الساحل وللبقاء فيه لحمايته، لكنها باتت الآن تحارب على كل الجبهات الساخنة.
وينهي حديثه بالقول: "لن أعود للقتال مع الأسد حتّى لو أكّد لي أنني سأقاتل فقط في قريتي أو حتّى في بيتي" وفق تعبيره.
"حملة استرجاع تدمر"
ومن جانب آخر، قامت "
عربي21" بالتحرّي عن مسار الحملة التي روّج لها النظام لاسترجاع
تدمر، وفي هذا السياق يقول "ح.م"، وهو عنصر في الأمن العسكري: "لم تصل الحملة إلى حدود تدمر، بل إنّها لم تتجاوز حمص شرقا، حيث أن الضباط هربوا قبل العناصر، وبدا لنا أنّ النظام ليس جادا في استرجاع تدمر أو أنّه لا يستطيع فعل هذا".
انتهاء الحملة بهذا الشكل يعني، بحسب المراقبين، فشلا جديدا لخطط النظام العسكرية في الساحل، حيث لم تتبق سوى بضعة كتائب تابعة لقوات النظام السوري، ومنها كتائب سهيل حسن الذي بدأت تتسرب أخبار بتدهور حال المقاتلين معها، إلّا أن جهود الجيش الحر وفصائل الثوار، في المقابل، مشتتة بقتال تنظيم الدولة من جهة، وبقتال
المليشيات الشيعيّة من جهة أخرى.