غضب آلاف النشطاء والمثقفين والدعاة العرب من حكومات بلادهم، بعد انتشار فيديو وصورة لطفل سوري ملقى على أحد الشواطئ التركية بعدما لفظه موج البحر إلى الساحل وهو ميت غرقا.
واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن "هذه الصورة تجعل حكومات العرب في خندق واحد مع نظام الأسد وحزب الله وإيران، في حال لم تتخذ إجراءات فائقة السرعة لاستقبال اللاجئين السوريين، أو توفير غطاء جوي لهم يحميهم من براميل الأسد".
وبين الداعية السعودي محمد الشنار أن الدول التي رفضت استقبال اللاجئين تتحمل كامل المسؤولية عن هذه المآسي، مغردا: "أيظن من يستطيع إيواءهم أنه يسلم يوم القيامة!".
وأضاف الناشط علي الزبيري: "في الحقيقة لم يغرق الأطفال السوريين، إنما غرقت أمة المليار مسلم".
القيادي السابق في "جبهة النصرة"، صالح الحموي "أس الصراع في الشام"، غرد: "فقدت خمسة من أهلي خلال الثورة، والدي وثلاثة أشقاء، وابن أختي طفل قتله بشار في القصف، لكن مصابي بهم جميعا لم يهزني كما هزتني هذه الصورة".
وتابع مواطنه "أبو عبد الرحمن السوري": "إيواء كل دولة نفط خليجية 20 ألف سوري كلاجئ!!!، أهذا الذي استطعتم عليه، فعلا ما وجدنا فيكم نخوة المعتصم".
وقالت الناشطة هبة عرفات: "الطفل ليس أول طفل يستشهد، وطريقة موته ليست أبشع طريقة موت، لكن حدثت الصدفة بوجود أحد الأشخاص صوّر الفاجعة، وأطفال سوريا لهم 4 سنين يُقتلون دون أن نرى صورهم".
ولاحظت "عربي21" أن جل المشاركين في الهاشتاغات المتعلقة بالطفل حمّلوا كامل المسؤولية لحكومات الدول العربية، قائلين إن "بشار الأسد لا فائدة من لومه، ولم يعد يخجل لمثل هذه الجرائم، لكن اللوم على من يستطيع وقف هذه المآسي ولم يفعل ذلك بعد".
لكن آخرين صبّوا جام غضبهم أيضا على
إيران التي تدعم من وصفوه بطاغية
سوريا، واعتبروا أن قيادتها مسؤولة عن سفك دماء السوريين وعن تهجيرهم وغرقهم في البحر.
يشار إلى أن حادثة الطفل المؤلمة تأتي بعد أيام من غرق أكثر من 200 لاجئ قرب الشواطئ الليبية، ما دعى آلاف المواطنون الخليجيون للطلب من حكومات بلادهم بضرورة فتح المجال أمام دخول اللاجئين السوريين.